لقب سورة يس: ما هي دلالاته ومعانيه؟

ألقاب سورة يس

قلب القرآن

إنّ اللقب البارز الذي أُطلق على سورة يس هو “قلب القرآن”، ويُعبر هذا اللقب عن جوهر وأساس هذه السورة العظيمة. تعتبر سورة يس جوهر القرآن وخالصه، لما تحتويه من إشارات تتعلق بالحياة والموت. ويُعتقد أن هذا اللقب يعود إلى استخدامها في تلاوة الأموات، حيث تُعزز من راحتهم. وقد ورد تفسير لهذا اللقب في حديث ضعيف يُنسب إلى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- حيث يقول: (إنَّ لِكُلِّ شيءٍ قَلبًا، وقلبُ القرآنِ يَس). إنّ تسميتها بهذا الاسم تعود إلى أنها تجسد الاعتقادات الأساسية، إذ تحتوي على مواضيع تتعلق بالقيامة مثل البعث، والحشر، والجزاء، والجنة، والنار، مما يُعطيها مكانة فريدة بين السور.

على الرغم من قلة آياتها واحتوائها على عدد محدود من الصفحات، إلا أن سورة يس غنية بمعاني القصص القرآني، حيث تتضمن ذكر التوحيد، والأوامر والنواهي، وتجارب مؤمني وكافري الدار. كما تتطرق لذكريات العقائد، والأحكام، والقيم والآداب، إلى جانب تناولها لمواضيع تتعلق بالدنيا والآخرة.

تُعيد السورة التأكيد على الحجج والبراهين حول إحياء الأرض الميتة، ودورة الليل والنهار، وحركة الأجرام السماوية، وهي تبرز مصير الكافرين في لحظاتهم الأخيرة، وكذلك مصير المؤمنين السعيدين في الجنة. كما تذكر شهادة الأعضاء في يوم القيامة، وترجع السورة إلى ضرورة التأكيد على أهمية القرآن وبيان حججه القوية ضد الضلال. وقد رأى الصحابي الجليل معقل بن يسار -رضي الله عنه- أن “قلب القرآن” هو اسم آخر للسورة، وليس مجرد لقب.

ألقاب إضافية لسورة يس

وفقًا لتفسير الطنطاوي -رحمه الله- انطلقت عدة أسماء أخرى لسورة يس، مثل المعمّة، المدافعة، والقاضية. تحمل هذه الألقاب دلالة على خير السورة لصاحبها في الدنيا والآخرة، حيث تُدافع عنه وتساعده في تحقيق حاجاته بفضل الله. كما ذُكرت السورة باسم “حبيب النجار” نظرًا لورود قصة الرجل الذي جاء يسعى من أقصى القرية وهو حبيب النجار، كما أُشير إلى ذلك في تفسيرات عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-.

نبذة عن سورة يس

تُعدّ سورة يس واحدة من السور العظيمة في القرآن الكريم، وهي سورة مكية تضم 83 آية، و727 كلمة، و3020 حرفًا. تتناول السورة موضوع القرآن الكريم ونبي الله -صلّى الله عليه وسلّم-، بالإضافة إلى ما تعرض له من تكذيب من قومه. وتتمحور السورة حول الرسالة النبوية التي تُشِير إلى البعث ووحدانية الله وقدرته -سبحانه وتعالى- على كل شيء. تشمل سورة يس مشاعر تدعو للتأمل والتفكر في أحداث القيامة وما يتبعها، ويُعتبر اللقب “قلب القرآن الكريم” جزءًا مميزًا من مكانتها، حيث يُذكر أيضًا أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (اقرؤوا يس على موتاكم).

Scroll to Top