تعريف المناطق الحيوية البرية
تُعرّف المناطق الحيوية بأنها مناطق كبيرة تشغلها كائنات حية، سواء كانت مائية أو أرضية، تعتمد على العوامل المناخية والتربة والنباتات المتواجدة فيها. تمثل المناطق الحيوية المائية حوالي ثلاثة أرباع مساحة كوكب الأرض، بينما تشغل المناطق الحيوية البرية الربع المتبقي، وتتواجد في تنوعات وأشكال متعددة.
يُقدّر وجود أكثر من 1.7 مليون نوع من الكائنات الحية، مما يضيف بعض التعقيد إلى عملية تصنيفها. ولكن من خلال تجميع الكائنات الحية في بيئات معينة تتشابه في متطلباتها البيئية، يمكننا تصنيفها إلى فئات تسهل عملية الدراسة والفهم، حتى لو كانت هذه الأنواع موجودة في مناطق جغرافية مختلفة.
يمكننا أيضًا تعريف المناطق الحيوية البرية على أنها مناطق شاسعة تقع على اليابسة، وتتميز بمجموعة فريدة من الكائنات الحية، بما في ذلك النباتات، بالإضافة إلى المناخ والتربة الخاصتين بكل منطقة. عادة ما تُقسم هذه المناطق إلى خمس فئات رئيسية.
أنواع المناطق الحيوية البرية
تتنوع المناطق الحيوية البرية، ومن أبرز الأنواع ما يلي:
المناطق الحيوية العشبية
تتكون هذه المناطق بشكل أساسي من الأعشاب وتتميز بمناخ دافئ وجاف مع قلة الأشجار. تشمل:
- مناطق عشبية استوائية
تُعرف بالسافانا، وتوجد بالقرب من خط الاستواء مع احتواء قليل على الأشجار.
- مناطق عشبية معتدلة
تقع بعيدًا عن خط الاستواء وغالبًا ما تكون خالية من الأشجار، حيث تضم البراري بأعشابها الطويلة والسهوب بأعشابها القصيرة.
الغابات
تعتبر الغابات من أكبر المناطق الحيوية على اليابسة، حيث تغطي حوالي ثلث مساحة الأرض. تمتاز بكثافة الأشجار وتنوع الحياة البيولوجية، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- الغابات الصنوبرية
تتميز بتواجد أشجار الصنوبر والأشجار المعمرة، وتنتشر في مناطق مختلفة من العالم، وتتكيف بشكل جيد مع الظروف المناخية المتنوعة سواء كانت باردة أو استوائية.
- الغابات المعتدلة
توجد في خطوط العرض العليا وتتميز بمناخ معتدل يتوزع فيه الفصول الأربعة بشكل متوازن، وتحتوي على أربع طبقات نباتية: الأشجار الطويلة، الأشجار القصيرة، الشجيرات، والأعشاب.
- الغابات الاستوائية
تنتشر بالقرب من خط الاستواء وتتميز بمناخ دافئ ورطب مع أمطار غزيرة على مدار السنة، مما يؤدي إلى تنوع بيولوجي كبير يصعب إحصاؤه.
- الغابات الشمالية
المعروفة بـ التايغا، وهي غابات تتميز بفصل الشتاء الطويل البارد، وتحتوي على كميات وفيرة من المياه العذبة وأشجار معمرة تُعزز الحياة البرية.
الصحراء
تمثل الصحاري مناطق شاسعة تغطي حوالي 20% من اليابسة على سطح الأرض، وتتميز بقلة هطول الأمطار ومناخ صارم وجاف قد يكون باردًا أو ساخنًا. تكثر غالبية الصحاري بالقرب من خط الاستواء وتقل فيها التنوع البيولوجي بسبب الظروف القاسية. تُقسم الصحاري إلى أربعة أقسام بناءً على موقعها وظروفها المناخية، وهي:
- الصحاري الحارة والجافة.
- الصحاري شبه الجافة.
- الصحاري الساحلية.
- الصحاري الباردة.
التندرا
تتميز هذه المناطق بمناخها القاسي، حيث يكون الصيف قصيرًا جدًا وتتراوح درجات الحرارة بين -34 و12 درجة مئوية. تعاني الكائنات الحية من صعوبة في التكيف مع هذه الظروف، بالإضافة إلى قلة هطول الأمطار وتدني جودة التربة، مما يحد من تنوع الحياة النباتية. هناك نوعان من التندرا:
- القطب الشمالي
تشتهر بوجود طبقة التربة الصقيعية، وهي طبقة متجمدة تحت السطح تساهم في قلة النباتات.
- جبال الألب
تقع على قمم الجبال العالية وتتميز بمناخ متشدد، وعلى الرغم من عدم وجود طبقة صقيعية، فإن ارتفاع المكان يعيق نمو الأشجار والنباتات.