في هذا المقال سنستعرض دعاء “يا ودود” لقضاء الحاجة، ونتناول القصة المرتبطة بهذا الدعاء وما ترتب عليها من أحداث أدت إلى إنقاذ صاحب الدعاء، وتحقيق رغبته بإذن الله، بالإضافة إلى نص الدعاء نفسه.
سنوضح أيضًا سبب اختيار أبي معلق لاسم الله “الودود” في مناجاته لربه، كما سنقدم مجموعة من الأدعية الأخرى التي تساعد في قضاء حوائج الداعي بإذن الله.
قصة دعاء “يا ودود” لقضاء الحاجة
نعرض في النقاط التالية قصة دعاء “يا ودود”، التي تسببت في فتح أبواب السماء وضجتها، ونجاة من دعا بها من القتل:
- يُذكر أن هناك رجلًا من الأنصار يُدعى أبو معلق.
- كان من صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
- وكان يتمتع بالتقوى والزهد.
- تخصص في التجارة، حيث كان يتاجر لنفسه أو بمال الآخرين.
- وطافت به تجارته بين العديد من البلدان.
- وذات يوم، خرج أبو معلق في سبيل تجارته، ولكن هجم عليه لص مقنع ومسلح.
- وهدده بترك أمواله، مهددًا إياه بقتله.
- طلب أبو معلق من اللص أخذ كل ما يملك وتركه، لكنه رفض وأصر على قتله.
- فطلب أبو معلق مهلة للصلاة قبل أن يُقتل، فوافق اللص.
- توضأ أبو معلق وبدأ في الصلاة، ولفت انتباهه أن يدعو في السجدة الأخيرة في الركعة الرابعة بدعاء “يا ودود”، وكرره ثلاث مرات.
- فجأة، ظهر فارس يحمل الحربة ونجا أبو معلق بقتله اللص، ثم قال له: “قم”.
- سأله أبو معلق من هو، فأجابه أنه أحد ملائكة السماء الرابعة.
- أخبره أنه عندما دعا بدعاء “يا ودود” لأول مرة، قعقعت أبواب السماء.
- عندما دعا بها للمرة الثانية، أتى الجلبة من أهل السماء.
- وعند الدعاء بها للمرة الثالثة، تم إبلاغ الملك بأن من دعا بذلك هو في كرب، فأمره الله بالتوجه لقتل اللص، وهو ما حدث.
نص دعاء “يا ودود” لقضاء الحاجة
فيما يلي نص دعاء “يا ودود” لقضاء الحاجة:
- صيغة الدعاء هي: “يَا وَدُودُ، يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ، يَا فَعَّالُ لِمَا تُرِيدُ، أَسْأَلُكَ بِعِزِّكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَمُلْكِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ، وَبِنُورِكَ الَّذِي مَلَأَ أَرْكَانَ عَرْشِكَ، أَنْ تُكْفِيَنِي شَرَّ هَذَا اللِّصِّ، يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي”.
- يمكن تكرار دعاء “يا ودود” ثلاث مرات لقضاء الحاجة بإذن الله.
- هذا النص نبيل وموثوق، ويتوافق مع ما ذُكر في القرآن والسنة.
- لا يزال إمكانية الدعاء به لقضاء الحاجات قائمة، إلا أن ذلك لا يضمن بالضرورة نجاة الداعي.
- لأن النجاح يعتمد على صحة النص الذي يُنسب للرسول، وهناك بعض الرأي التي تتساءل عن صحته.
- لذا، لا ينبغي اعتباره جزءًا من الشرع، والله أعلم.
سبب اختيار اسم “الودود” في الدعاء
نستعرض في النقاط التالية المعنى اللغوي لاسم الله الودود، ونذكر الآيات التي ورد فيها، وسبب اختيار أبي معلق لهذا الاسم:
- تكرر اسم “الودود” في القرآن الكريم في آيتين وهما: “وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ”، وفي سورة هود، وأيضًا “وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ” في سورة البروج.
- المعنى اللغوي لكلمة “ودود” مستمد من “الود”، والذي يعني الحب الصادق، وبالتالي فإن “ودود” تعني عميم الحب أو المحبوب.
