توزيع الموارد الطبيعية على مستوى العالم
يتعلق توزيع الموارد الطبيعية العالمية بالتوزيع الجغرافي، المعروف باسم الترتيب المكاني لتلك الموارد على سطح الأرض. سنستعرض في هذا المقال التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع:
- من المهم أن ندرك أن توزيع الموارد قد يختلف بشكل كبير بين المناطق، مما يؤدي إلى وجود وفرة من المواد في بعض المناطق مقارنة بأخرى تعاني من نقصها.
- على سبيل المثال، تزداد الطاقة الشمسية في المناطق القريبة من خط الاستواء، والتي تتصف أيضًا بهطول الأمطار الغزيرة.
- بينما تتلقى المناطق الواقعة في خطوط العرض العليا، القريبة من القطبين، كميات قليلة من الأمطار والطاقة الشمسية.
- إلى جانب ذلك، يسهم النظام البيئي في التغيرات المناخية ويؤمن ظروفًا مناخية معتدلة في مناطق الغابات النفضية.
- كما توفر التربة الخصبة والحياة البرية والموارد الخشبية المتنوعة.
- تعمل السهول على توفير تربة خصبة تساهم في إنتاج مختلف المحاصيل الزراعية.
- ومن ناحية أخرى، تتواجد المعادن في المناطق التي تتميز بنشاط تكتوني قوي.
- بينما تسهم الصخور الرسوبية في تشكيل الوقود الأحفوري.
- تجدر الإشارة إلى أن هذه الفوارق البيئية هي ما يؤدي إلى تباين توزيع الموارد الطبيعية عالمياً.
- وهذا يعود في النهاية إلى توزيع غير متساوٍ للمصادر في مختلف المناطق.
الموارد الطبيعية الأكثر أهمية
عند الحديث عن توزيع الموارد الطبيعية في العالم، من الضروري تسليط الضوء على أبرز هذه الموارد:
المياه
- تُعَدّ المياه من أهم الموارد الطبيعية على سطح الأرض، وهي عنصر أساسي لاستمرار وجود الحياة لجميع الكائنات الحية.
- تغطي المياه حوالي 71% من سطح الأرض، حيث تمثل مياه المحيطات 5% من إجمالي المياه المتاحة.
- في حين أن نسبة المياه العذبة لا تزيد عن 5% فقط.
الحديد
- يتوفر الحديد في معظم دول العالم، حيث تحتل الصين المركز الأول في الإنتاج، بإنتاج يبلغ حوالي 520 مليون طن، أي ما يعادل ثلث الإنتاج العالمي.
- تأتي البرازيل في المركز الثاني بإنتاج نحو 75%، تليها أستراليا في المركز الثالث.
- ثم الهند وروسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية في المراكز التالية.
الغابات
- تلعب الغابات دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن الغازي على كوكب الأرض من خلال تبادل الغازات.
- وذلك يساعد في الحفاظ على نسب غاز الأكسجين والغازات الأخرى الضرورية لحياة الكائنات.
- بالإضافة إلى كونها موطنًا للعديد من الحيوانات والكائنات الحية الأخرى، فضلاً عن توفيرها مصادر متنوعة من الغذاء.
الوقود الأحفوري
- يعتبر الوقود الأحفوري من أبرز الموارد الطبيعية التي تشكلت على مدار ملايين السنين.
- تكونت هذه الموارد من بقايا حيوانات ونباتات دُفنت تحت الصخور لعصور طويلة، بفعل عوامل الحرارة والضغط.
- وتشمل العمليات الجيولوجية التي حدثت عبر الزمن.
- وتتضمن ثلاثة أنواع: الغاز الطبيعي، الفحم، والنفط.
يمكنكم الاطلاع على:
نتائج توزيع الموارد غير المتوازن
في سياق دراسة توزيع الموارد الطبيعية، من المهم التعرف على آثار التوزيع غير المتكافئ لهذه الموارد، التي أدت إلى النتائج التالية:
- توزيع السكان: تميل المجتمعات إلى الاستقرار في المناطق الغنية بالموارد.
- الهجرة البشرية: هناك علاقة طردية بين انجذاب السكان للموارد ورغبتهم في البقاء، حيث يفضل الكثيرون الانتقال إلى المناطق الغنية بالموارد للحصول على مستوى معيشي أفضل.
- لذا، يبحث الناس باستمرار عن ظروف حياتية أفضل.
- الأنشطة الاقتصادية: تعد هذه الأنشطة وثيقة الصلة بتوزيع الموارد، حيث تؤثر بشكل مباشر على نوعية الوظائف المتاحة لسكان المنطقة.
- التجارة: تتيح التجارة للدول الحصول على الموارد التي تحتاجها. يُعتبر مثالًا على ذلك دولة اليابان التي تفتقر إلى الموارد الطبيعية.
- بالرغم من ذلك، فإنها تظل واحدة من القوى الصناعية الكبيرة.
- النزاعات والحروب: تسعى العديد من الدول للسيطرة على الموارد، مما أدى إلى نشوء النزاعات والصراعات.
- إذ كلما ازدادت ثروات الدولة، زادت رغبتها في السيطرة على الموارد.
- الثروة ونوعية الحياة: يعتمد مستوى الرفاهية وتوفر السلع والخدمات في المناطق على ما تمتلكه من موارد.
- ويعتمد ذلك على إمكانيات الحصول على الموارد، سواءً من خلال الاستيراد أو توافرها محليًا.
- إلى جانب مدى توفر التكنولوجيا والعمالة المدربة لاستغلال هذه الموارد بفعالية.
كيفية تأثير التصنيع على إعادة توزيع الموارد
مع بدء الاعتماد على الصناعة في نهاية القرن التاسع عشر، ارتفعت الحاجة إلى الموارد، مما أدى إلى استغلال القوى الإمبريالية لهذه الموارد. فيما يلي تأثير التصنيع على توزيع الموارد:
- اتجهت العديد من الدول الإمبريالية، مثل الولايات المتحدة واليابان وأوروبا، إلى السيطرة على الدول الضعيفة في تلك الفترة.
- اعتمدت تلك الدول بشكل رئيسي على الصناعة مما منحها التحكم في توزيع الموارد واستخدامها.
- كما تمكنت من الوصول إلى السلع والخدمات التي كانت تفتقر إليها من الدول التي تتوفر فيها، مثل البلدان في قارة إفريقيا وآسيا، باستثناء اليابان وأمريكا اللاتينية.
- حيث وصلت نسبة استهلاكهم نحو 70% من موارد العالم بأسره.
- علاوة على ذلك، أصبحت الدول غير الصناعية تسيطر على كمية قليلة من الموارد، مما يعجزها عن تلبية احتياجاتها الأساسية.
- ما أسفر عن تفاقم الفقر وانخفاض مستوى المعيشة.
- من المهم أن نلاحظ أن الفجوة التي نشأت من إرث الإمبريالية كانت نتيجة لمجموعة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وليست ناتجة عن عوامل طبيعية فقط.