تعريف البدعة الحسنة وأثرها في الإسلام

تعريف البدعة الحسنة من وجهة نظر لغوية

البدعة تُشتق من الابتداع، مما يعني الإنشاء أو الشروع في شيء جديد. كما أن “البديع” هو أحد أسماء الله الحسنى، حيث يُظهر إبداعه في خلق كل الكائنات والموجودات. وهو الذي أوجدها وأحدثها سبحانه وتعالى. يقول الله عز وجل: (بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ* وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). وهذا يعني أنه هو خالقها ومبدعها، الذي لم يكن له مثيل من قبل.

وكما قيل، فإن البدعة الحسنة تعني كل أمر جديد لم يكن له مثال سابق، ويُعتبر ذلك الأمر محمودًا ونافعًا. إن البدعة تعبر عن شكل من أشكال الابتداع، حيث تُشير إلى اختراع شيء جديد لم يكن موجودًا من قبل. وعندما يقال: “ابتدع فلانٌ بدعةً”، يعني أنه أنشأ طريقة لم يُسبق إليها أحد.

تعريف البدعة الحسنة من الناحية الاصطلاحية

تعني البدعة الحسنة كل فعل أو أمر جديد ظهر بعد وفاة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وكان يُعتبر إيجابيًا، أي أنه عمل صالح يُرضي الله. إن المسلمين يرون هذا الأمر جيدًا، بشرط ألا يتعارض مع القرآن الكريم أو السنة النبوية أو إجماع العلماء.

ويمكن القول أيضًا إنها هي الإضافة للدين بعد أن تم إكماله. وتعتبر فعلاً أو قولاً لم يستند صاحبه أو فاعله في ذلك إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أو الشريعة الإسلامية، أي لم يكن معروفًا في زمنه قبل أن يُبتدع.

تعريف البدعة الحسنة من الناحية الشرعية

تشير البدعة الحسنة إلى ما لم يُشرعه الله تعالى أو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا تُعتبر فرضًا أو واجبًا أو مستحبًا. إنها تعبر عن المبالغة في عبادة الله، وعمومًا فهي ما أحدثه الناس بدون أصل ديني. تمثل هذه البدعة فعلاً زائدًا على ما أقرته الشريعة الإسلامية لخدمة مصالح معينة في الحياة اليومية.

وعلاوة على ذلك، يمكن وصف البدعة الحسنة بأنها الأمور الحديثة في الشريعة الإسلامية، التي تؤدي إلى تقرب أكبر من الله من خلال الأعمال الصالحة والمحببة إلى الله ورسوله. رغم أنها قد لا تدعمها نصوص دينية، إلا أنها لا تتعارض مع الشرع.

بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر البدعة الحسنة ما يُحدث من خير دون أن يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي، ويمثل ما يتوافق مع الأمور السابقة دون أن يتضمن ما هو محظور شرعًا. مثال على ذلك هو رفع الأذان مرتين قبل صلاة الجمعة، وهو ما شرعه الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، إذ لم يكن هذا الأمر معمولًا به في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

Scroll to Top