تأملات الشيخ محمد متولي الشعراوي في الحياة والدين

يُعتبر الشيخ محمد متولي الشعراوي، الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي، من المجددين في الدين الإسلامي، وقد اتفق العلماء على منحه لقب إمام الدعاة.

ما زالت خواطره التي تعلمناها من دروسه مستمرة في التأثير علينا، ونحن نستمد من تعاليمه ونستلهم منها حتى يومنا هذا في تعلقنا بالله ورسوله. سنتناول بعضا من هذه الخواطر مع التركيز على أبرز ما فيها، وهو حب الله، وسنخصص جزءاً للحديث عن الدعاء.

خواطر الشيخ الشعراوي عن حب الله

من أقوال الإمام حول حب الله: “إنني أجاهد بكلمة طيبة أحمل بها منهج الله إلى الناس.”

وهذا ليس فقط لأن الناس يهمونه، ولكن أيضاً لأن نفسه تهمه، حيث يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

وبناءً على ذلك، فإن نفعه لنفسه يعود عليه حتى يتم إيمانه، وقد ذاق حلاوة الإيمان.

كما أنه يحب للناس أن يتذوقوه، فإذا كان يملك علماً ولم يوصلّه إلى الآخرين، يصبح إيمانه ناقصاً.

تابع معنا أيضاً:

كيف يحب العبد ربه؟

إذا أراد العبد أن يحب ربه، يجب أن يبدأ بخطوة في سبيل الله، وعندما يشرع في محبة الله، فسوف يجد الله يمد له يد العون ويقوده بخطواته.

كما يقول الإمام: “من تقرب إلى الله شبراً تقرب الله إليه ذراعاً”.

وقد كان الإمام الشعراوي نموذجاً يحتذى به في حب الله، حيث كرس حياته لتعليم الناس حب الله ورسوله، وذلك حباً لهما.

ومن أبرز آثار حب الله أنه فتح له قلوب وعقول عباده، وقد وضع الإمام خطوات لتعزيز حب الله تتمثل في نية مستمرة وصادقة تتطلب الأفعال التي تُظهر حب الله.

في البداية، يجب على العبد أن يُعقد النية على المبادرة في طريق حب الله، ويعرف من هم أعداؤه الذين يعيقونه عن ذلك.

أعرف عدوك

فيما يتعلق بمعرفة العدو الذي يقف بينك وبين حب الله، يقول الإمام: “مجاهدة الشيطان ليست عملية سهلة. فعندما تقرر السير في طريق حب الله فلن يتركك الشيطان.”

ولن يكون هدفه سوى إبعادك عن حب الله، حيث يحاول إلهاء الناس بأمور الدنيا، مثل اللعب واللهو والتجارة.

إن عدوك الأول الذي يقف بينك وبين ربك هو الشيطان، والفرق بين الشيطان نفسه وما يُشير إليه هو أنه يمثل كل ما يُبعد الإنسان عن طاعة ربه.

هناك أيضاً شياطين من الجن والإنس الذين يسعون لنشر الفساد والمعصية، وقد ضرب الشيخ الشعراوي مثلاً بقصة الإمام أبي حنيفة.

حيث جاءه رجل يشكو فقدانه لكيس نقوده الذي دُفن في مكان، ولكن الماء جرفه. وعندما التقى به الإمام في صلاة الفجر، كان الرجل مسروراً لأنه تذكر مكان النقود بعد أن صار متهجداً.

فقال الإمام أبو حنيفة: “إن الشيطان يسعى دوماً لإلهائك عن ذكر ربك.” ولهذا يجب علينا أن نكون واعين أن الشيطان هو العدو الأكبر لنا في طريق حب الله.

وقد ذكر الله في كتابه العزيز: “يا بني آدم لا يغرنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة.” (الأعراف، الآية 27).

تابع أعرف عدوك

ثم يأتي العدو الثاني الذي يعطل طريقك إلى حب الله، وهي النفس. فالشيطان يهدف إلى إيصالك إلى المعصية، والبدء بالكفر ثم الانتقال إلى الصغائر.

هذه النفس تضطر المرء إلى التعلق بنوع محدد من المعصية، مما يجعل معاناتها أشد من انغماس المرء في الأخطاء.

