طرق تربية النعام
يعتبر النعام (بالإنجليزية: Ostriches) واحدًا من أكبر الطيور المدجنة في العالم، حيث يتمتع بقدرة مذهلة على التكيف مع الظروف المناخية المختلفة، وهو يتواجد في العديد من المناطق حول العالم. ومع فهم الأساليب الصحيحة لتربية النعام، أصبح من السهل فرصة تربيته في المزارع والمنازل. نستعرض فيما يلي بعض الأمور الأساسية المتعلقة بتربية النعام:
رعاية البيض حتى الفقس
يتطلب النعام عناية خاصة منذ وجوده في البيضة وحتى يكبر. يتم الاحتفاظ بالبيض لمدة تصل إلى 7 أيام في مناطق ذات أشجار، حيث يجب أن تتراوح درجات الحرارة بين 12.8 إلى 18.3 درجة مئوية، مع رطوبة بنسبة 70%. بعد ذلك، يتم نقل البيض إلى منطقة الحضانة التي تستمر لمدة 42 يومًا، حيث يتم رفع درجة الحرارة تدريجياً من 15.5 إلى 36.6 درجة مئوية، بينما تُخفض الرطوبة إلى 25%.
رعاية صغار النعام
تفقس كتاكيت النعام عادة بعد 42 يومًا من الحضانة. وعند خروجها من البيضة، ينبغي الإبقاء عليها في مكان تبلغ درجة حرارته 35 درجة مئوية لبضعة أيام، مع إمكانية خفض درجات الحرارة تدريجيًا حتى تصل إلى 26.6 درجة مئوية. هذا الأمر في غاية الأهمية، حيث قد تتجمع الكتاكيت فوق بعضها في الطقس البارد مما يؤدي إلى نفوق بعضها.
تتطلب كتاكيت النعام توفير أرضية مناسبة تفصلها عن النعام الكبير، حيث إن وجود النعام البالغ قد يتسبب في نفوقها. ينبغي أن تكون المساحة المثلى للتربية لا تقل عن 12 م^2. يُفضل وضع سجاد نظيف تحت الكتاكيت، مع ضرورة إزالة الحواف للحيلولة دون تشابكها مع أرجل النعام أو تعرضها للأذى.
يفضل وضع من 6 إلى 10 كتاكيت في منطقة واحدة، ويجب التأكد من استواء الأرض قبل وضع السجاد؛ فالأرض غير المستوية قد تؤدي إلى مشاكل في أصابع قدم الكتكوت. وينصح بتقليب السجاد وتنظيفه بشكل دوري واستبداله عند وجود كتاكيت جديدة.
تحضير المساحة المناسبة لتربية النعام البالغ
يعتبر النعام من الطيور النشطة التي تحتاج إلى مساحات واسعة للعيشة والحركة. ينبغي ألا تقل مساحة مزرعة النعام عن 13,277 م^2، حيث إن المساحات الضيقة قد تؤثر سلبًا على نفسية النعام وقد لا يبيض بها، كما أن الاكتظاظ قد يؤدي إلى تلف الريش.
إنشاء سياج قوي للمزرعة
يتحرك النعام بشكل مكثف، وقادر على القفز فوق السور القصير. لذلك، يجب بناء سور بارتفاع يتجاوز طول النعام البالغ والذي يزيد عن 1.8 م، ويجب أن لا يقل ارتفاع السور عن 2.75 م مع التأكد من أنه متين.
يجب استخدام أسلاك شائكة ملحومة بشكل جيد في بناء السياج، والتأكد من أن الفتحات لا تزيد أبعادها عن 5-10 سم لتفادي أن يعلق النعام برأسه فيها. وفي النهاية، يُنصح بتغطية السور بكمية من التراب.
الحفاظ على دفء النعام
يعيش النعام في البيئات الصحراوية والدافئة، وعند إنشاء مزرعة في منطقة باردة، ينبغي على المربي توفير وسائل تدفئة للنعام، مثل أجهزة التدفئة وسخانات الماء. يجب الحرص على استخدام سخانات كهربائية آمنة لتجنب تعرض النعام للصعقات الكهربائية نتيجة فضوله.
