تفسير مفهوم قوة الزلزال

قوة الزلزال

تُقاس قوة الزلازل عبر طريقتين رئيستين؛ الأولى تعتمد على تقدير كمية الطاقة المنبعثة من الزلزال، والتي تُعبر عن حجم الزلزال (بالإنجليزية: Magnitude). توجد عدة طرق لقياس حجم الزلازل، منها طريقة تشارلز ريختر التي تم تطويرها في عام 1935م. يُعتبر مقياس ريختر الرقم الأكثر استخدامًا في الأخبار والتقارير الإعلامية عند الإشارة إلى قوة الزلازل الكبيرة. أما الطريقة الثانية فتتمثل في تقييم قوة الزلزال بناءً على آثاره ومدى الضرر الذي يُحدثه، بالإضافة إلى شعور سكان المنطقة بالزلزال، وتُقاس هذه القوة بشدة الزلزال (بالإنجليزية: Intensity). تُرتبط قيم شدة الزلزال بموقع القياس ما يؤدي إلى تباين في الشدة بحسب مكان القياس، ويعتمد هذا التباين على قرب الموقع من مركز الزلزال ونوع الصخور والمواد على طبقة الأرض تحت السطح.

حجم الزلزال

يقيس حجم الزلزال مدى اتساع الموجات الزلزالية المنبعثة من مركز الزلزال، ويتم تسجيل ذلك بواسطة جهاز قياس الزلازل (بالإنجليزية: Seismograph). تم تحديد عدة قياسات لحجم الزلزال، لكن الأكثر شيوعًا هي:

  • الحجم المحلي (بالإنجليزية: local magnitude)، ويرمز له بالرمز (ML) ويعرف بمقياس ريختر.
  • حجم الموجة السطحية (بالإنجليزية: surface-wave magnitude)، ويرمز له بالرمز (Ms).
  • حجم الموجة الداخلية (بالإنجليزية: body-wave magnitude)، ويرمز له بالرمز (Mb).
  • مقدار العزم (بالإنجليزية: moment magnitude)، ويرمز له بالرمز (Mw).

يستخدم الجيولوجيون هذه القياسات لتحديد حجم الزلزال ومقارنته بالزلازل الأخرى. الزلازل التي تقل قوتها عن 5 نادراً ما تُسفر عن أضرار للمباني، بينما الزلازل الكارثية التي تتجاوز قوتها 6 قد تؤدي إلى دمار بالغ. يُعتبر الزلزال الأكبر الذي سُجل في تاريخ الزلازل هو ذلك الذي وقع في تشيلي عام 1960م، حيث بلغت قوته 9.5.

شدة الزلزال

تتأثر شدة الاهتزازات الأرضية الزلزالية في موقع معين بعدة عوامل. إلى جانب حجم الزلزال والمسافة عنه، يُعد التركيب الجيولوجي للمنطقة ونوع المواد تحت السطح عوامل حاسمة. فعندما تكون المواد ضعيفة، تتعرض المنطقة لاهتزازات أشد، بينما المناطق التي تحتها صخور صلبة تشهد اهتزازات أقل بكثير بالمقارنة مع مناطق تشكلها رواسب غير متماسكة مثل الأنهار والبحيرات. يتم أيضًا الأخذ بعين الاعتبار عند قياس شدة الزلزال نوع وحجم المباني الموجودة في الموقع، وترددها الطبيعي، وكفاءة نظامها للتحكم بالاهتزازات.

تُعتبر قياسات شدة الزلزال ذات أهمية كبيرة، حيث توفر وصفًا دقيقًا للأضرار التي تلحق بكل منطقة، مما يساعد في تحديد المناطق الأكثر عرضة للاهتزازات القوية. تم استخدام مقاييس شدة الزلزال لأول مرة في القرن التاسع عشر، وتم تعديلها لاحقًا بواسطة عالم الزلازل الإيطالي جوزيبي ميركالي وآخرين، لتنشاء ما يُعرف الآن بمقياس ميركالي المعدل (MMI scale). يمتد هذا المقياس عبر إثنتي عشرة درجة من الشدة الزلزالية. تختلف شدة الزلزال باختلاف البعد عن مركز الزلزال؛ فزلزال لا يُشعر به يُصنف إلى الدرجة الأولى (I)، بينما الزلازل ذات الشدة من الدرجة السادسة (VI) قد تسبب أضرارًا طفيفة للمنازل. أما الزلازل التي تتجاوز شدتها الدرجة التاسعة (IX) فتؤدي إلى أضرار جسيمة، وعند الوصول إلى الدرجة الثانية عشرة (XII) يتسبب الزلزال بتدمير كامل لجميع المنشآت وتغير المظهر الطبيعي للمنطقة.

الفرق بين شدة وحجم الزلزال

هناك اختلافات أساسية بين شدة الزلزال وحجمه. أولًا: حجم الزلزال هو مقياس موضوعي يستند إلى الأجهزة والأدوات، بينما شدة الزلزال تُعتبر غير موضوعية، حيث تستند إلى ملاحظات وسير سكان المنطقة حول التأثيرات المحتملة، وأيضًا تقييمات المهندسين والعلماء للأضرار التي ترافق الزلزال. ثانيًا: الحجم الخاص بالزلزال يمتلك قيمة واحدة ثابتة، لا تتغير باختلاف المواقع، بينما تختلف شدة الزلزال من مكان لآخر، حيث تتناقص شدة الزلزال مع زيادة المسافة من مركز الزلزال.

فيديو الزلازل لا تقتل الناس!

نعم، هذه حقيقة مؤسفة، فهي وحدها غير مسؤولة عن قتل الناس، لكن كيف يحدث ذلك؟ اكتشف المزيد عن الزلازل هنا:

Scroll to Top