تاريخ سقوط غرناطة
سقطت غرناطة، المعقل الأخير للمسلمين في الأندلس، في الثاني من يناير عام 1492م، بعد استسلامها بموجب اتفاقية تم توقيعها بين آخر الحكام المسلمين، أبو عبد الله الصغير، وكلا من فرديناند وإيزابيلا من العائلات الكاثوليكية. يُعتبر هذا السقوط نتيجة حتمية لحروب استمرت أربعة قرون، شنها الصليبيون على دويلات المسلمين في الأندلس، والتي تُعرف بحروب الاسترداد.
تسليم غرناطة
تعرضت مدينة غرناطة، بجميع قراها ومزارعها، لحصار شديد من النصارى، مما جعلها في حالة ضعف كبير. استطاع ملك إسبانيا الاستيلاء على برج الملاحة الخاص بها وزاد من تحصيناته، مما أضيق الخناق على السكان. تشير بعض الوثائق إلى وجود اتفاقية صلح بين ملك غرناطة والصليبيين، تعهد بموجبها بتسليم المدينة في حال تم تسليم بشّته ووادي آش وألمرية. ومع ازدياد الضغط من جانب الصليبيين، أعلن ملك غرناطة عن رغبته في الدفاع عن وطنه حتى النفس الأخير. لكن على الرغم من ذلك، سقطت غرناطة وتسلمها الصليبيون وفقاً للاتفاق المذكور.
أسباب سقوط غرناطة
مرت الأندلس بفترات من الضعف والانحدار، وكان هذا الوضع عاملاً أساسيًا في انهيار المدن الإسلامية واحدة تلو الأخرى، وقد تزايد تأثير هذه الأسباب بشكل خاص في غرناطة حتى سقطت بيد الصليبيين. ومن أبرز أسباب سقوط غرناطة ما يلي:
- الترف وحب الدنيا: حيث ساهم الانغماس في الشهوات والملذات في إبعاد المسلمين عن أهدافهم، مما أتاح الفرصة للصليبيين للاستيلاء على غرناطة.
- الإمتناع عن الجهاد: ترك المسلمين للجهاد كان أحد الأسباب الرئيسية لتأزم وضعهم، حيث لو كانوا قد التزموا بشرع الله في الجهاد، لكانوا في مصاف المجد والعزة، ولم يخسروا أراضيهم.
- كثرة المعاصي: إن الإسراف في المعاصي يعود بالسوء على المجتمعات، وهذا ما حصل مع المسلمين في غرناطة، حيث كثرت ذنوبهم مما أدى إلى فقدانهم لملكهم وعزتهم.
- موالاة الأعداء: العلاقات التي أقامها ملوك الطوائف مع الصليبيين والانخداع بوعودهم كانت من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في انحدار المسلمين.
- تنازع ملوك الطوائف: النزاعات الداخلية بين ملوك الأندلس كانت لها تداعيات خطيرة على وحدة المسلمين، وقد كانت سبباً رئيسياً في فقدان الأندلس وغرناطة على وجه الخصوص.
- انشغال العلماء بدورهم: انغماس العديد من العلماء في الأمور الخلافية بدلاً من الالتفات للدعوة والإصلاح والجهاد أثر سلبًا على المساعي الإصلاحية والجهادية.