تصنيفات استراتيجيات الدفاع النفسي غير الواعية

أنواع الحيل الدفاعية اللاشعورية

تُعتبر الحيل الدفاعية اللاشعورية هي التصرفات التي يقوم بها الأفراد بشكل غير واعي، وذلك بهدف حماية أنفسهم من مشاعر القلق، أو إحساس الذنب المستمر، وأيضًا من الأفكار السلبية التي قد تسيطر عليهم. تعمل هذه الحيل على تحسين المشاعر وتعديلها نحو الطابع الإيجابي.

يمكن تصنيف الحيل الدفاعية اللاشعورية إلى نوعين، هما: الدفاعات البدائية والدفاعات الناضجة. وتعتبر الدفاعات الناضجة أكثر فعالية، حيث تساعد في تقليل الأذى الذي قد يلحق بالفرد. من سمات الدفاعات الناضجة هو قبول الواقع رغم صعوبته، وفهم المشاعر والمواقف الصعبة، ومحاولة التعامل معها بدلاً من إنكارها.

يمكن لأي شخص أن يتدرب على هذه الدفاعات حتى تصبح طبيعية وتلقائية له، من خلال الالتزام بالتغيير، والتدريب المستمر، وبذل الجهود اللازمة. وتشمل الحيل الدفاعية الناضجة ما يلي:

  • الإيثار ورعاية الآخرين.
  • التوقع، والانتظار الإيجابي.
  • الإعلاء النفسي والتسامي.
  • استخدام الفكاهة والمزاح.

أما بالنسبة للحيل الدفاعية البدائية اللاشعورية، فإن أبرز أنواعها تشمل:

الإنكار

يُعتبر الإنكار من أشهر الحيل الدفاعية في علم النفس، حيث عرّفه سيغموند فرويد بأنه عدم القدرة على قبول الواقع، مما يؤدي إلى محاولة الشخص تجاهل الأحداث الحقيقية المحيطة. يكمن خطر هذه الحيلة في عدم إمكانية الاستمرار بها على المدى البعيد. ومن الأمثلة على ذلك، إنكار الطالب تقصيره في التحضيرات للاختبار، محاولاً إقناع نفسه بأنه بذل مجهوداً كافياً.

التحريف

يلجأ بعض الأفراد إلى تحريف الحقائق المشروعة والإصرار على صحة ادعاءاتهم، حتى وإن كانت بغير أساس. كمثال على ذلك، إنكار الطالب للأسباب الحقيقية لرسوبه والإصرار على صعوبة الاختبار، على الرغم من عدم استعداده بشكل كافٍ. وغالباً ما يعاني هؤلاء الأفراد من الاضطرابات التالية:

  • فقدان الشهية العصبي.
  • الشره العصبي.
  • اضطراب تشوه الجسم (BDD).

الإسقاط

تعني هذه الحيلة الدفاعية إلقاء مشاعر أو أفكار الفرد على الآخرين، إذ يُفترض أنهم يحملون نفس المشاعر أو الأفكار. يلجأ الناس لهذه الحيل أحيانًا للهروب من المسؤولية أو لتجنب الأفكار السلبية. على سبيل المثال، اتّهام الآخرين بالعصبية خلال نقاش بينما يكون الشخص نفسه يتصرف بعدوانية، بغية صرف النقد عن ذاته.

الانفصال

يعاني بعض الأفراد من انفصال تام عن الأمور التي تزعجهم، مما يجعلهم يشعرون بفقدان الوعي بالأحداث من حولهم. قد يلجأ بعضهم لهذه الحيل كتفادي للألم النفسي، وبالتالي حماية عقلهم من الضغوط. وغالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص في مرحلة المراهقة أو الطفولة، وقد يتطور هذا الأمر ليصبح اضطرابًا فصامياً في المستقبل.

الإبدال

تتسم هذه الحيلة الدفاعية بالعدوانية، حيث تنشأ عندما يعجز الشخص عن توجيه نقده أو مشاعره السلبية نحو الشخص المعني، مما يؤدي إلى تصريف غضبه تجاه شخص آخر ليس له علاقة. على سبيل المثال، قد يشعر الموظف بالإحباط نتيجة ظلم مديره، ليقوم بتفريغ غضبه على أطفاله لاحقًا، مما يجعل هذه الحيلة ذات عواقب وخيمة.

التراجع

وتعرف أيضًا بالنكوص، حيث يلجأ بعض الأشخاص إلى التراجع إلى مرحلة عمرية سابقة لتخفيف مشاعر القلق والشعور بالأمان النفسي. ومن الأمثلة على ذلك، عودة الطفل المتوتر والمضغوط ليمتص إبهامه، مما يدل على رغبته في العودة إلى فترة من النمو كان يشعر فيها بالأمان والاستقرار.

تشكيل ردّ الفعل

يتعلق ذلك بالتصرف بطرق تتعارض مع المشاعر غير المقبولة أو المزعجة. من الأمثلة على ذلك، تظاهر بعض الأفراد بالسعادة بعد انتهاء العلاقة، رغم شعورهم الداخلي بالحزن، وذلك غالباً لإظهار عدم الاكتراث.

Scroll to Top