مرض السكري
يُعرّف العلماء مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes mellitus) بأنه مجموعة من الاضطرابات الأيضية التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل يفوق الحدود الطبيعية. ويعود ذلك إلى اختلالات في إفراز هرمون الإنسولين أو في فعاليته وتأثيره على خلايا الجسم، أو كليهما. لفهم هذا المرض بشكل أفضل، من المهم توضيح دور الإنسولين في تنظيم مستويات السكر في الدم. عند تناول الطعام أو التعرض لعوامل معينة، ترتفع نسبة السكر في الدم، مما يحفز البنكرياس على إفراز الإنسولين الذي يسهم في تنظيم هذه المستويات، من خلال تسهيل دخول السكر إلى خلايا الجسم. وبالتالي، فإن أي مشكلة في إفراز الإنسولين أو استجابة الخلايا له تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهو ما يُعرف بمرض السكري. يُعتبر السكري مرضًا مزمنًا يصاحب المصاب طوال حياته، وقد تؤدي المضاعفات الناتجة عنه إلى الوفاة. في الواقع، يُعتبر السكري السبب السابع للوفاة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، هناك أدوية ونصائح طبية متاحة للسيطرة على المرض وتقليل مخاطر المضاعفات. تشير الإحصائيات إلى أن مرض السكري يؤثر على حوالي 9.4% من سكان الولايات المتحدة، أي ما يعادل نحو ثلاثين مليون شخص. ومن المثير أن حوالي 7.2% من هؤلاء لا يدركون أنهم مصابون بالمرض، ما يزيد من الأعباء الاقتصادية والمالية الناجمة عن هذه الحالة الصحية.
أنواع مرض السكري
يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من مرض السكري، يمكن توضيحها كما يلي:
- داء السكري من النوع الأول: يُعرف بأنه حالة ترتفع فيها مستويات السكر في الدم بشكل مفرط نتيجة لتلف خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين. يحدث هذا التدمير بسبب هجوم جهاز المناعة على هذه الخلايا في سياق ما يسمى بأمراض المناعة الذاتية. غالبًا ما يحتاج المصابون بهذا النوع إلى الإنسولين الصناعي طوال حياتهم، ويظهر عادةً عند الأطفال والبالغين، ولكن يمكن أن يظهر في أي مرحلة عمرية.
- داء السكري من النوع الثاني: هذا النوع غالبًا ما يؤثر على الأشخاص الذين تجاوزوا الأربعين، ولكنه يمكن أن يُصيب الأفراد في أي عمر. يرتبط بشكل قوي بالعوامل الوراثية، بالإضافة إلى نمط الحياة مثل قلة النشاط البدني والسمنة وسوء التغذية. يمكن في بعض الحالات التحكم في هذا النوع من السكري بتغييرات في نمط الحياة، ولكن قد يتطلب الأمر أدوية معينة، بما في ذلك الإنسولين.
- سكري الحمل: يتمثل في ارتفاع مستويات السكر في الدم خلال فترة الحمل. على الرغم من أن هذا النوع غالبًا ما يختفي عند الولادة، إلا أنه قد يزيد من خطر إصابة المرأة بداء السكري من النوع الثاني في المستقبل. وغالبًا ما يمكن السيطرة عليه من خلال اعتماد نمط حياة صحي، وأحيانًا يتطلب صرف أدوية مثل الإنسولين.
أعراض الإصابة بمرض السكري
تظهر بعض الأعراض والعلامات المبكرة على المصابين بمرض السكري، وتشمل ما يلي:
- زيادة التبول وزيادة خطر الإصابة بالجفاف.
- الشعور بالعطش المتزايد نتيجة للجفاف.
- فقدان الوزن في حالة غياب الإنسولين، كما هو الحال في السكري من النوع الأول.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ في الحالات غير المعالجة من السكري.
- الشعور بالتعب والإعياء العام.
- زيادة احتمالية التعرض للعدوى.
مضاعفات الإصابة بمرض السكري
يتمثل مرض السكري في ارتفاع مستويات السكر في الدم، وإذا استمرت هذه المستويات مرتفعة لفترات طويلة، قد تؤدي إلى تلف بعض الأعضاء الحيوية، مما ينتج عنه العديد من المضاعفات التي تشمل:
- اعتلال الشبكية السكري: يتسبب في تلف شبكية العين، مما يزيد من خطر فقدان البصر.
- اعتلال الكلى السكري: قد يؤدي السكري إلى تلف الكلى، مما يمكن أن يتسبب في فشل كلوي.
- اعتلالات الأعصاب السكرية: قد تظهر جروح وقروح في القدم، وقد ينتهي الأمر ببتر الساق أو القدم.
- تسريع ظهور تصلب الشرايين: يتمثل في تراكم الدهون داخل الشرايين، مما يزيد من خطر حدوث جلطات دموية، وبالتالي السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
- مشاكل الأعصاب المرتبطة بالجهاز العصبي الذاتي: مثل شلل المعدة والإسهال المزمن وعدم القدرة على التحكم في ضربات القلب وضغط الدم في أوضاع مختلفة.
- زيادة خطر الإصابة بفرط ضغط الدم: وارتفاع كوليسترول الدم بما في ذلك الدهون الثلاثية.