تحية المسجد قبل أداء صلاة المغرب

تحية المسجد قبل صلاة المغرب

تحظى تحية المسجد بأهمية كبيرة، فهي من السُنن المؤكدة التي يُفضل القيام بها في جميع الأوقات، حتى في أوقات الكراهة. فلم يتم تخصيص النصوص الدالة على شرعية تحية المسجد بوقت معين. وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ). وصلاة تحية المسجد بعد أذان المغرب وقبل الإقامة تُعتبر من الأفعال المستحبة، إذ تضاف إلى الأحاديث التي وردت عن الصحابة -رضي الله عنهم-، حيث قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (صَلُّوا قَبْلَ صَلاةِ المَغْرِبِ، قالَ في الثَّالِثَةِ: لِمَن شاءَ). وقد كان بعض الصحابة -رضي الله عنهم- يؤدون ركعتين بعد الأذان بحضور النبي دون أن ينهاهم عن ذلك. لذا، فإن الصلاة قبل الجلوس في المسجد تُعد مشروعة، سواءً من خلال القول أو الفعل، مما يُجعل من المستحب أن يؤدي الداخل إلى المسجد ركعتين تحية قبل الجلوس، والحرص على عدم التفريط في هذه السُنة.

حكم صلاة تحية المسجد

يستحب للمسلم الذي يدخل المسجد أن يتحلى بآداب الدخول، ومنها إظهار الاحترام والتقدير لبيت الله عز وجل. يُمارس هذا التكريم من خلال القيام بصلاة تحية المسجد، وهي ركعتان تُصلى عند الدخول، وقد سُميت بذلك لأنها بمثابة التحية التي يقدمها الشخص عند دخوله بيت من بيوت الناس.

كيفية صلاة تحية المسجد

  • تُؤدى صلاة تحية المسجد بركعتين، ويمكن للمسلم أن يزيد عليها بعدد الركعات التي شاء، شرط أن تكون بنية تحية المسجد. وهذا ما يتفق عليه جمهور الشافعية والحنابلة، بينما يذهب الحنفيون إلى أنه لا يُجوز الزيادة عن أربع ركعات، في حين يرى المالكيون أنه يمنع القيام بأكثر من ركعتين فقط، وهي من السُنن المستحبة وفقاً لما أكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يَجْلِسَ).
  • أما في حالة دخول المسجد الحرام، فان تحية البيت الحرام تكون بالطواف، إلا في حال كون هناك طواف آخر، إذ يُؤدى طواف التحية بالتزامن معه. ويجوز أن يسقط طواف التحية في حالة وجود مانع يحول بين الإنسان وبين أدائه.
  • من الممكن جمع نية صلاة تحية المسجد مع نية صلاة أخرى، وفقاً لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّةِ)، وذلك لأن الهدف من تحية المسجد هو إشغال الوقت والمكان بالطاعة. لذا، يجوز أداؤها مع أي صلاة بشرط أن تكون ركعتين أو أكثر، ويُفضل صلاتها بقصد التقرب إلى الله تعالى، فهي بمثابة تحية له سبحانه، حيث يُظهر الداخل لمكانٍ ما تحيته لصاحب المكان لا للمكان نفسه.
Scroll to Top