مقدمة
المدينة المنورة هي واحدة من أبرز المدن الإسلامية المعروفة عبر التاريخ، إذ كانت الوجهة التي اختارها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خلال هجرته من مكة المكرمة، نتيجة للاضطهاد الذي تعرض له وأتباعه من قبل المشركين. يُطلق على المدينة لقب “طيبة” و”طيبة الطيبة”، وقد كانت في وقتها من أوائل وأكبر العواصم الإسلامية. اليوم، تحتل المدينة المنورة المركز الثاني كأكبر مدينة تحتوي على أماكن مقدسة إسلامية، حيث يضم ضريح الرسول صلى الله عليه وسلم.
ما يميز المدينة المنورة
لا يمكن تلخيص المدينة المنورة بكلمات عابرة، فهي تشكل رمزًا عظيمًا في تاريخ الإسلام. يتوجه الحجيج من أنحاء العالم باحثين عن زيارة قبر الرسول والصلاة في المسجد النبوي، الذي يحتضن العديد من المواقع الدينية وأماكن العبادة المخصصة للمسلمين.
المساجد
تحتوي المدينة المنورة على ثلاثة مساجد رئيسية قديمة، بالإضافة إلى عدد من المساجد الحديثة. إليك أبرز المساجد:
- المسجد النبوي الشريف: يعد من أهم وأكبر المساجد في المدينة، ويقع في قلب المدينة المنورة. يُعرف أيضاً بمسجد الرسول وعليه معالمه المشهورة مثل القبة الخضراء والروضة. يُعتبر أداء الصلاة فيه له أجر خاص أكثر من سائر المساجد.
- مسجد قباء: يُعتبر من أقدم المساجد في العالم، وقد بُني في بداية فترة الإسلام، حيث شارك المسلمون في بنائه بعد وصول الرسول إلى المدينة. يبعد المسجد حوالي 5 كيلومترات عن المسجد النبوي.
- مسجد القبلتين: واحد من أبرز المساجد في المدينة، ويزوره الحجيج خلال مواسم الحج والعمرة. حصل على اسمه لأنه كان من أوائل المساجد حيث صلّى المسلمون باتجاه القبلتين: المسجد الأقصى ثم مكة.
- مسجد العنبرية: شُيّد في زمن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ويُعتبر حديثاً نسبياً مقارنة بالمساجد الأخرى، حيث كان جزءًا من مشروع محطة المدينة المنورة التابع لسكة حديد الحجاز.
- مسجد الفتح: يُعتبر أحد أكبر سبعة مساجد في العالم ويقع فوق السفح الغربي لجبل سلع، وقد أُسس في زمن الرسول حيث صلّى فيه بعد غزوة الأحزاب.
- مسجد علي بن أبي طالب: بُني في المكان الذي شهد موقعة الأمير علي بن أبي طالب مع عمرو بن ود، القائد الشجاع لأعداء المسلمين.
- مسجد ذو الحليفة: يُستخدم كنقطة إحرام لأهل المدينة المنورة خلال موسم الحج والعمرة.
الجبال
تمتاز المدينة المنورة بجبالها الشاهقة، كما تُعد السعودية عامة موطناً للعديد من السلاسل الجبلية. من أبرز الجبال في المدينة:
- جبل أحد: يُعتبر من أبرز الجبال وأطهرها، حيث دارت فيه ثاني غزوات الرسول. يبعد 5 كيلومترات عن المسجد النبوي، ويتميز بشكله الممتد من الشرق إلى الغرب.
- جبل الراية: استخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم لإعطاء التعليمات للجيش الإسلامي خلال المعارك.
- جبال الجماوات: تتكون من ثلاثة جبال قريبة بعضها من بعض وتقع في الجهة الغربية من المدينة.
- جبل الرماة: يقع بالقرب من جبل أحد، وقد سُمّي بهذا الاسم بسبب عصيان بعض الرماة لتوجيهات الرسول خلال غزوة أحد.
- جبل سلع: يمتد في الجهة الغربية للمسجد النبوي، ويتميز بطوله البالغ 1000 متر وارتفاعه حوالي 80 متراً.
- جبل عير: جبل يُعرف بلونه الأسود وقمته المستقيمة، يقع في جنوب المدينة المنورة.
- جبل الأغوات: يُستخدم كمأوى للأغوات في فترة الفتن التي انتشرت في المدينة.
الفنادق
كون المدينة المنورة واحدة من الوجهات الرئيسية للحجيج، فنجد أن هناك حاجة ملحة لوجود فنادق لاستضافة الزوار. تحتوي المدينة على مجموعة واسعة من الفنادق من بينها: فندق أوبري المدينة، فندق شيراتون، فندق دار التقوى، فندق دار الإيمان، فندق دار الهجرة، وفندق دله المدينة، وغيرها من الأسماء العالمية المعروفة.
المقابر
مقبرة البقيع: تُعتبر من أكبر المقابر في المدينة، وتُعد من العصر النبوي، حيث تضم قبور العديد من الصحابة وزوجات الرسول باستثناء خديجة وميمونة. مقبرة شهداء أحد: تقع عند سفح جبل أحد وتضم شهداء الغزوة، مثل حمزة بن عبد المطلب.
المكانة الدينية
لعبت المدينة المنورة دوراً محورياً في التاريخ الإسلامي، إذ كانت الملاذ الذي لجأ إليه الرسول وأصحابه من كفار قريش، واستقبلهم أهل المدينة بحفاوة. عاشت الدولة الإسلامية هنا لفترة طويلة، وقد كانت عاصمة المسلمين وأساس انتشار الإسلام.