لكن، يمكن استعادة السيطرة عن طريق الاستعاذة بالله من الشيطان، وتذكر قول الله: “ومن شر الوسواس الخناس”.

وعلى العبد أن يعمل على محاسبة ذاته حتى يعرف ما له وعليه، لتصحيح مساره.

تحقق الإرادة في السير لحب الله

  • كما أشار الإمام الشعراوي: “الإرادة تعني مخالفة العادة، كون أن الغالب على الناس هو الانشغال بالدنيا وتجاهل الآخرة.”

لتحقيق الإرادة، يجب على المحب ألا يخالف عاداته الطبيعية، فقال الله: “وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى.” (الليل: 19-21).

والدعاء يعد أقوى وسيلة للتوكل على الله وتأكيد رغبتك في السير في طريق حب الله.

الاستعانة بالله

لكي يتحقق العبد في السير نحو الحب، عليه أن يتوجه بالدعاء إلى الله، فهو القادر على تمكينه.

وقد قال سبحانه: “إياك نعبد وإياك نستعين.” فإن الاستعانة بالله وتقوية العلاقة معه يأتيان من الحب له.

احتفظ بقلبك صافياً، واطلب الله بتضرع.

  • من خواطر الإمام حول النفس الطيبة والمطمئنة، التي تعين صاحبها على الطريق نحو حب الله.

وكن مقتنعا بأنه: “النفس لا تملك نفعاً لنفسها إلا ما شاء الله.”

المحب يحاسب نفسه

  • من حكمة الإمام أيضاً: “عندما يمسك المحب نفسه بالمحاسبة، فإنه يعيد تقييم ما له وما عليه.”

هنا يفهم المحب التفاوت الكبير بين نعمة الله عليه وأفعاله، مما يدفعه للاعتراف بعفو الله ورحمته.

فالخطوة الأولى نحو التوبة هي الإقلاع عن الذنب على الفور، والندم على ما فات.

توبة المحب من ذنبه

للإمام أقوال قيمة في هذا الشأن، فقد ذكر أن التوبة تعني العودة إلى سبيل الله وعصمته.

وقد أخبرنا الله بأن: “من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه.” (الحج، الآية 30).

والتوبة الصادقة تتطلب الإقلاع عن الذنب، والندم، والعزم على عدم العودة.

علامات قبول التوبة

تظهر حال المحب التائب أن توبته قد قبلت، فيجب أن يكون حاله أفضل بعد التوبة عما كان قبلاً.

لكي نكون على صواب، يجب أن يكون القلب أكثر رقّة وحساسية.

وبذلك تصبح مشاعر المحب تدل على حبه لله.

خواطر موجزة عن الشيخ الشعراوي

قد ترك الشيخ محمد متولي الشعراوي العديد من الحكم والخواطر، فيما يلي بعض منها:

  • تأمل في نفسك، فمعرفة النفس تعني معرفة الرب.
  • اتبع أسلوب الكلمة الطيبة، وكن صادقاً.
  • تجنب المودة الزائدة في ما لا يخصك.
  • استعن بالله في كل شيء، فلن تكفي الجوانب المادية وحدها.
  • اجتهد في طاعة الله ورسوله، فهي فرض وواجب.

خواطر الشيخ الشعراوي في الدعاء والقضاء وإطالة الأعمار

قضى الإمام الشعراوي حياته في استكشاف العلم والبحث في أراء العلماء والنصوص، وقدم دعوات وأساليب للتخلص من سوء الفهم المرتبط بالقضاء.

قال الله: “إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.” (يونس 49).

وأكد النبي في أحاديثه أن فعل الخير، مثل صلة الرحم، يمكن أن تطيل الأعمار والكثير مما هو مكتوب.

تابع خواطر الشيخ الشعراوي في الدعاء والقضاء وإطالة الأعمار

الصلاة، الدعاء والصدقات من أجل أدوات الدعوة التي تُسهّل القرب من الله وتعزز من الحياة.

ويؤكد الإمام أن حسن النية والنية الصادقة كفيلان بجلب رضا الله.

نسأل الله أن يوفقنا لعمل الخير والسعي في طريق حب الله.

Scroll to Top