تأثير العوامل المناخية على انتشار الأمراض

أثر المناخ على الأمراض

يساهم المناخ بشكل كبير في صحة الإنسان، إذ يتحكم بشكل مباشر في ظهور وانتشار مجموعة من الأمراض. يؤدي التغير المناخي إلى زيادة التهديدات الصحية التي تؤثر على البشر والكائنات الحية الأخرى، ولكن تنوع هذا التأثير ومقدار المخاطر المرتبطة به يختلف من فرد إلى آخر. يعتمد ذلك على عوامل مثل العمر، موقع الإقامة، ومدى توفر الموارد الاقتصادية. نستعرض أدناه بعض الأمراض التي يتأثر ظهورها بالمناخ:

أمراض الجهاز التنفسي

تُعتبر أمراض الجهاز التنفسي من أكثر الأمراض شيوعًا وتأثيرًا نتيجة لتقلبات المناخ. تؤدي التغييرات الجوية إلى زيادة حالات الاعتلال في الجهاز التنفسي، مما يسهم في وفاة العديد من المصابين بالأمراض المزمنة مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن. تظهر تلك الأمراض بشكل خاص لدى الأطفال مع تزايد درجات الحرارة والرطوبة، حيث تؤدي هذه الزيادة إلى تفاقم أعراض الربو. كما أن الأعاصير والرياح تلعب دورًا في انتشار مرض الربو عن طريق زيادة مستويات حبوب اللقاح والمواد المثيرة للحساسية. علاوة على ذلك، تؤثر الظروف الباردة أيضًا على ظهور بعض أمراض الجهاز التنفسي، إذ يزيد انخفاض درجة الحرارة من معدل التهابات الجهاز التنفسي بشكل عام.

أمراض القلب والأوعية الدموية

تُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية من أكثر الأمراض انتشارًا بين سكان الأرض، ويعد المناخ أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في ذلك، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. تؤدي الزيادة في درجة حرارة الهواء إلى تزايد حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يرفع معدل الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض. على سبيل المثال، سجلت إيران 30121 حالة وفاة بسب تلك الأمراض بين عامي 2004 و2013. وقد تم تحديد درجة الحرارة القصوى غير المؤثرة على هذه الأمراض بـ26 درجة مئوية، حيث يؤدي تجاوز هذه الدرجة إلى زيادة خطر الوفاة بين المصابين. كما يؤثر انخفاض درجات الحرارة أيضًا، ولكن بصورة أقل مقارنةً بتأثير الحرارة المرتفعة.

مرض الكوليرا

يرتبط انتشار مرض الكوليرا بشكل واضح بارتفاع درجات حرارة الهواء ومعدلات الهطول المطري. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأمطار إلى انتشار مرض الكوليرا، النسخة القادرة على الانتقال عبر المياه بسهولة ويسر وفي وقت قصير. يجدر بالذكر أن الكوليرا ناتجة عن بكتيريا معينة تنتقل من خلال شبكات المياه، مما يسبب إسهالًا حادًا وقيئًا مستمرًا؛ ما قد يؤدي إلى جفاف جسم المصاب، والذي يمكن أن يفضي إلى وفاته السريعة.

Scroll to Top