التمرد
- التعريف اللغوي للتمرد: مصدر الفعل “تمرد”، ويشير إلى خروج الفرد عن القوانين المجتمعية والنظام العام، وعدم الاعتراف بأي سلطة. كما يُقال إن الشخص “تمرد” على مجتمعه إذا رفض طاعتهم ونصحهم. وفي السياق العسكري، فإن الجند “تمردوا” على أوامر ضباطهم، مما يعني أنهم قد ثاروا وعصوا الأوامر.
- التعريف الاصطلاحي للتمرد: يُشير إلى العصيان ورفض تنفيذ الأوامر، ويعتبر وسيلة للتعبير عن الغضب المكبوت. يرفض الفرد من خلاله أسلوب حياة معين أو الرأي الآخر، ويراها البعض حالة نفسية تستوجب الخروج عن المألوف.
التمرد في علم النفس
يعرِف علماء النفس التمرد بأنه حالة عصيان ترفض القواعد الأسرية والاجتماعية أو العقائدية، ويظهر هذا الرفض إما بشكل لفظي أو عملي. كان مصطلح التمرد في السابق يقتصر على الأمور السياسية، ولكن تم استخدامه لاحقًا ليعكس التميّز والاختلاف بين الأقران. في الوقت الراهن، يرتبط مفهوم التمرد بشكل خاص بالأطفال والمراهقين، حيث يُعتبر سمة شخصية تظهر من خلال سلوكياتهم. يمكن أن يكون السبب وراء التمرد هو الضغط النفسي الذي يتعرض له الأطفال من قبل والديهم بسبب غياب الاهتمام الكافي بتربيتهم، وقد يتطور سلوك التمرد بين المراهقين ليصبح ظاهرة سلبية أو يعود بالنفع عليهم من خلال تعزيز الإبداع.
أنواع التمرد لدى الأطفال والمراهقين
يمكن تقسيم سلوك التمرد عند الأطفال والمراهقين إلى ثلاثة أنواع رئيسية، والتي تشمل:
- التمرد الواضح: في هذا النوع، يرفض الطفل أو المراهق Tلبية أوامر والديه بشكل صريح، وغالباً ما يتجلى ذلك من خلال البكاء أو الصراخ أو إظهار الغضب.
- التمرد السلبي: يقوم الابن في هذا النوع بالتقاعس عن تنفيذ ما يُطلب منه، مما يعتبر سلوكاً يتسم بالدلع والمماطلة.
- التمرد المقصود: يُعرف بهذا الاسم لأنه يهدف إلى استفزاز الوالدين من خلال عدم الاستماع لهم أو تنفيذ أوامرهم، حيث يستجيب الابن بشكل معاكس، مثل رفع صوته عند طلبه بالصمت.
أسباب التمرد لدى الأطفال والمراهقين
تتعدد أسباب التمرد عند الأطفال والمراهقين، وأبرزها:
- السعي للاستقلالية: قد يستخدم البعض التمرد كوسيلة للتعبير عن رغبتهم في الاستقلال، فقد يطرح الأطفال كلمة “لماذا” بكثرة، ويتناقض الأبناء الأكبر سناً مع والدَيهم، بينما يميل المراهقون إلى عدم اتباع الأوامر.
- العقاب الذاتي: يُستخدم التمرد أحياناً كشكل من أشكال العقاب الذاتي، كرد فعل على تصرف سيء أو نتيجة مشاعر سلبية. قد يلجأ الطفل مثلاً إلى استخدام ألفاظ بذيئة أو إيذاء أخيه ليجذب انتباه والديه لسلوكه، بينما قد يتلف المراهق ممتلكاته أو ممتلكات الآخرين لجذب انتباه والديه للمخاطر التي قد يقارفها.
- اختبار الحدود: مع نضوج الطفل، يقوم باختبار الحدود الموضوعة له لاستكشاف ما يمكنه تحقيقه. هذا السلوك يتجلى في سعيه لتكوين هويته الخاصة.
- تطور الدماغ: إن النمو العقلي لدى الأطفال والمراهقين يُعقّد الأمور، حيث يصبح بإمكانهم التفكير في التفاصيل. وفي مرحلة المراهقة، قد تبرز سلوكيات تجريبية كتمرد أو تحدي، كجزء من تطوير مهارات التواصل الاجتماعي والتفكير.