تعريف وموقع مدينة طنجة
مدينة طنجة هي إحدى المدن المغربية التي تقع على الساحل الشمالي للمغرب، مقابلًا للجزيرة الخضراء من الجانب الأوروبي، وتعتبر نقطة قريبة من مدينة سبتة حيث تفصل بينهما مسافة يوم واحد فقط. تحد المدينة الشمال الغربي للقارة الإفريقية، إذ تبعد عن القارة الأوروبية نحو 14 كيلو مترًا. تنفرد طنجة بواجهتين بحريتين، تطل من خلالهما على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، مما يمنحها مناخاً متوسطياً معتدلاً، حيث يتميز شتاؤها بالبرودة والرطوبة وصيفها بالدفء والجفاف، مع تواجد فترات هطول للأمطار. تشتهر المدينة أيضًا بالسياحة وتنوع الثقافات، مما يجعلها مركزًا تجاريًا حيويًا وتواصلًا بين العديد من الحضارات، حيث شهدت وجود الفينيقيين، والبونيقيين، والرومان، وبدأ الفتح الإسلامي فيها في عام 711 م.
نبذة عن تاريخ مدينة طنجة
على مر العصور، بدأت مدينة طنجة تفقد مكانتها السياسية مع تولي إدريس الأول حكم المغرب، واستمر هذا التراجع خلال فترة حكم الأدارسة ومن خلفهم من الحكام. لكن مع بداية النصف الأول من القرن التاسع الهجري، بدأ الطمع الأوروبي يظهر بشكل واضح نحو المدينة، حيث احتلتها البرتغال عام 1471، تلاها احتلال إنجليزي عام 1661 ثم الفرنسي عام 1844. في كل مرة من هذه الفترات، نجح الاحتلال في السيطرة على المدينة، مما أدى إلى مسار طنجة نحو الخراب والتراجع حتى القرن التاسع عشر الميلادي.
أهم معالم مدينة طنجة
تعتبر الأسوار القديمة لمدينة طنجة من أهم المعالم السياحية فيها، حيث تمتد على طول 2200 متر وتم ترميمها وتدعيمها بعدد يزيد عن 7 أبواب و4 أبراج. أيضًا، تُعد مغارة هرقل من أبرز معالم طنجة، وهي واحدة من أكبر المغارات في إفريقيا، تمتد لحوالي 30 كيلومتراً وتطل على المحيط الأطلسي بالقرب من جبل طارق. سكن المدينة عدد من الشخصيات البارزة، مثل الرحالة ابن بطوطة والكاتب الفرنسي جان جينيه.
أهم ميزات مدينة طنجة
تعد مدينة طنجة مركزًا هامًا لجذب السياح، حيث تتميز بأزقتها المتعرجة التي تضم متاحف صغيرة وقصورًا مرممة وآثارًا تاريخية وأسواقاً نابضة بالحياة. كما تُعتبر طنجة واحدة من الوجهات المميزة لاستكشاف ساحل المحيط الأطلسي الشمالي وساحل البحر الأبيض المتوسط.
تتمتع المدينة بشبكة طرق وسكك حديدية رائعة تربطها بفاس ومكناس والرباط والدار البيضاء، إضافةً إلى مطار دولي وخدمات شحن منتظمة إلى أوروبا. تُعرف طنجة أيضًا بنشاطاتها التجارية في مجالات البناء وصيد الأسماك وصناعة المنسوجات والسجاد، بالإضافة إلى السياحة النشطة. وتتميز المدينة بموقعها الجغرافي الفريد الذي يحتل أقصى شمال البلاد، وتتواجد على شبه جزيرة شمال السهل الغربي المنخفض بالقرب من جبال الريف في الجنوب الشرقي. خارج المدينة، تعتبر المنطقة فقيرة في الموارد الطبيعية، حيث تظل زراعة الخضروات وتربية الدواجن من أبرز الأنشطة الاقتصادية في الأرياف المحيطة.