بحيرة الطبريّة: المعنى والأهمية التاريخية والجغرافية

بحيرة طبريا

تعتبر بحيرة طبريا واحدة من أبرز البحيرات العذبة، حيث تُعد أخفض بحيرة للمياه العذبة على مستوى العالم، وتأتي في المرتبة الثانية بعد البحر الميت. في ما يلي ملخص لأهم المعلومات المتعلقة بهذه البحيرة:

الموقع الجغرافي

تقع بحيرة طبريا، المعروفة أيضًا باسم (بحر الجليل)، في وادي الأردن المتصدع، بين منطقة الجليل ومرتفعات الجولان في الجزء الشمالي الشرقي من فلسطين، قريبًا من الحدود الأردنية السورية. يُعتبر نهر الأردن هو المصدر الرئيسي لمياهها، بالإضافة إلى تغذيتها جزئيًا من ينابيع جوفية. حاليًا، تغطي البحيرة نحو 10% من احتياجات سكان فلسطين من المياه، حيث تُنقل مياهها إلى المناطق الجنوبية ذات الكثافة السكانية العالية في البلاد.

الخصائص الجغرافية

تبلغ مساحة بحيرة طبريا حوالي 166 كيلومتر مربع، ويبلغ محيطها 53 كيلومترًا، في حين أن متوسط عمقها يصل إلى 25.6 مترًا. تأخذ البحيرة شكل الكمثرى، حيث تمتد بطول 21 كيلومترًا من الشمال إلى الجنوب، و11 كيلومترًا من الشرق إلى الغرب. ترتفع البحيرة بنحو 209 متر تحت مستوى سطح البحر.

تظهر تلال الجليل في الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية من البحيرة، بينما تطل مرتفعات الجولان على الأجزاء الشرقية. يحيط بالبحيرة منطقة غنية بالبازلت الذي تشكل على مر العصور، في حين أن قاع البحيرة يحتوي على رواسب معدنية متنوعة. بسبب هذه الرواسب وارتفاع معدل تبخر مياه البحيرة، فقد أصبحت المياه مالحة نسبيًا، مع تدفق الجداول والمجاري المائية الموسمية من تلال الجليل ونهر الأردن الذي يُغذيها.

المناخ

تتميز بحيرة طبريا بمناخ معتدل خلال فصل الشتاء، حيث لا تتجاوز درجات الحرارة فيه 14 درجة مئوية في يناير، مع متوسط هطول أمطار يبلغ حوالي 380 ملم على مدار فصل الشتاء، والذي يستمر أقل من 50 يومًا. أما في الصيف، فتصل درجات الحرارة إلى حوالي 31 درجة مئوية. ساعد هذا المناخ المعتدل وشهر الهطول المحدود في تحقيق زراعة العديد من أنواع النباتات، مثل الموز، الحمضيات، التمور، والخضراوات.

الجانب التاريخي

إليكم تفصيل الأحداث التاريخية المحورية المتعلقة ببحيرة طبريا:

العصور القديمة

لقد كانت منطقة بحيرة طبريا مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة، حيث تكشف التكوينات الأثرية التي تعود إلى 500,000 عام مضت عن أدوات تعود إلى فترة ما قبل التاريخ، إضافةً إلى آثار تشير إلى وجود بشر في تلك الفترة. وكشفت الحفريات عن هياكل قديمة تعود لعصر الكنعانيين بين 1000 و2000 قبل الميلاد، كما أسس الإغريق والرومان والحشمونيون مستوطنات على ضفاف البحيرة.

شهدت البحيرة نشاطًا ملحوظًا في مجال صيد الأسماك في تلك العصور، إذ كان هناك 230 قاربًا تعمل في المياه. وقد أسست 9 مدن قديمة على ضفافها، لم يتبق منها اليوم سوى مدينة طبريا، والتي أصبحت تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية لاحقًا، مما جعلها وجهة بارزة للحجاج المسيحيين.

العصور الوسطى

تراجعت أهمية البحيرة بعد فقدان السيطرة البيزنطية عليها، حيث أصبحت تحت الحكم الأُموي والولايات الإسلامية اللاحقة. في القرن الحادي عشر، تم إنشاء مستوطنات للدروز على الشاطئ الغربي، وفي عام 1187 تمكن صلاح الدين من هزيمة الصليبيين في معركة حطين واستعاد السيطرة على البحيرة.

العصور الحديثة

في عام 1923، أُبرمت اتفاقية بين المملكة المتحدة وفرنسا، حيث فرضت بريطانيا سيطرتها على سوريا، بينما سيطرت فرنسا على فلسطين. تم إعادة ترسيم الحدود، مما جعل ضفتي نهر الأردن وبحيرة طبريا جزءًا من فلسطين. أثناء حرب عام 1948، احتلت إسرائيل الشاطئ الجنوبي الغربي للبحيرة، وفي عام 1967، استولت على البحيرة بالكامل والثلثين الغربيين من مرتفعات الجولان خلال حرب الأيام الستة.

التحديات الحالية

شهدت بحيرة طبريا انخفاضًا حادًا في منسوب المياه على مدى العقود الماضية، حيث سجلت أدنى مستوياتها في عام 2018، مما زاد من ملوحة مياهها وقلل من أهميتها كمصدر للمياه الشروب، كما يهدد تجمعات الأسماك والطحالب. يعود هذا الانخفاض إلى عدة أسباب رئيسة من بينها:

  • انخفاض معدلات الأمطار المتساقطة على البحيرة.
  • توسع الأراضي الزراعية المحيطة بالبحيرة.
  • ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغير المناخي وزيادة معدلات التبخر.
Scroll to Top