التاريخ القديم لكرواتيا
تشير الأدلة الأثرية إلى أن القبائل السلافية استوطنت المنطقة التي تشغلها كرواتيا الحالية منذ زمن بعيد. وصلت هذه القبائل إلى منطقة البلقان في القرن الخامس الميلادي، وبتعاونها مع القوات البيزنطية، استطاعت هزيمة جماعات الآفار وطردهم من أراضي كرواتيا. بحلول نهاية القرن العاشر الميلادي، سيطرت القوات الإيطالية من البندقية على سواحل كرواتيا، مما شكل تهديداً للمصالح التجارية في المنطقة. تلا ذلك غزو القوات المجرية بقيادة الملك كولومان، غير أن الكرواتيين تصدوا لهذا الهجوم ونجحوا في دفع القوات المجريّة حتى الحدود الكرواتية المجريّة. في عام 1102م، أُقيم اتحاد ملكي يضم كرواتيا، والمجر، وسلوفينيا، ودالماسيا، حيث كانت إدارة الشؤون الإقليمية والمحلية تحت سلطة النبلاء الكروات، بينما كانت الإدارة العامة بيد نائب الملك. من المهم الإشارة إلى أن القوات البندقية تلقت هزيمة في عام 1385م، مما أدى إلى استعادة المناطق الساحلية الكرواتية التي كانت تحت سيطرتهم.
كرواتيا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية
استمر الاتحاد المجري الكرواتي حتى عام 1526م، حينما خضعت المملكة لسيطرة القوات العثمانية، مما جعل كرواتيا جزءاً من السلطنة العثمانية وحتى مطلع القرن العشرين. خلال الحرب العالمية الأولى، أدت انهيار الدولة العثمانية إلى نشوء اتحاد دولي تحت القيادة الصربية، ضم كرواتيا، سلوفينيا، الجبل الأسود، والبوسنة، والذي عُرف باسم (يوغوسلافيا). مع بداية الحرب العالمية الثانية، سعت القوات الإيطالية والألمانية للسيطرة على اتحاد يوغوسلافيا، ولكن محاولاتهم لم تحقق النجاح المطلوب.
استقلال كرواتيا
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أصبحت يوغوسلافيا دولة فدرالية مستقلة تحت الهيمنة الصربية بقيادة المارشال جوزيف بروز تيتو. ظلت كرواتيا جزءاً من هذا الاتحاد حتى حصلت على استقلالها أخيراً في عام 1991م، حيث انفصلت عن الاتحاد وأصبحت دولة مستقلة ذات حكم ذاتي. تجدر الإشارة إلى أن هذا الاستقلال تحقق نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها الكرواتيون للتخلص من السيطرة الصربية، وتم تحرير آخر منطقة كرواتية كانت تحت السيطرة الصربية في عام 1998م، بإشراف الأمم المتحدة. كما انضمت كرواتيا إلى حلف الناتو في عام 2009م، ثم إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2013م.