تعريف الزنا في الشريعة الإسلامية

تعريف الزنا في الشريعة الإسلامية

يمكن تعريف الزنا في الشريعة الإسلامية بأنه المضاجعة بين الرجل وامرأة لا يحل له الزواج بها. وهذا التعريف يجمع بين المعنى الشرعي واللغوي للزنا، حيث يُعتبر ذلك اعتداءً على حرمة الميثاق الزوجي الذي يُعتبر واجباً.

حكم الزنا في الإسلام

يُعتبر الزنا محرمًا في الإسلام، وهو يُصنف كبعد كبائر المعاصي بعد الإشراك بالله تعالى والقتل بغير حق. وقد أعطى الإسلام أهمية كبيرة لهذا الفعل من خلال التحذير منه، حيث جاءت العديد من الآيات القرآنية التي توضح حرمته، مثل قوله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)، وغيرها من الآيات التي تؤكد على تأصيل هذا التحريم.

عقوبة الزنا في الشريعة الإسلامية

فرض الإسلام عقوبات على الزاني بعد التأكد من وقوعه في هذا الفعل، ويتم ذلك من خلال شهادة أربعة شهود أو اعتراف الشخص نفسه. فإذا ثبت عليه الزنا، تُفرض عليه عقوبة الزنا. وقد قام العلماء بتفصيل العقوبة حسب ما إذا كان الزاني محصنًا أو غير محصن، كما هو موضح أدناه:

عقوبة الزاني المحصن

العقوبة المفروضة على الزاني المحصن في الإسلام هي الرجم، وقد دل على ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث جاءه رجل معترفًا بذنب الزنا. وبعد طرح بعض الأسئلة عليه، أكد النبي على وجوب الرجم فيه. وتتطلب عقوبة الرجم تحقق شروط معينة في الزاني، أبرزها:

  • أن يكون الزاني مسلمًا بالغًا عاقلًا حرًا.
  • أن يكون الزاني عفيفًا ومتزوجًا.
  • أن يكون الوطء في إطار نكاح شرعي صحيح.

عقوبة الزاني غير المحصن

الزاني غير المحصن هو البكر الذي لم يسبق له الزواج، والعقوبة المفروضة عليه هي الجلد مائة جلدة، مع إمكانية تغريبه أو نفيه. وقد اختلف الفقهاء في مدة النفي، وتفاصيل ذلك كالتالي:

  • القول الأول: يرى جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة أن مدة النفي في عقوبة الزنا للزاني غير المحصن هي عام كامل، ويسمح المالكية بزيادة هذه المدة.
  • القول الثاني: يرى الحنفية أنه يمكن زيادة مدة النفي أكثر من سنة، ويعتبرون أن التغريب ليس حدًا من حدود الزنا بل هو عقوبة تعزيرية، وهذا يفسر إمكانية زيادة المدة.

سبل التوبة من الزنا

يُعد الزنا من الذنوب ذات الأثر السلبي الكبير على الفرد والمجتمع، لذا يتوجب على من ارتكب هذا الذنب التوبة. أما كيفية التوبة فهي كالتالي:

  • ينبغي للزاني أن يتوب إلى الله -تعالى- توبة نصوح ويعزم على عدم العودة لهذا الذنب.
  • يجب أن يشعر بالندم على فعلته، وأن يبذل الجهد للتخلص من كل ما يذكره بتلك المعصية.
  • من الضروري أن يستتر بستر الله -تعالى-، فلا يُظهر ذنبه أمام أحد ويكتفي بالتوبة والندم.
Scroll to Top