إرشادات حول إفطار المرأة الحامل في شهر رمضان

تُعتبر فريضة الصيام في رمضان واجباً على جميع المسلمين، ومن ضمنهم النساء الحوامل والمرضعات، لكن الشريعة أذنت لهن بالإفطار عندما يكون هناك خطر يهدد صحة الأم أو الجنين. بينما يتوجب الصيام إذا كانت الحامل تستطيع أداءه دون تعريض أي منهما للضرر.

حكم إفطار الحامل في رمضان

لا يُسمح للحامل بالإفطار في رمضان ما لم يكن هناك خطر يهدد صحتها أو صحة جنينها. وفيما يلي نوضح الحالات التي يُسمح بها بالإفطار والأخرى التي لا يُسمح بها:

  • لا يُسمح للمرأة الحامل بالإفطار لمجرد رغبة الزوج أو العائلة في ذلك، ما لم يكن هناك سبب معقول.
  • لا يجوز الإفطار فقط بناءً على الشائعات المتعلقة بالضرر المحتمل الناتج عن الصيام.
  • يجب أن تكون هناك تأكيدات واضحة على أن الصيام يشكل خطراً فعليًا عليها أو على جنينها.
  • من الضروري أن تتأكد الحامل من حالتها الصحية والطبيعة المحتملة للخطر عند الصيام، ويفضل أن يكون ذلك بعد استشارة طبيبها.
  • يُشبه في جواز الإفطار حالتها حالة المريض، شرط أن تقوم بتعويض الأيام الفائتة فيما بعد.
  • كذلك تُقاس حالتها بحالة المسافر، وفقًا لما جاء في رواية أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • (إن الله عز وجل وضع عن المسافر شطر الصلاة، وعن المسافر والحامل والمرضع الصوم)، مما يعني جواز الإفطار مع ضرورة قضائها لتلك الأيام لاحقاً.

آراء المذاهب حول إفطار الحامل في رمضان

تحديداً فيمن يشعر بالخوف على صحتهم أو ممن ينتظرون مولودهم، تنوعت آراء المذاهب الأربعة حول هذا الموضوع:

المذهب المالكي

  • أجاز المالكية الإفطار للحامل إذا كان الصيام سيؤدي لضرر لها أو لجنينها.
    • حيث يُعتبر الإفطار واجباً إذا كان الصيام سيؤذيهما ويزيد من معاناتهما.

المذهب الحنفي

  • يؤكد الحنفية أنه في حالة شعور الحامل بالقلق على صحتها أو صحة جنينها، يُسمح لها بالإفطار.

المذهب الشافعي

  • في الشافعية، يُعتبر الإفطار واجباً إذا تعرضت الحامل لضرر شديد لا تستطيع تحمله.
    • حيث سيتسبب الصيام في أذى لهما.

المذهب الحنبلي

  • وفقًا للحنابلة، يُسمح للحامل بالإفطار إذا كان هناك خوف على صحتها أو صحة جنينها.

فدية إفطار الحامل في رمضان

توافق العلماء على ضرورة قضاء الأيام التي أفطرتها المرأة الحامل خلال رمضان، لكن اختلفوا في مسألة الفدية. فإليكم أبرز الآراء:

  • شدد الحنابلة والشافعية على ضرورة القضاء ودفع الفدية معًا.
  • تستلزم الفدية تقديم طعام لمسكين عن كل يوم تم الإفطار فيه، ويتوجب بعد ذلك قضاء الأيام الفائتة.
  • استندوا في رأيهم إلى أن الإفطار قد يكون ناتجاً عن خوف على الجنين.
  • بينما رأى المالكية والحنفية أن الحامل ملزمة بالقضاء فقط دون دفع فدية، باعتبار أن الإفطار جاء خشية على الجنين، الذي يُعتبر جزءًا منها.
  • تتضمن مقدار الفدية بحسب المالكية والشافعية إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته، وفقًا للآية: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين).
  • أما الحنفية فحددوا مقدار الفدية بمكيال من التمر أو الشعير أو نصف مكيال من الحنطة لكل يوم أفطرته الحامل.
  • وترى الحنابلة أنه يُستحب أن لا تقل الفدية عن نصف مكيال من التمر أو الشعير أو مد من القمح، والذي يقدر حالياً بحوالي 600 جرام لكل يوم.

وجوب فدية إفطار الحامل أو المرضع في رمضان

تم توضيح حالات جواز الإفطار لكلاً من الحامل والمرضع، وحالات وجوب الفدية أو القضاء. وفيما يلي توضيح الظروف التي لا يُعتبر ذلك واجباً:

