تعريف مفهوم الكرامة في الإسلام

مفهوم الكرامة في الإسلام

تستند الكرامة لغويًا إلى الجذر (ك ر م)، والذي يعني فاعل ضد اللؤم، والاسم المرتبط به هو الكرامة. وأصل المعنى في اللغة يشير إلى الغطاء الذي يستخدم لحماية رأس الجرة من الأذى، ويستمد المصطلح الشرعي معناه من هذه الفكرة، حيث تعكس الكرامة حفظًا للشخص صاحبها من الأذى.

في التعريف الاصطلاحي، تُعرف الكرامة بأنها عناية الله بعبده المؤمن من خلال حدوث أمر خارق للعادة. إذا ظهر هذا الأمر لشخص فاسق، فسيكون بمثابة استدراج للعقاب. أما إذا صدر الأمر الخارق عن شخص يدعي النبوة، يصبح معجزة. وإذا تجلى الأمر لشخص عادي، فإنه يعدّ نوعًا من التوفيق والمعونة من الله سبحانه وتعالى.

الاختلاف بين الكرامة والسحر

يكمن الفرق بين الكرامة والسحر في أن الكرامة تمثل حدثًا خارقًا للعادة لا يتطلب سببًا، حيث يأتي من إرادة الله تعالى. بينما السحر يُعتبر أيضًا أمرًا خارقًا للعادة، إلا أن له سببًا ملموسًا، يتعمد الساحر إخفاءه عن الآخرين، وعادة ما يظهر السحر من الأشخاص الفاسقين.

التفريق بين المعجزة والكرامة

تشترك المعجزة والكرامة في كون كليهما يعتبران أمورًا خارجة عن المألوف، لكن المعجزة تأتي من شخص يدعي النبوة وتهدف لتأكيد صدق دعواه من خلال تحدي الآخرين. أما الكرامة، فهي فعل خارق يجريه الله تعالى لأحد أوليائه الذين لا يدعون النبوة، وتهدف إلى حمايته من الأذى.

كرامات الصحابة

توجد العديد من الكرامات التي وردت عن الصحابة، ومن أبرزها:

  • سماع الملائكة لتلاوة أسيد بن حضير رضي الله عنه لسورة الكهف، حيث ذكر البراء بن عازب رضي الله عنه: “كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطَنْين، فغطته سحابة فجعلت تدور وتقترب، بينما بدأ فرسه ينفر منها. فلما أصبح، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له ما جرى، فقال صلى الله عليه وسلم: تلك السكينة تنزلت للقرآن.”
  • النور الذي أضاء للصحابة في ظلمة الليل؛ حيث حدث أنه “كان رجلان قد خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا، وأشار معمر إلى ما جاء عن ثابت عن أنس، بأن أسيد بن حضير ورجلًا من الأنصار كانا عند النبي صلى الله عليه وسلم.”

الاستقامة هي أعظم كرامة

يرى أهل العلم أن الكرامة ليست دليلًا قاطعًا على قوة إيمان صاحبها، بل يمكن أن تُمنح أيضًا لضعيف الإيمان كوسيلة لتعزيز إيمانه أو حتى لشخص فاسق كنوع من الاستدراج للعقاب. بينما الفرد الصالح لا يسعى وراء الكرامة لأنه يثق في صلاحه بعيدًا عن الحاجة إليها. لذا يتعين على المسلم السعي نحو الاستقامة التي أوصاه الله تعالى بأن يسعى لتحقيقها، كما أشار العلماء إلى أن الاستقامة تُعتبر أعظم كرامة.

Scroll to Top