توفير مسكن خاص لكل نعامة
يجب بناء مأوى مُنفصل لكل نعامة أو مجموعة صغيرة منها، حيث تُفضل النعام العزلة خلال أوقات الراحة. يجب أن تكون أبعاد المأوى كالتالي: الطول 3.66 م، والعرض 1.83 م، والارتفاع 2.44 م.
من الضروري تركيب باب وسقف قوي لكل مأوى، لحمايته من الرياح والمطر والظروف الجوية المتغيرة. في الأجواء الحارة، يُفضل تركيب مرشات ماء للحماية من أشعة الشمس، حيث أن تعرض النعام لأشعة الشمس قد يؤثر سلبًا على خصوبة الذكور.
تغذية النعام
يتغذى النعام على نظام غذائي متوازن يتكون من 60% من النباتات، 15% من الفاكهة والبقوليات، 20% من الحبوب والأملاح والأحجار، و5% من الحشرات والحيوانات الصغيرة. ويتضمن النظام الغذائي العناصر التالية:
- الحيوانات الصغيرة
يتناول النعام العديد من الحيوانات الصغيرة مثل: البق، الفئران، الثعابين، السحالي، الصراصير، والجراد.
- الصخور
يأكل النعام الصخور والحصى بشكل دوري، وذلك لمساعدته في طحن الطعام الذي يتناوله، حيث أنه لا يمتلك حصوات في معدته مثل باقي الطيور ولا يملك أسنانًا لتقطيع الطعام الصلب.
- المواد المضافة
ينبغي إضافة مواد معينة إلى غذاء النعام، خاصةً الكتاكيت، مثل الفيتامينات والمعادن المتنوعة.
- النباتات
يتغذى النعام على مجموعة واسعة من النباتات، بما في ذلك الأعشاب الخضراء، بذور النباتات، البراعم، الأوراق والشجيرات البرية، بالإضافة إلى التوت، الجزر، البنجر المفروم، والملفوف، وكذلك البرتقال.
تغذية كتاكيت النعام
تتطلب كتاكيت النعام نظامًا غذائيًا مختلفًا عن النعام البالغ، حيث لا تحتاج الكتاكيت إلى طعام وماء خلال الأيام 6-8 الأولى من حياتها بفضل كيس السائل الذي يوفر لها العناصر الغذائية اللازمة. ويشير بعض المربين إلى أنهم يبدأون بإطعام الكتاكيت من اليوم الأول.
توفر للكتاكيت أعلاف خاصة تحتوي على نسب منخفضة من الدهون والألياف، بينما تحتوي على مستويات مرتفعة من مادة اللايسين بعد الأسبوع الأول. وعند بلوغها 8 أسابيع، يمكن تحويلها إلى أعلاف النعام البالغ.
الحفاظ على سلامة النعام
تتعرض طيور النعام للعديد من الحوادث، مثل تناولها لمسامير، رقائق الدهانات، أو التعليق في أماكن ضيقة. لذلك، يجب على المربي البحث عن أفضل طرق للحماية، والتأكد من وضع المعدات والطعام والمغذيات في أماكن آمنة، بعيدًا عن النباتات الضارة.
الحفاظ على صحة النعام
يحتاج علاج النعام والحفاظ على صحته إلى مراجعة طبيب بيطري مختص بشكل دوري. يقوم الطبيب بالإشراف على صحة النعام واكتشاف المشكلات الصحية بسرعة، بالإضافة إلى تقديم نصائح غذائية وصحية ملائمة، وتوفير الشهادات الصحية اللازمة لتربية النعام.
كما يقدم الطبيب بعض الأدوية المساهمة في علاج الأمراض التي تصيب الطيور، مثل: الكلورامفينيكول، الإينروفلوكسين، وأدوية السلفا. ومن العلامات التي قد تشير إلى وجود مشاكل صحية في النعام:
- فقدان الوزن غير المبرر.
- صعوبات في التنفس.
- الكسل العام والإسهال.
- فقدان الريش أو الريش المتمزق.
- سيلان الأنف.
- تورم المفاصل.