  • يتفق الحنفية على جواز إفطار الحامل والمرضع إذا كان هناك خوف على صحتهن أو صحة أجنتهن، دون دفع فدية، مع وجوب القضاء عندما تسنح الفرصة.
  • لا يشترط أن يكون القضاء متتاليًا، ولا يختلف الحكم بين الأم الحقيقية والمرضعة البديلة.
  • استند الحنفية إلى قوله تعالى: (أيامًا معدودات، فمن كان منكم مريضًا أو على سفر، فعدة من أيام أخر).
  • استدل الحنفية على رأيهم بأن الله أوجب الفدية على المريض دون الحاجة للقضاء.
  • رأى فريق آخر ضرورة دفع الفدية والقضاء في حالة الحامل أو المرضعة، إذا كانت تخشى على صحتهما أو صحة الجنين.
  • إذا كان يُمكن إيجاد بديل للمرضعة، يتعين عليها الصيام، ويجب دفع تكاليف البديل من مال الأب أو الطفل.
  • إذا لم يكن هناك بديل، يُسمح لها بالإفطار، ويجب دفع الفدية ثم القضاء.
  • يرى بعض العلماء عدم وجود فدية في حالة الخوف على الجنين، بينما إذا كان الخوف على كليهما، يتم دفع الفدية ثم القضاء.
  • يتفق الرأي حول ضرورة وجود بديل للمرضع للتخفيف عنها.

ما هو حكم تأجيل أو تأخير قضاء رمضان؟

يُعتبر قضاء الحامل أو المرضع للأيام الفائتة في رمضان واجبًا اتفق عليه الجميع. وإن تم تأجيله، فعليها بعض الأحكام:

  • لا إثم عليها إذا تأخرت عن القضاء بسبب عذر قوي، ولكن يجب أن يتم قبل بدء رمضان التالي.
  • شرط أن تقضي بعد زوال عذرها، مثل الحمل أو المرض أو النسيان.
  • لكن إذا تأخرت عن قضاء الأيام حتى حلول رمضان التالي بدون عذر ولديها القدرة، فإن ذلك يُعتبر إثمًا ويُلزمها بالقضاء مع دفع الفدية.

هل يوجد أضرار في حالة قيام الحامل بالصيام؟

تقع بعض المخاطر على صحة النساء الحوامل نتيجة الامتناع عن الطعام لفترات طويلة، لذا يُنصح باستشارة الطبيب قبل بدء الصيام. وأبرز الأضرار المحتملة تشمل:

  • زيادة احتمالية جفاف الجسم.
  • فقدان الوزن بشكل كبير.
  • الشعور بالإعياء والضعف العام.
  • الإصابة بآلام الرأس المستمرة.
  • الشعور بالدوار، وفي بعض الحالات الإغماء.
  • انخفاض ضغط الدم أثناء الصيام.
  • الإحساس بالحموضة في المعدة.
  • هبوط مستويات السكر في الدم.
  • تقليل حركة الجنين وعدم الإحساس بحركته.
  • لذا يفضل استشارة الطبيب قبل الصيام للتأكد من القدرة على الأفضل.

هل يوجد فوائد في حالة قيام الحامل بالصيام؟

إذا كانت المرأة تتمتع بصحة جيدة ووزن مناسب، وتناول غذاء سليم، وكان الطبيب قد سمح لها بالصيام، فإن للصيام عدة فوائد، منها:

  • يساهم الصيام في تأخير سن الشيخوخة وزيادة معدل العمر.
  • يساعد الصيام في التحكم بمستوى السكر في الدم نتيجة انخفاض مقاومة الأنسولين.
  • يزيد الصيام من فعالية العلاج الكيميائي في حالات السرطان، ويساعد في الوقاية منها.
  • يعزز من مستويات هرمون النمو، الذي له دور محوري في النمو والتمثيل الغذائي.
  • يحسن من فرص فقدان الوزن ويعمل على تقليل السعرات الحرارية، مما يعزز نمو العضلات.
  • يلعب دورًا في تقوية المناعة ضد الالتهابات والأمراض.
  • يساعد في الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، ويقلل من مستوى الكوليسترول الضار في الجسم، مما يُحسن صحة القلب.
  • يحسن من الحالة النفسية ويقلل من أعراض الاكتئاب المرتبطة بالحمل.

حكم إفطار المرأة المرضعة في رمضان

  • يُسمح للمرأة المرضعة بالإفطار في رمضان إذا كانت تخشى على صحتها أو صحة طفلها، ويُعتبر هذا عذرًا شرعياً، ويمكنها قضاء الأيام التي أفطرتها لاحقًا.
  • يجب على المرأة المرضعة أن تكون حذرة بشأن صحة طفلها، وإذا شعرت بالضعف أو شكَّلت حالة الصيام خطرًا عليها أو على طفلها، يُسمح لها بالإفطار.
  • بعد انتهاء شهر رمضان، يجب على المرأة المرضعة قضاء الأيام التي أفطرتها، ولا يُفرض عليها كفارة، إلا إذا أفطرت دون عذر.

حكم الإفطار دون عذر في رمضان

  • تعتبر الإيفطار في رمضان دون مبرر شرعي محرمًا، ويُعتبر من الكبائر. من أفطر عمدًا دون سبب مقبول، فإنه يرتكب ذنبًا عظيمًا.
  • يجب أن نعلم أن الإفطار دون عذر لا يؤدي إلى كفارة، حيث أن صيام سنة كاملة لا يُكفر عن إفطار يوم واحد في رمضان دون سبب مقبول.
Scroll to Top