حضارة مصر خلال فترة حكم البطالمة

تعتبر حضارة مصر في عصر البطالمة فترة متميزة، حيث شهدت البلاد مرورًا بتجارب تاريخية متعددة بعد انهيار مصر الحديثة. فقد تأثرت مصر بفترة النفوذ الليبي ثم النوبي، وتعرضت لحكم الأشوريين، يليها الحكم الفارسي. حتى جاء الإسكندر المقدوني، الذي خضعت له مصر، حيث ضمها إلى إمبراطوريته، وعند وفاته تم تقسيم الإمبراطورية بين جنوده.

حضارة مصر في عصر البطالمة

  • عند وفاة الإسكندر المقدوني نتيجة مرضه، تقسمت الإمبراطورية بين جنوده، وكان بطليموس الأول من بين هؤلاء الجنود الذين نالوا حصتهم من مصر، حيث سعى إلى الاستقلال بها، وبالفعل تمكن من تأسيس حكمه الخاص.
  • تم تأسيس دولة البطالمة في عام 330 قبل الميلاد على يد بطليموس الأول الذي أراد تشكيل دولة تستمر لأحفاده وأبنائه.
  • استمرت فترة حكم البطالمة لمدة 33 عامًا، وقد اختار البطلميون الإسكندرية لتكون العاصمة للدولة الجديدة.
  • كان بطليموس الأول من أبرز قادة جيش الإسكندر المقدوني، وقد ساهم بشكل كبير في إدارة البلاد بمهارة وكفاءة، كما قام بإصدار العملات.
  • عند سك العملات، حرص بطليموس على نقش صورته عليها كعلامة على استمرارية حكمه على مصر بعد وفاة الإسكندر.
  • أثرت فترة حكم البطالمة بالنسبة لمصر بحرية وأمن واستقرار، مما أدى إلى ازدهار الحياة طوال فترة حكمهم حتى عصر بطليموس الرابع.
  • برزت الحضارة الهلنستية كواحدة من أعظم الحضارات في ذلك الوقت، مما جعل مدينة الإسكندرية من أعرق المدن في العالم القديم.

وفاة البطالمة الأوائل

  • بعد وفاة البطالمة الأوائل، كانت لمصر علاقات قوية مع روما، تميزت بالتبادل التجاري والتعاون الودي.
  • لكن روما بدأت تتدخل بشكل متزايد في شؤون مصر الداخلية، خصوصًا في فترة آخر حكام البطالمة.
  • زاد تدخل روما بسبب ضعف دولة البطالمة واحتياجها للدعم، مما دفعها للاعتراف بسيادة روما على مصر في عام 168 قبل الميلاد، وهو ما وضع كليوباترا السابعة في موقف حساس.

سياسة دولة البطالمة

  • اعتمدت سياسة البطالمة على نهج الإسكندر المقدوني، حيث حاولوا تتبع خطواته للاستمرار في توسيع مملكتهم.
  • عمل البطالمة على نشر الثقافة الإغريقية ودمجها مع الحضارة المصرية القديمة.
  • جمع البطالمة الموارد والثروات لتعزيز جيشهم، ولتكوين أسطول بحري قوي.
  • استطاعوا بفضل قوتهم العسكرية، ضم العديد من المناطق مثل النوبة وليبيا وفلسطين، حيث سيطروا على عدة جزر في البحر المتوسط.
  • قام البطالمة بنشر القيم والتقاليد الإغريقية وتطوير الحضارة الهلنستية التي اعتبروها حضارة جديدة.

مدى تأثر البطالمة بالإغريق

  • تأثر البطالمة بالعديد من جوانب الحياة الإغريقية، حيث اقتبسوا ملامح حضارية وثقافية متنوعة، وعملوا على دمجها مع التراث المصري القديم.
  • تجسدت التأثيرات الإغريقية في معمارهم، الذي يظهر بشكل واضح في المباني التي شيدوها.
  • مزجت التماثيل التي قاموا بإنشائها بين النمطين الإغريقي والمصري القديم، وهذا يظهر بوضوح في المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية.
  • برز تأثير اللغتين من خلال إدخال كلمات من الإغريقية على المفردات المصرية القديمة.

تقرب البطالمة من المصريين

  • عمل البطالمة على إقامة علاقات وثيقة مع المصريين لتوطيد حكمهم، وزيادة التقارب بينهم.
  • أحد مظاهر التقرب كان الحفاظ على بعض جوانب الإدارة التي تركها الفراعنة، مع إجراء تعديلات طفيفة.
  • أبدى البطالمة سياسة عدم التدخل في شؤون المصريين واحتفظوا بعاداتهم وتقاليدهم.
  • استمر المصريون القدماء في المحافظة على حضارتهم، والتي ورثوها عن أجدادهم، مع تأثيرات بسيطة من الحضارة الإغريقية.

لماذا قام البطالمة بالتقرب من المصريين؟

  • عند تواجد الحملة الفرنسية في مصر، عثروا على حجر مكتوب عليه باللغة الهيروغليفية واليونانية والديموطيقية.
  • كان لفك الرموز المكتوبة على حجر رشيد فضل كبير في الوصول لكتابة الهيروغليفية، والحجر الآن موجود في المتحف البريطاني بلندن.
  • تعلم الإسكندر والبطالمة من الدروس التي تعلمها المصريون عند مواجهة الفرس في اهتمامهم بمعتقداتهم، وهذا ساهم في فهم العلاقات الإنسانية مع المصريين.
  • نتج عن ذلك أن البطالمة نسجوا سياسات قائمة على الحب والاحترام تجاه المصريين، مما أتاح لهم ممارسة شعائرهم بحرية واستقرار.

اهتمام البطالمة بالعمارة

  • أولى البطالمة اهتمامًا خاصًا بالمعابد المصرية القديمة، حيث قاموا بتوسيعها وتجديدها بشكل ملحوظ، إذ كانت هذه المعابد ذات حجم عظيم ورمزية كبيرة.
  • تميزت المعابد المصرية بنقوشها الرائعة، ومن أبرزها معبد أدفو المخصص لعبادة الإله حورس.
  • كما أنشأ البطالمة معبد دندرة قرب محافظة قنا تكريماً للإلهة حاتور، إلهة الحب والجمال عند المصريين.
  • إلى جانب ذلك، قام البطالمة ببناء العديد من المنشآت والمدن الجديدة الأخرى.
Scroll to Top