مفهوم المستوى المعجمي في اللسانيات
يُشير هذا المصطلح إلى الوحدات المعجمية ومعانيها المرتبطة كما تُظهرها القواميس، من دون التركيز على المعاني المركبة أو الدلالات الناتجة عن السياق، المتعلقة بالحقيقة والمجاز والتشبيه وغيرها.
يتناول المستوى المعجمي تحليل الفروع المتواجدة في اللغة وتصنيفها، وكذلك تحديد العلاقات القائمة داخل تلك الفروع. كما يُميز بين الكلمات الأساسية والفرعية، وفق مجموعة من المعايير التي تم وضعها لتحقيق ذلك.
يُعتبر المستوى الدلالي من بين أكثر المستويات اللغوية أهمية، حيث تُحمل المستويات المختلفة من الأصوات والأبنية والتراكيب معانٍ ودلالات معينة. وقد اهتم القائمون على إعداد المعاجم بمسألة الدلالة في سياق تحديدهم لمعاني الألفاظ، مع الاختلاف بين دمج المستويين المعجمي والدلالي أو التمييز بينهما.
المستوى الدلالي وعلاقته بالمستوى المعجمي
علم الدلالة هو جزء من علم اللغة، ويُعتبر مستوى من مستويات التحليل اللساني. بعبارة بسيطة، هو العلم الذي يُعنى بدراسة المعنى، وتبرز الألفاظ أهميتها في هذا السياق، لذا يجب النظر إلى معناها ودلالاتها المختلفة.
يتعلق المستوى المعجمي بالمستوى الدلالي من خلال دراسة معاني كل لفظ في المعاجم العربية، فالحقول الدلالية تُعزز أهمية العمل المعجمي في حقل علم اللغة، إذ تمتلك كل كلمة دلالة مختلفة في المعجم.
الدلالة المعجمية
تُعتبر الدلالة المعجمية أساسًا للدلالات، حيث يتفق مستخدمو اللغة الواحدة على استخدامها، مما يسهل التواصل بينهم. وغالبًا ما يتغير معنى المصطلحات عبر الزمن؛ إذ لم يكن استخدام العديد من الكلمات في الوقت الحاضر مطابقًا لما كان عليه في السابق. فكل كلمة تكتسب معناها من توافق الناس على استخدامها، وبالتالي ليس من الضروري أن يتطابق المعنى الحقيقي مع المعنى المستخدم في الحياة اليومية.
تلك التغيرات لا تُلغي المعنى الأساسي ولا تفرط فيه، بل تقبل المعاني المكتسبة من السياقات المختلفة، مع الاحتفاظ بجذورها الأصلية. لاستيعاب هذه التغيرات وفهم كيفية تطور المعاني، يُستعان بعلم المعاجم الذي يتناول دراسة تلك الجوانب كافة المتعلقة بالمفردات.
عناصر الدلالة المعجمية
يعتقد العلماء المعاصرون، وخاصة علماء المعاجم، أن الدلالة المعجمية تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية هي:
- المعنى المستخدم للمفردات في الأحاديث اليومية.
- الدلالات المتباينة التي قد تحملها المفردات.
- التوافق بين المعنى الشائع والمعنى الأصلي للمفردة.
علم المعاجم
علم المعاجم هو الاختصاص الذي يدرس مصطلحات اللغة من جميع جوانبها، بما في ذلك أصل المصطلح، اشتقاقاته، دلالته في السياقات المختلفة، وتاريخ المعنى، وكيفية تطوره واستخدامه، إضافة إلى مرادفاته وتعدد معانيه، وهو جزء لا يتجزأ من علم الدلالة كما تم ذكره سابقًا.
تتضمن دراسة علم المعاجم عدة خطوات، نذكرها على الشكل التالي:
- جمع المفردات المستخدمة في كل مكان يتحدث فيه الناس باللغة المراد دراستها.
- الاعتماد على نظام وترتيب محدد لتضمين مجموعات المفردات.
- توثيق شرح ومعنى كل مفردة، وترتيبها بناءً على أصولها واشتقاقاتها.
- تسجيل النتائج ونشرها في المعاجم.
وظائف المعجم العربي
حدّدت الأبحاث المعجمية الوظائف الأساسية للمعجم فيما يلي:
- توضيح معاني المفردات.
- بيان كيفية النطق والمخارج.
- تقديم طريقة كتابة المفردات بشكل صحيح.
- توضيح أصل المفردة واستخداماتها الاشتقاقية.
- دراسة إعراب المفردة بطريقة صرفية.
- توضيح استخدام المصطلحات في مختلف السياقات.
- توفير المعلومات الموسوعية.