حكم تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة
يوجد إجماع بين فقهاء الشافعية والحنابلة والظاهرية على استحباب أداء تحية المسجد بركعتين خفيفتين، حتى في حال قيام الإمام بإلقاء الخطبة. وقد استندوا إلى الأدلة التالية:
- رُوي عن جابر -رضي الله عنه- أنه قال: (جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، فقال: أصليتَ يا فلان؟ قال: لا، فقال: قم فاركع ركعتين)، وفي رواية أخرى: (إذا جاءكم أحد والإمام يخطب، فليصل ركعتين يتجوز فيهما).
- وروى أبو قتادة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا دخل أحدكم المسجد فليصلي ركعتين قبل أن يجلس)، وهذا الحديث ينبغي أن يشمل صلاة الركعتين أثناء خطبة الجمعة.
- كما أن أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- دخل المسجد ومروان يخطب، فصلى الركعتين، وعندما أراد حرس مروان منعه، أبى إلا أن يصليهما، ثم قال: (ما كنت لأدعَهما بعد أن سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بهما).
بينما يرى الفقهاء من الحنفية والمالكية كراهة أداء تحية المسجد والإمام يخطب، مستندين إلى الأدلة التالية:
- قال الله تعالى: (فَاستَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا)، حيث أن الصلاة قد تمنع الاستماع والإنصات.
- إن الاستماع للخطبة يعد فرضاً، بينما صلاة تحية المسجد تعتبر سنة، لذا لا يجوز ترك الفرض لإقامة السنة.
المحظورات أثناء خطبة الجمعة
تتميز صلاة الجمعة بآداب خاصة يجب الالتزام بها، ومن المحظورات التي يُنصح بتجنبها أثناء خطبة الجمعة ما يلي:
- الكلام: يُحظر التحدث أثناء خطبة الجمعة، بل يجب الانصات والاستماع. وقد نبَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك بقوله: (إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت).
- العبث والحركة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ومن مسّ الحصى فقد لغا)، وذلك يعني أن من انشغل عن الخطبة أو الصلاة بمس الحصى أو ما يشابه، فقد لغا، ومن يفعل ذلك فلا نصيب له من أجر الجمعة.
- الاحتباء أو الجلوس القرفصائي: وهو الجلوس بحيث يستند الشخص على مؤخَّرته مع ضم فخذيه وساقيه إلى بطنه بذراعيه. فقد قال معاذ بن أنس -رضي الله عنه-: (إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الاحتباء يوم الجمعة والإمام يخطب).
- فرقعة أو تشبيك الأصابع: أفاد عدد من أهل العلم أن فرقعة الأصابع في المسجد مكروهة، مما يجعلها ترتبط بالتشبيك، لأن كلا الأمرين يعتبران من العبث.
- الأكل والشرب والنوم: يُحظر القيام بأي من هذه الأفعال والإمام يخطب.
حكم تحية المسجد أثناء صلاة الجماعة
لا تُعد صلاة تحية المسجد مشروعة أثناء صلاة الجماعة أو أثناء إقامتها؛ لأن تحية المسجد هي سنة وصلاة الجماعة فرض، ولا يجوز ترك الفرض لأداء السنة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)، كما أن تحية المسجد لا تُعتبر مقصودة لذاتها وإنما تتحقق بأداء الصلاة المفروضة.
تحية المسجد وأحكامها
وافق فقهاء الأئمة الأربعة وغيرهم على استحباب صلاة ركعتين عند دخول المسجد، وقد حكي الإجماع على ذلك. فقد روى أبو قتادة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس).