الأمان في أحضان الأمهات
يعتبر حضن الأم رمزًا للأمان والحنان والطمأنينة. حيث يشعر الابن لدى وضع رأسه في حضن أمه بلذة الحياة، وكأن جميع همومه تزول لتصبح مجرد ذكريات. فالأم تمنحنا كل شيء، ولذا فإن مجرد رؤيتها يجلب السعادة إلى القلب والروح، وتزدهر الحياة من حولنا. في وجه الأم نجد شفاءً لكل معاناة، فهي المصدر غير المشروط للحب والعناية.
الأم: رمز الحنان والتضحية
تبقى الكلمات عاجزة عن وصف عظمة الأمهات، حيث تكرس الأم حياتها لأبنائها وتقدم بلا حدود دون انتظار مقابل. فرحهم ونجاحهم يمثلان جزءًا من فرحتها، إذ ينبض قلبها الكبير بحب وثقة تجاههم. تسهر على راحتهم وتهتم بمصالحهم، فالأمان الحقيقي يكمن في حضن الأمهات. إن الأم هي الكتف الذي نستند عليه، والحضن الدافئ الذي يحمينا من قسوة الحياة، وهي اليد التي تمنع سقوطنا، والقلب الذي يغذي أرواحنا بالحب والإرشاد. كما أنها صديقتنا ومرشدتنا في مسيرة الحياة. كما قال الشاعر حافظ إبراهيم في وصف عظمة الأم:
الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتهَا
أعددتَ شعبا طيِّبَ الأعراقِ
الأمُّ روضٌ إن تعهدهُ الحيا
بالرَّيِّ أورقَ أيُّمَا إيراقِ
الأمُّ أستاذ الأساتذةِ الألى
شغلت مآثرهم مدى الآفاقِ
تحمل الأم أبناءها تسعة أشهر، وتختبر آلام الولادة التي سرعان ما تنساها عند رؤية أطفالها. تغذيهم بحليبها وبذل روحها، وتتابع مراحل نموهم بشغف وحب. تسهر الليالي الطويلة من أجل راحتهم دون أدنى تذمر. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الجنَّةُ تحْتَ أقدامِ الأمَّهاتِ”.
تضحيات الأم بلا حدود
الأم تقدم تضحيات من القلب، حتى يصبح عمرها وراحتها رخيصة في سبيل سعادة أبنائها. تستحق الأم أن يكون عمرها هدية تقديرًا لتفانيها. إن كرم الأمهات يجعلهن يرغبن في سعادة أبنائهن الأبدية دون قصد أخذ شيء في مقابل. تظل الأم رمزًا للعطاء الذي لا ينضب وأيقونة يجب تكريمها. يجب أن يتقدم احترامها في قلوب جميع أفراد الأسرة، فلا يمكن تهميش دورها ومساحتها العظيمة في حياتنا.
الأم تحتل المكانة الأولى في رحمتي وعطائها، تستحق الاحترام والتقدير في حياة أبنائها. ولذا، فلا يجوز لأي كان تجاهل أو مس بمكانة الأم، مهما توالت عليها السنين؛ لأنها هي الأساس الذي يقوم عليه الحب والحياة.
تقدم الأم كل ما يحتاجه أبناؤها دون التفكير في المكافآت، وللأم فضل لا يُعد ولا يُحصى، وهذا ما يحث عليه ديننا الحنيف. قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
في رضا الأم تجد بركة في حياتك، وأما سخطها فله تأثيرات سلبية، لذا يجب علينا مراعاة مشاعرها، وأن نحرص على طاعتها والإحسان إليها، من خلال كلمات لطيفة وخفض الأصوات في حضرتها، بالإضافة إلى السؤال عن حاجاتها وتلبية متطلباتها.
الأم: أقدس الأحياء
ختامًا، إن حضن الأم يعكس سكينة تتسلل إلى القلب والروح، مما يجعل الحياة أكثر جمالًا. الأم هي مربية الأجيال والمعلم الأول وصانعة المستقبل. حبها يبقى نابضًا رغم جميع التحديات، كما أنها الأساس الذي يؤدي إلى الجنة. فحقًا، ما أعظم دورها ومكانتها!
فيديو يوضح واجبنا تجاه الأم
لمعرفة المزيد حول موضوع الأم، تابع الفيديو التالي: