تعتبر مسألة حكم نزول الدم بعد العلاقة الزوجية بعد انتهاء الدورة الشهرية من الأمور التي تشغل العديد من النساء، خاصة بعد انقطاع الحيض. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل موقف الشريعة من هذا الأمر.
كما سنقوم بالإشارة إلى الأسباب الصحية المحتملة التي قد تؤدي إلى نزول الدم بعد العلاقة الزوجية، مما يساعد في الحصول على العلاج الملائم في حال اكتشاف أي مشكلات صحية بالجهاز التناسلي.
حكم الشرع في نزول الدم بعد انتهاء الدورة الشهرية
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
يؤكد الفقهاء بالإجماع أن نزول الدم بعد انتهاء فترة الحيض لا يُعتبر إثمًا على الزوجين، إذ إن الجماع قد تم خلال فترة الطهر.
من المهم الإشارة إلى أن الفقهاء ينصحون بالانتظار حتى ظهور الإفرازات البيضاء التي تشير إلى انتهاء الحيض بشكلٍ كامل، قبل القيام بالعلاقة الزوجية.
الأسباب الطبية لنزول الدم بعد الجماع
بعد التأكد من الطهر وانقطاع الدورة الشهرية، من المهم البحث عن الأسباب الأخرى لنزول الدم بعد العلاقة الزوجية، كما سنبين أدناه:
نزول الدم بعد العلاقة الزوجية مباشرة بعد انتهاء الدورة الشهرية قد يكون نتيجة لعدة عوامل. من الضروري تحديد السبب بدقة لضمان العلاج المناسب إذا لزم الأمر. إليك بعض الأسباب المحتملة:
الالتهابات المهبلية أو في عنق الرحم:
- التهاب المهبل: يمكن أن تؤدي التهابات المهبل، مثل التهاب المهبل البكتيري أو الفطري، إلى نزول الدم.
- التهاب عنق الرحم: الالتهابات في عنق الرحم يمكن أن تسبب نزول الدم، وقد تكون نتيجة لعدوى فيروسية أو بكتيرية.
التهيج أو الإصابات:
- الاحتكاك: يمكن أن يؤدي الاحتكاك أثناء العلاقة الزوجية إلى جروح طفيفة أو تهيّج في جدار المهبل أو عنق الرحم، مما يسبب نزول الدم.
- استخدام مواد غير مناسبة: استخدام مواد مثل مزلقات غير ملائمة أو منتجات عناية شخصية قد تسبب تهيّجًا.
التغيرات الهرمونية:
- التقلبات الهرمونية: قد تؤدي التغيرات في مستويات الهرمونات بعد انتهاء الدورة الشهرية إلى حدوث نزيف خفيف. وعلى الرغم من أن هذه التغيرات قد تكون طبيعية، إلا أنها إذا تكررت، فقد تتطلب استشارة طبية.
مشاكل في عنق الرحم:
- تآكل عنق الرحم: قد يسبب تآكل عنق الرحم نزول دم بعد العلاقة الزوجية.
- الأورام: الأورام الحميدة أو البوليبات في عنق الرحم قد تؤدي إلى نزول دم غير طبيعي.
الأورام أو التغيرات الحميدة:
- الأورام الليفية: الأورام الليفية في الرحم يمكن أن تسبب نزول الدم بعد العلاقة الزوجية، وهي عادةً غير سرطانية ولكن قد تحتاج إلى علاج.
الحمل:
- نزيف الانغراس: في حال حدوث حمل، قد يظهر نزيف خفيف عند انغراس البويضة المخصبة في الرحم، والذي قد يحدث بعد انتهاء الدورة الشهرية.
مشاكل وسائل منع الحمل:
- الآثار الجانبية: بعض وسائل منع الحمل، مثل الحبوب أو اللولب، قد تؤدي إلى نزول دم غير منتظم.
الإصابة أو التمزق:
- الإصابة أثناء العلاقة: قد تؤدي إصابة في منطقة المهبل أو عنق الرحم نتيجة للعلاقة الزوجية إلى نزول دم.
طرق علاج نزول الدم بعد العلاقة الزوجية
للحصول على علاج فعّال لمشكلة نزول الدم بعد العلاقة الحميمية، يجب على المرأة زيارة طبيب مختص لتحديد السبب وتقديم العلاج المناسب.
- علاج جفاف المهبل
- في حالة كانت المشكلة ناتجة عن نقص هرمون الأستروجين، قد يصف الطبيب أدوية للمساعدة في تعويض هذا النقص، مما يعيد المهبل إلى حالته الطبيعية.
- تقديم بعض الكريمات الموضعية التي تساعد على ترطيب المهبل قبل القيام بالعلاقة لتجنب نزول الدم.
- علاج العدوى البكتيرية والفيروسية
- قد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية لمعالجة العدوى البكتيرية أو الفيروسية التي تؤثر على الجهاز التناسلي.
- علاج الأورام الحميدة
- قد يتم إجراء عملية جراحية لاستئصال الأورام الحميدة لوقف النزيف بعد العلاقة الحميمية.
- علاج السرطان
- إذا كانت المرأة تعاني من سرطان في الجهاز التناسلي، فإنها تخضع لبروتوكول علاج محدد من قبل طبيب مختص للتقليل من نزول الدم بعد العلاقة.
متى يجب على المرأة زيارة الطبيب عند نزول الدم أثناء العلاقة الحميمية
إذا كانت المرأة تعاني من آلام شديدة أثناء نزول الدم، يجب عليها التوجه فورًا إلى الطبيب للتعرف على السبب.
إذا كان نزول الدم مرتبطًا بالعلاقة الحميمية بشكل متكرر، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلات صحية خطيرة، لذا يُفضل زيارة الطبيب.
المخاطر المرتبطة بالعلاقة الزوجية أثناء الدورة الشهرية
تمر المرأة بتغيرات جسدية خلال فترة الحيض، وعندما تحدث العلاقة الزوجية أثناء الطمث، فإن ذلك قد يسبب مشاكل صحية محتملة، ومنها:
- زيادة فرصة حدوث عدوى بكتيرية لدى الزوجين.
- ظهور التهابات مهبلية تؤدي إلى رائحة غير مستحبة نتيجة الإفرازات الزائدة.
- تعرض الزوجة للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
- يمكن أن يحدث انسداد في قناة فالوب.
- زيادة احتمالية الإصابة بالعقم بسبب الأمراض الجنسية.
- التهابات حادة في مجرى البول لدى الزوج.
- التهاب خارجي للعضو الذكري.
تشخيص نزول الدم بعد انتهاء الدورة والعلاقة الزوجية
- الفحص السريري: قد يقوم الطبيب بإجراء فحص داخلي للتحقق من وجود التهابات أو مشاكل في المهبل أو عنق الرحم.
- الأشعة والموجات فوق الصوتية: للتحقق من عدم وجود أورام أو تغييرات هرمونية.
- التحاليل المخبرية: قد تشمل تحاليل للهرمونات أو اختبارات للعدوى.