نبذة عن سورة الغاشية
سورة الغاشية تعتبر السورة رقم 88 في القرآن الكريم، وتتكون من ست وعشرين آية، جميعها مكية حسب الإجماع. يُرجح أن هذه السورة نزلت دفعة واحدة، نظرًا لطريقة أسلوبها ومحتواها.
سُميت هذه السورة بـ “الغاشية” انہ يفتتحها الله -عز وجل- بقوله: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) والغاشية تشير إلى أسماء يوم القيامة، حيث تمثل الداهية التي تغشى الناس بأهوالها. الاستفهام هنا يُستخدم لتضخيم الأمر وإبراز خطورته.
أهمية سورة الغاشية
كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يقرأ هذه السورة في يوم الجمعة وعيد الأضحى. فقد ذكر النعمان بن بشير أنه كان يستمع إلى النبي يقرأ في العيدين “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” و”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”.
وروى الإمام مالك أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير -رضي الله عنه- عن ما كان يقرأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة بعد سورة الجمعة، فأجابه بأنه كان يقرأ “هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”.
الفائدة من سورة الغاشية بالنسبة للسور السابقة
انتهت سورة الأعلى بالتطرق إلى موضوع الآخرة، مشيرة إلى أنها الحياة الأبدية التي ينبغي للإنسان أن يسعى نحوها، ويفضلها على الحياة الزائلة. إلا أن معظم الناس انشغلوا بالدنيوي على حساب الآخرة.
أهمل الكثير منهم التفكير في الحياة الآخرة ونسوا الغرض الحقيقي من خلقهم. وبالتالي، سيظهرون يوم القيامة فارغين من الزاد، يحملون فقط أوزارهم وآثامهم.
لذا يأتي الحديث في سورة الغاشية عن أهوال يوم القيامة كتنبيه للناس، لتذكيرهم بما سيواجهه المجرمون من عذاب، حيث تفصل هذه السورة ما تم الإشارة إليه في سورة الأعلى، من صفات المؤمنين والكافرين والجنة والنار.
وقد قال -تعالى- في سورة الأعلى: (سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى* وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى* الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى)، ثم توضح سورة الغاشية هذا الأمر ببيان مصير الذين يعملون بلا رادع، كما في قوله: (عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ* تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً).
محتويات سورة الغاشية
تتناول سورة الغاشية ثلاثة موضوعات أساسية تتعلق بأصول العقيدة:
- وصف مآسي يوم القيامة وما يترتب عليها من محن وصعاب.
حيث تتناول الفرق بين الناس في ذلك اليوم، وما يواجهه المؤمن والكافر من الآلام والسرور، مع تصوير لأحوال أهل الجنة والجحيم.
- تأكيد على وحدانية الله وقدرته.
كما تتطرق إلى علمه وحكمته من خلال الأدلة القاطعة، مثل خلقه للسماوات بلا أعمدة، ومظاهر الأرض والجبال، ما يشير لعجائب صنعته التي قد يدركها البشر أو تغيب عن علمهم.
- تختم السورة بذكر أهمية العودة إلى الله -عز وجل-.
وذلك للحساب والعقاب، كما يأمر الله -تعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلّم- بتذكير الناس بتعاليم الشرائع والأحكام، فدوره هو هداية البشر نحو الحق، ومن يتجاهل ذلك فسيواجه العذاب الأليم.
- سورة الغاشية توضح أحوال نوعين من الناس.
الأولى هم أصحاب الوجوه الخاشعة الذين استحقوا العذاب بسبب كفرهم وإنكارهم. والثانية هم أصحاب الوجوه الناعمة الذين أعد الله لهم النعيم الخالد نتيجة إيمانهم وإخلاصهم.