- بمعنى آخر، الله عز وجل هو ودود، أي محبوب لملائكته ورسله وأنبيائه.
- وكذلك لعباده المؤمنين، الذين يُعدّون أغلى ما لديه.
- تعكس محبة الله عز وجل أنواع العبادات الظاهرة والباطنة.
- وتعتبر روح العبادات ومحور كمال العبودية هو الحب الخالص.
- يمكن تفسير اختيار أبي معلق لاسم “الودود” في دعائه باقتناعه الكامل بعدم وجود منجٍ له في تلك اللحظة إلا ربه سبحانه وتعالى.
- توجه أبو معلق لربه بالدعاء بإخلاص كعبد محب له، ونجّاه الله عز وجل كما يستحق، والله أعلم.
أهمية اختيار الأسماء والصفات المناسبة في الدعاء
سنتناول في النقاط الآتية كيف يؤثر اختيار صفة من صفات الله في دعائنا:
- عند الدعاء، يُفضل أن يعمد العبد لاختيار الأسماء والصفات المناسبة لطلبه.
- عندما يُقبل العبد على التوبة، يمكنه أن يدعو ربه باسم “التواب”.
- إن أراد العبد أن يطلب المغفرة لذنوبه، يدعو الله باسمه “الغفور”.
- عندما يسعى ابن آدم لطلب الرزق، فإنه ينادي ربه باسم “الرزاق”.
- ينبغي أن نكون على دراية بالأسماء الحسنى وصفات الله العظيمة.
- حتى نستطيع الدعاء ونختار الاسم المناسب الذي يتوافق مع مطلبنا وهذا يُعزز من استجابتنا في الدعاء.
- عندما نتعمد معرفة أسماء الله الحسنى.
- مثل “التواب”، “الغفور”، و”الرحيم”، فإننا سنظل نرجو رحمته ونستمر في التوبة بإذنه.
- إذا أدركنا أن الله سميع وبصير ولطيف، سنشعر بذلك ونزداد في عبادته وذكره، لأننا لا نراه لكنه يرانا، وسنتجنب معصية أوامره خشية من رؤيته.
أدعية مناسبة لقضاء الحاجة
سنسرد فيما يلي بعض الأدعية التي يمكن أن تنفع في قضاء الحاجة:
- دعاء سيدنا يونس عندما التهمته الحوت، والذي أسفر عن نجاته.
- يمكن لمن عنده حاجة أن يدعو الله بدعاء سيدنا يونس الذي قاله وهو في بطن الحوت، إذ أوصانا رسولنا الكريم بالدعاء به حيث قال: “دعوة أخي ذي النون” {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}، فما دعا بها مكروب إلا فرج الله عنه.
- علم النبي محمد السيدة عائشة رضي الله عنها دعاءً يلجأ به إلى الله لقضاء حوائجها، وهو دعاء يمكن أن يستخدمه من لديه حاجة فيقضيها الله له.
- فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمها هذا الدعاء: “اللّهُمَّ إني أَسأَلُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وآجِلِهِ، ما عَلِمْتُ مِنْه وما لَمْ أَعْلَمْ. وَأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِمْتُ مِنْه وما لَمْ أَعْلَمْ. اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ ما سَأَلَكَ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ مَا عَاذَ مِنْه عَبْدُكَ ونَبِيُّك. اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إِلَيْهَا مِن قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وما قَرَّبَ إِلَيْهَا مِن قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءِ تَقْضِيهِ لي خَيْرًا”.
دعاء قضاء الحاجة الذي لا يُرد
- الدعاء باسم الله العظيم: “اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار”.
- “اللهم أكتفيني بحلالك عن حرامك، واغنيني بفضلك عمن سواك”.
- “اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاءك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي”.
- “اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك”.
دعاء قضاء الحاجة مفاتيح الجنان
“اللهم رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، أنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحبة والنوى، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر”.
لقضاء الحاجة بسرعة البرق
من الأمور الأساسية التي قد تعيق استجابة الدعاء هي الذنوب والمعاصي، لذا فإن مفتاح قضاء الحاجة يكمن في الاستغفار، حيث ذكر الله تعالى على لسان نبيه نوح: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”.