تخطيط القلب الكهربائي
تخطيط القلب الكهربائي، المعروف أيضًا باسم مخطط كهربائية القلب أو الاختصار (ECG)، هو اختبار يُستخدم لتقييم النشاط الكهربائي لضربات القلب. يُعتبر هذا الإجراء غير جراحي وآمن تمامًا، حيث لا توجد مخاطر كبيرة مرتبطة به. يتسم شكل تخطيط القلب السليم بنمط محدد، وعند وجود أي تغييرات في النتائج، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة صحية في القلب. عادةً ما يوصي الأطباء بإجراء تخطيط القلب الكهربائي للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب أو الذين تظهر عليهم أعراض معينة تشير إلى وجود اضطرابات قلبية، مثل آلام الصدر.
فوائد تخطيط القلب
يعتمد الأطباء في تقييم حالات القلب على تخطيط القلب الكهربائي جنبًا إلى جنب مع اختبارات إضافية، ومن فوائده الرئيسية ما يلي:
- ينصح به للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، مثل أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للأمراض القلبية، أو المرضى المصابين بداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، بالإضافة إلى الأفراد الذين يعانون من السمنة أو المدخنين.
- يُستخدم لتحديد الأعراض المحتملة لوجود مشاكل قلبية، مثل آلام الصدر، وخفقان القلب، الدوخة، وضيق التنفس.
- يساعد في الكشف عن حالات وأمراض القلب، مثل:
- أمراض القلب التاجية، التي تحدث نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى القلب بسبب تراكم الدهون.
- عدم انتظام ضربات القلب، والذي يعني نبض القلب غير الطبيعي، سواء كان ببطء شديد أو بسرعة عالية أو بشكل غير منتظم.
- النوبات القلبية، التي تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى القلب بشكل مفاجئ.
- اعتلال عضلة القلب، حيث تتضخم أو تتثخن جدران القلب.
- يساعد في تقييم الحالة الصحية العامة للقلب قبل الخضوع لإجراءات معينة، مثل العمليات الجراحية.
- يراقب فعالية تشغيل جهاز تنظيم ضربات القلب المزروع.
- يساعد في تقييم آثار بعض الأدوية القلبية التي يتناولها المريض.
أجهزة تخطيط القلب
يُعتبر اختبار تخطيط القلب القياسي الأكثر شيوعًا لقياس الوظيفة الكهربائية للقلب. يتم غالبًا تنفيذه عندما يكون المريض متمدداً. ومع ذلك، إذا كانت الأعراض غير مستمرة، مثل حدوثها وذهابها، قد يُوصي الطبيب بمراقبة القلب بشكل مستمر. توجد عدة أنواع من الأجهزة لهذا الغرض، ومنها:
- جهاز هولتر: جهاز صغير يمكن ارتداؤه لتسجيل مخطط كهربية القلب بشكل متواصل لفترة تتراوح بين 24 و48 ساعة.
- مراقب الأحداث: جهاز محمول يشبه جهاز هولتر، لكنه يسجل النشاط الكهربائي في أوقات محددة، حيث يضغط المريض على زر التسجيل عند الشعور بالأعراض. كما يمكن لبعض الأجهزة إجراء التسجيل تلقائيًا عند اكتشاف إيقاع غير طبيعي.
- اختبار الجهد: يُعرف أيضًا باختبار الإجهاد حيث يُشجع المريض على المشي على جهاز المشي أو استخدام دراجة ثابتة لمراقبة نشاط القلب تحت ضغط الجهد.
- مخطط كهربية القلب متوسط الإشارة: نوع متقدم يلتقط مخطط القلب لفترة طويلة (حوالي 20 دقيقة) للكشف عن أي نبضات غير طبيعية بشكل متقطع.
- اختبار التمرين القلبي الرئوي: يُستخدم تحديد الأمراض القلبية أو الرئوية.
كيفية إجراء تخطيط القلب
لا يتطلب إجراء تخطيط القلب أي استعدادات خاصة، ويمكن للشخص تناول الطعام وشرب السوائل قبل الاختبار. تشمل خطوات التخطيط ما يلي:
- توصيل الأقطاب الكهربائية وتثبيت لاصقات على جلد الذراعين، الصدر والساقين، وقد يتطلب الأمر حلق الشعر في منطقة الصدر لتحسين الاتصال.
- يستلقي المريض أثناء تسجيل الجهاز للنبضات الكهربائية على ورق الرسم البياني، وهو يطلق عليه “تخطيط القلب أثناء الراحة”. يمكن أيضًا إجراء نفس الاختبار أثناء ممارسة الرياضة.
- العملية تحتاج حوالي 10 دقائق لإكمال التوصيلات واختبار الاستجابة، ولكن التسجيل الفعلي لا يستغرق سوى ثوانٍ معدودة.
- يتم قراءة النتائج واتخاذ القرارات المناسبة بناءً عليها، ويتم حفظ نتائج الاختبار في ملف المريض لمقارنتها بالاختبارات المستقبلية.
طريقة قراءة تخطيط القلب
تتطلب القدرة على قراءة مخطط كهربية القلب شهورًا من التدريب والصقل. بشكل عام، قد يصف تقرير تخطيط القلب نمط الموجة، ولكنه قد لا يحدد حالات القلب بدقة. يعتمد الأطباء على التاريخ الطبي للمريض عند تشخيص الحالات القلبية. مقارنةً باختبارات أخرى، يتم معالجة الإشارات الكهربائية من الأقطاب للحصول على النشاط الكهربائي للقلب من 12 زاوية، ما يُظهر كل فرع تتبعًا منفصلًا. يتكون كل تتبع من موجات متكررة تُظهر أشكالًا قياسية تشمل الموجة P، مركب QRS، قطعة ST، والموجة T، مع وجود فواصل زمنية مثل PR interval وQT interval. مراقبة التغييرات في هذه الموجات والفترات الزمنية تساعد الأطباء على تحديد المشاكل المحتملة.
مخاطر إجراء تخطيط القلب
يُعتبر إجراء تخطيط القلب الكهربائي آمنًا تمامًا، حيث لا يمكن أن يتسبب في مرور صدمات كهربائية للمريض لأنه يعتمد فقط على تسجيل النشاط الكهربائي للقلب. قد يشعر البعض بعدم الراحة عند إزالة الأقطاب الكهربائية، وقد يظهر بعضهم طفح جلدي خفيف في مناطق وضع الرقع.