دراسة حول ظاهرة المد والجزر وتأثيراتها

المدّ والجزر: مفهوم وأساليب حدوثهما

تُعَدُّ ظاهرتا المدّ والجزر من الظواهر الطبيعية التي تحدث دورياً على سطح الأرض، حيث يُشير المدّ إلى ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار والخلجان، بينما يُعبر الجزر عن انخفضاها. ينتج عن هذه الظاهرة تكوّن موجات كبيرة تغطي المناطق الساحلية، تليها بعد ذلك عملية انحسار المياه، وهذا هو الجزر.

آلية حدوث الظاهرة

تحدث ظاهرتا المدّ والجزر نتيجة للتأثير الجذبي للشمس والقمر على الأرض، وهو ما يُعرف باسم المد القمري والمد الشمسي. ومع ذلك، يُعتبر القمر هو العامل الرئيس في هذه الظاهرة بسبب قربه من سطح الأرض. بينما تكون جاذبية الشمس أقل بحوالي 50% من جاذبية القمر نتيجة لبعدها عن الأرض؛ إذ تبلغ قوة الجزر الشمسي حوالي 46% من قوة الجزر القمري. هناك كذلك عامل آخر وهو القوة الطاردة المركزية الناتجة عن دوران الأرض حول محورها.

أين تحدث الظاهرة؟

يحدث المدّ في المناطق التي تواجه القمر أثناء دوران الأرض، حيث تؤثر قوة جاذبية القمر على سطح المياه. وعندما يبتعد القمر عن هذه المناطق، يحدث الجزر. يختلف ارتفاع المدّ وانخفاض الجزر من منطقة لأخرى حول العالم، حيث يمكن أن يصل ارتفاع المدّ في بعض المناطق إلى أكثر من 200 سم، بينما لا يتجاوز في مناطق أخرى 30 سم.

تكرار الظاهرة يومياً

تصل ظاهرة المدّ إلى أقصى حدتها عندما تتوحد قوة جذب الشمس مع قوة جذب القمر، مما يسبب وقوعهم على خط واحد مع الأرض. يحدث ذلك عادة مرتين شهرياً، أولاهما خلال فترة المحاق، عندما يكون القمر بين الأرض والشمس، والثانية عندما يصبح القمر بدراً، حيث تكون الأرض بين الشمس والقمر. وعندما يكون القمر في ربعِه الأول أو في ربعِه الأخير، تكون قوة جذب الشمس عمودية على قوة جذب القمر، مما يؤدي إلى ضعف المدّ.

تتكرر كل من ظاهرتي المد والجزر مرتين يومياً مع فصل زمني بينهما يصل إلى 12 ساعة؛ حيث يحدث المد أولاً ثم يتبعه الجزر بعد ست ساعات، ثم يعود المد للحدوث مرة أخرى بعد ست ساعات. وتُعَد المناطق الشمالية الغربية من فرنسا من الأكثر تأثراً بهذه الظواهر، حيث تؤثر على سواحل المحيط الأطلسي، وتوجد أيضاً في منطقة الساحل الشمالي للخليج العربي بدولة الكويت.

أهمية المدّ والجزر

تساعد ظاهرتا المدّ والجزر في تنقية المياه في البحار والمحيطات من الشوائب والرواسب، كما تسهل حركة السفن نحو الموانئ الضحلة، فضلاً عن إمكانية استخدامهما لتوليد الطاقة الكهربائية، وتشغيل المصانع التي تعتمد على الطاقة الحركية، مثل: المطاحن.

Scroll to Top