نزار قباني
يُعتبر نزار قباني واحدًا من أبرز الشعراء العرب المعاصرين، وُلد في سوريا عام 1923 وتوفي في لندن عام 1998. اكتسب شهرة واسعة بفضل نجاح دواوينه الشعرية وأعماله التي تتميز بالرومانسية وتعبر عن مشاعر الحب تجاه المرأة، مما أكسبه لقب “شاعر الحب والمرأة”.
نشأة نزار قباني
وُلد نزار قباني ونشأ في حي مئنة الشحم في دمشق، في أسرة تعرف بموهبتها الأدبية والفنية. كان والد نزار من عشاق الشعر، بينما كان جده، أبو خليل القباني، من رواد المسرح العربي المعروفين. أظهر نزار شغفه بفن الرسم منذ صغره، مُلهمًا بجمال الطبيعة الشامية وورود الياسمين والزنبق. عند بلوغه سن الخامسة عشرة، تعلّم فن الخط وبرز اهتمامه بالموسيقى، وخاصة آلة العود. خلال فترة دراسته الثانوية، بدأ بحفظ الشعر وتأثر بأعمال شعراء كبار مثل عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة بن العبد، كما درس النحو والصرف على يد الشاعر المعروف خليل مردم بك.
مسيرة نزار قباني المهنية
بعد تخرجه من كلية الحقوق، عمل نزار قباني في وزارة الخارجية السورية. في عام 1945، انتقل للعمل في السفارة السورية بالقاهرة. وفي عام 1952، تم تعيينه كسفير لسوريا في المملكة المتحدة، وتوالت بعد ذلك مهماته كسفير في أنقرة، الصين ومدريد، حتى اعتزل العمل السياسي في عام 1966 واستقر في لبنان ليتفرغ لكتابة الشعر.
رحلة نزار قباني الشعرية
أصدر نزار قباني أول ديوان شعري له بعنوان “قالت لي السمراء” عام 1945 خلال دراسته في جامعة دمشق. كما أسس دار نشر في لبنان باسم “منشورات نزار قباني”. لقد كانت معظم أعماله الشعرية تتميز بالشعر العامودي قبل أن ينتقل لكتابة شعر التفعيلة، حيث ركزت قصائده على المرأة وجمالها. عقب حرب 1967، اتجه نحو الكتابة السياسية وأصدر العديد من القصائد، من بينها “هوامش على دفاتر النكسة” و”يوميات سيّاف عربي”.
الحياة العائلية لنزار قباني
مرت حياتها العائلية بتجارب متنوعة، إذ تزوج نزار قباني مرتين. كان زواجه الأول من ابنة خاله زهراء أقبيق، وأنجب منها ابنه توفيق وابنته هدباء. لم تدم فرحته طويلاً بعد وفاة ابنه توفيق، الذي توفي نتيجة مرض في القلب أثناء دراسته الطب في جامعة القاهرة، مما أثر كثيراً في حياة نزار. انطلقت قصيدته “الأمير الخرافي توفيق قباني” كتعزية لنفسه. بعد وفاة زوجته الأولى عام 2007، تزوج للمرة الثانية من العراقية بلقيس الراوي، وأنجب منها عمر وزينب. إلا أن بلقيس قُتلت في تفجير السفارة العراقية في لبنان خلال الحرب الأهلية عام 1982، وكتب نزار قصيدته الشهيرة “بلقيس” في رثائها.
وفاة نزار قباني
بعد وفاة زوجته بلقيس، انتقل نزار قباني للعيش بين باريس وجنيف، ثم استقر في لندن حيث عاش لمدة خمسة عشر عامًا. توفي نزار قباني في عام 1998 عن عمر يناهز 75 عامًا.