مفهوم حماية الحياة البرية يركز على الحفاظ على تنوع النباتات والحيوانات التي تواجه خطر الانقراض نتيجة اختلال النظام البيئي، أو لأسباب أخرى مثل الصيد الجائر أو استخدام مواد كيميائية ضارة تهدد حياتها. وقد تم إنشاء محميات طبيعية لتحقيق هذا الهدف الحيوي.
حماية الحياة البرية
خلق الله مجموعة متنوعة من الكائنات الحية للمساهمة في الحفاظ على توازن النظام البيئي. لكن الأنشطة البشرية أدت إلى اختلال هذا التوازن، مما حدا ببعض الأفراد إلى تأسيس محميات للحفاظ على تلك الكائنات المهددة بالانقراض:
-
قضية الانقراض: تمثل هذه القضية تهديدًا لحياة العديد من الكائنات، سواء كانت نباتات أو حيوانات، نتيجة لاستخدام المواد الكيميائية التي تؤذيها وتسبب وفاتها.
- كما أن التوسع العمراني والتمدن قضى على مواطن الحيوانات وعلى الأراضي الزراعية، إضافة إلى الصيد الجائر باستخدام الأسلحة.
- يزيد التحضر من الضغوط على البيئة، حيث يهاجر الناس إلى مناطق جديدة تاركين الأراضي تتعرض للتصحر، مما يترك الحيوانات بدون غذاء أو مأوى مناسب.
- تلوث المياه والموارد المائية الأخرى التي تعتبر مصادر للشرب وري النباتات يسبب تسمم الحيوانات والنباتات، مما يؤدي إلى فقدانها.
-
المحميات الطبيعية: شهدت مسألة الحياة البرية اهتمامًا واسعًا خلال أواخر القرن التاسع عشر، حيث وضعت الحكومات تشريعات تحظر الصيد الجائر.
- تم إنشاء محميات طبيعية للحفاظ على حياة العديد من الكائنات المهددة، مثل الغوريلا، والحوت الأزرق، ونقار الخشب، وغيرها.
دور البشر في تهديد الحياة البرية
ساهم الإنسان بشكل ملحوظ في انقراض عدة أنواع من الحيوانات والنباتات، وإليكم بعض التفاصيل:
- منذ 65 مليون سنة، انقرضت الديناصورات نتيجة لأفعال البشر بمعدل أسرع بـ 10,000 مرة مما كان متوقعًا.
- تأثرت 83,737 نوعًا من الفصائل بالانقراض، وهو ثلث الفصائل الحية بسبب الأنشطة البشرية.
- ينقسم هذا الثلث إلى 41% من الفصائل البرمائية، و33% من شعب المرجان، و25% من الثدييات، و13% من الطيور، و30% من أشجار الصنوبر.
- علاوة على ذلك، هناك تهديد بانقراض أحد أنواع النباتات من كل خمسة أنواع.
أهمية الحفاظ على الحياة البرية
أدرك البشر أهمية تنوع الكائنات الحية التي خلقها الله بعد أن رصدوا التأثيرات السلبية الناتجة عن انقراض بعض الأنواع. فيما يلي أهم فوائد حماية هذه الأنواع:
- تحقيق ازدهار الطبيعة واستغلال جمالها من خلال تنوع النباتات في تحسين البيئة وتزيين المساكن والمنتجعات.
- الاستفادة من الفراء والجلود في صناعة الملابس، مما يسهم إيجابيًا في النشاط الاقتصادي.
- الحصول على اللحوم المفيدة من الحيوانات كغذاء يؤثر بشكل إيجابي على صحة البشر.
- استخدام النباتات في تغذية الحيوانات، وفي الطهي، وصناعة المستحضرات العلاجية والتجميلية.
- تطوير مناطق ترفيهية لجذب السياح، المحاطة بالنباتات وتحتوي على حيوانات تجذب الزوار.
- إجراء الأبحاث والدراسات حول الحيوانات والنباتات لاكتشاف طرق علاج جديدة أو اختبار فاعلية الأدوية.
وسائل الحفاظ على الحياة البرية
تتخذ الحكومات مجموعة من الإجراءات لحماية النباتات والحيوانات، من أهمها:
- توفير الغذاء والماء الملائمين، بالإضافة إلى المأوى المناسب للنباتات والحيوانات.
- الحفاظ على الغابات والمستنقعات من مخاطر الجفاف.
- فرض عقوبات قاسية على الصيد الجائر واستخدام الأسلحة بشكل غير قانوني.
- منع قطع الأشجار داخل وخارج الغابات، وكذلك منع جمع الأخشاب بشكل غير قانوني.
- إدارة الحيوانات المفترسة بشكل مناسب لحماية الفصائل الأضعف من الانقراض.
- تقديم الرعاية المناسبة للنباتات والحيوانات المريضة تحت إشراف مختصين.
دور البشر في المحافظة على الحياة البرية
تقوم الحكومة بدورها في حماية الحياة البرية، وعلى الأفراد الالتزام بالقرارات الحكومية من خلال مراعاة ما يلي:
- التطوع في المنظمات المعنية بتنظيف الشواطئ والمستنقعات من التلوث، ودعم جهود إنقاذ الحياة البرية.
- تجنب إلقاء القمامة في الأماكن غير المخصصة لها للحفاظ على الموارد المائية والطبيعة.
- زراعة أنواع مختلفة من النباتات والأشجار للمحافظة على التوازن البيئي وتعزيز الجمال الطبيعي.
- الامتناع عن شراء المنتجات المصنعة من أجزاء حيوانات مهددة بالانقراض.
- تجنب استخدام المبيدات الحشرية التي قد تضر بالفصائل الحيوانية الأخرى والتي تعتمد على الحشرات كمصدر غذاء.
المحميات الطبيعية في الدول العربية
تمت إنشاء المحميات بهدف الحفاظ على التوازن البيئي والحياة البرية. وفيما يلي أبرز الدول العربية التي أنشأت محميات:
-
مصر: أنشأت 29 محمية طبيعية تغطي 12% من المساحة الكلية للدولة، وتزداد الأعداد لتحقيق حماية مثلى للموارد الطبيعية.
- أكبر محمية تعمل عليها حاليًا تغطي مساحة 35,000 كيلو متر مربع وتقع في الجنوب الشرقي على ساحل البحر الأحمر.
- الأردن: تمتلك 7 محميات، ابتدأت بمحمية الشومري التي تهدف إلى إعادة توطين النعام والغزلان.
- لبنان: أسست محميات تمثل 2% من مساحة الدولة، وأكبرها محمية أرز الشوف، التي تُعتبر موطنًا للعديد من الطيور المهاجرة النادرة.