فهم الأعراض
تعتبر معرفة الأعراض المرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder) أمرًا بالغ الأهمية. فمعرفة المريض بحالته النفسية تُعدّ الدافع الرئيسي للتوجه نحو الطبيب، وهي الخطوة الأولى نحو الحصول على تشخيص دقيق وبالتالي العلاج المناسب. تشمل أعراض الاضطراب ثنائي القطب تقلبات مزاجية حادة، تتراوح بين حالات الهوس (بالإنجليزية: Mania) أو الهوس الخفيف (بالإنجليزية: Hypomania)، حيث يتميز هذا الارتفاع المزاجي بحالة غير طبيعية من الانفعال والسعادة، إلى فترات من الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) التي تتسم بالشعور باليأس والحزن وفقدان المتعة في معظم الأنشطة. يؤثر هذا التباين في المزاج على النوم والطاقة والنشاط والسلوك، بالإضافة إلى القدرة على التفكير بوضوح.
الفحص الطبي
على الرغم من عدم وجود اختبارات دم محددة أو فحوصات لأغراض تشخيص الاضطراب ثنائي القطب، فإن الطبيب يحتاج إلى إجراء فحوصات جسدية واستخدام تحاليل مخبرية لاستبعاد الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى ظهور الأعراض المشابهة. ومن ضمن هذه الفحوصات، اختبار وظيفة الغدة الدرقية وتحليل البول، إذ أنّ قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في وظائف الدماغ تظهر كأعراض اكتئابية أو اضطرابات مزاجية. يمكن أن تشمل الفحوصات أيضًا التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزتروني (PET)، أو التصوير الطبقي المحوري، لتحديد أي تشوهات أو تغييرات في كيمياء أو بنية الدماغ المرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب. كما يسعى الطبيب لاستبعاد الأعراض الناتجة عن الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
التقييم النفسي
بعد استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى، غالبًا ما يُحال المريض إلى طبيب نفسي لتقييم حالته وتشخيصها. حيث يقوم الطبيب النفسي بمناقشة الأفكار والمشاعر وأنماط السلوك التي تعكس حالة المريض، وقد يُطلب من المريض أن يملأ استبيانًا نفسيًا ذاتيًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يسأل الطبيب عن إحضار معلومات من أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين بعد الحصول على إذن المريض. كما يمكن للطبيب أن يطلب من المريض الاحتفاظ بسجل يومي لحالته المزاجية وأنماط نومه، وغير ذلك من التفاصيل الهامة التي تساعد في دقة التشخيص والعلاج الفعال. بناءً على ما تم جمعه، يقوم الطبيب النفسي بمقارنة الأعراض مع المعايير المحددة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الذي أصدرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، للوصول إلى التشخيص النهائي.