فهم اضطرابات اللغة وتعريفها

‘ما هي اضطرابات اللغة؟’

تُعرّف اضطرابات اللغة (Language Disorders) على أنها مشاكل في التواصل تؤثر على قدرة الأفراد على التعبير عن أفكارهم أو فهم المتحدثين الآخرين. يمكن أن تتضمن هذه الاضطرابات صعوبات في استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة أو كليهما.

تختلف اضطرابات اللغة عن اضطرابات نطق الصوت (Speech sound disorders)، حيث تتعلق الأخيرة بمشاكل في إنتاج الأصوات. هناك أعراض محددة تميز اضطرابات اللغة، وأسباب متعددة قد تؤدي إليها، سنستعرضها بالتفصيل لاحقًا.

‘متى تبدأ اضطرابات اللغة؟’

غالبًا ما تظهر اضطرابات اللغة وتبدأ في سن الطفولة، حيث تُصيب 10 – 15% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات. عادة ما يتم تشخيص هذه الاضطرابات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 5 سنوات، وتنقسم إلى نوعين:

  • اضطرابات اللغة الاستقبالية:

تعكس الصعوبة في هذه الحالة عدم قدرة الفرد على فهم كلام الآخرين واستيعابه.

  • اضطرابات اللغة التعبيرية:

يعاني الأفراد المصابون من صعوبة في التعبير عن أفكارهم، ويجدون أنفسهم يستخدمون عبارات مثل “أمم” و “آه” بشكل متكرر نتيجة عدم تذكر الكلمات المناسبة.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن تصيب اضطرابات اللغة البالغين أيضاً، وقد تنشأ من:

  • التعرض لإصابة في الدماغ كما في حالة اضطراب الحبسة (Aphasia).
  • تطور اضطرابات اللغة منذ الطفولة.

‘أسباب اضطرابات اللغة’

هناك العديد من الأسباب لاضطرابات اللغة، لكن في كثير من الحالات يبقى السبب غير معروف. من الأسباب المحتملة ما يلي:

  • وجود مشكلة صحية أو إعاقة.
  • تاريخ عائلي للإصابة> بهذه الاضطرابات.
  • إصابة الطفل باضطراب التوحد.
  • تعرض الدماغ لإصابة أو نمو ورم.
  • وجود عيوب خلقية، مثل متلازمة داون أو الشلل الدماغي أو متلازمة X الهشة.
  • مشكلات خلال الحمل أو الولادة، مثل:
    • متلازمة الكحول الجنينية.
    • سوء التغذية.
    • الولادة المبكرة.
    • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

من المهم أن نلاحظ أن تعلم الطفل لأكثر من لغة لا يسبب بحد ذاته اضطرابًا لغويًا، ولكن إذا كان الطفل يعاني من هذه المشكلة، فسوف تظهر الأعراض باللغتين أو أكثر.

‘عوامل خطر اضطرابات اللغة’

تشترك العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات اللغة مع أسبابها المحتملة، ولكن هناك عوامل إضافية قد تسهم في زيادة المخاطر. يجب الإشارة إلى أن وجود أي من هذه العوامل لا يعني بالضرورة إصابة الطفل بالاضطراب، ومنها:

  • فقدان السمع.
  • اضطرابات التفكير.
  • السكتة الدماغية.
  • الشلل الدماغي.
  • فشل النمو.
  • الإصابة بالتوحد.
  • الإصابة بمتلازمة داون.

‘أعراض اضطرابات اللغة’

تختلف أعراض اضطرابات اللغة بحسب نوع الاضطراب الذي يُعاني منه الطفل أو البالغ، ومن الممكن أن يصاب الشخص بأعراض كلا النوعين في آن واحد، وتُعرف هذه الحالة باضطراب اللغة الاستقبالية والتعبيرية المختلط.

يمكن تلخيص الأعراض كما يلي:

أعراض اضطراب اللغة التعبيرية

تشمل الأعراض المرتبطة باضطراب اللغة التعبيرية ما يلي:

  • صعوبة في تشكيل الجمل.
  • قلة المفردات مقارنة بالأطفال الآخرين في نفس العمر.
  • صعوبة في استخدام الكلمات وربط الجمل لشرح الأفكار أو وصف الأشياء.
  • ضعف في القدرة على إجراء محادثات مع الآخرين.
  • استخدام ترتيب خاطئ في نطق الكلمات.
  • تكرار السؤال أثناء التفكير في الإجابة.
  • عدم القدرة على التمييز بين الأزمنة واستخدامها بصورة خاطئة.

على الرغم من أن بعض هذه الأعراض قد تكون جزءًا من التطور الطبيعي للغة لدى الأطفال، إلا أن وجود عدة أعراض غير محسنة بمرور الوقت يمكن أن يدل على اضطراب لغوي.

أعراض اضطراب اللغة الاستقبالية

قد يعاني بعض الأفراد المصابين بهذا الاضطراب من صعوبات في فهم كلام الآخرين، ومن بين الأعراض الشائعة:

  • صعوبة في اتباع الإرشادات في المنزل أو المدرسة.
  • الطفل البالغ من العمر 18 شهرًا قد يجد صعوبة في تنفيذ تعليمات بسيطة.
  • الطفل البالغ من العمر 30 شهرًا قد يكون غير قادر على الرد على الأسئلة.

‘علاج اضطرابات اللغة’

تبدأ خطوات علاج اضطرابات اللغة بزيارة الطبيب لإجراء فحص شامل، وذلك لاستبعاد أو تشخيص مشكلات أخرى مثل اضطرابات السمع. تتنوع الوسائل العلاجية المتاحة وتشمل:

  • العلاج بالنطق واللغة:

يتم تقديمه من قبل أخصائي نطق ولغة باستخدام أساليب متنوعة لتطوير مهارات اللغة، مثل:

  • تعزيز الوعي الصوتي.
  • تنمية المفردات.
  • استخدام الكتب المصورة والألعاب.
  • اتباع تقنيات لتحسين القراءة.
  • إجراء محادثات لدعم مهارات التواصل الاجتماعي.
  • العلاج السلوكي المعرفي والاستشارة:

يساعد الأخصائي الشخص في التعامل مع المشكلات العاطفية والنفسية المتعلقة باضطراب اللغة.

  • الرعاية المنزلية:

يمكن للوالدين وأفراد الأسرة المساهمة في العلاج من خلال:

  • قراءة القصص.
  • الحديث بوضوح وبطء.
  • الاستماع والاستجابة لحديث الشخص.
  • الحفاظ على بيئة هادئة.
  • تشجيع المريض على إعادة التعليمات بكلماته الخاصة.

خاتمة المقال

غالبًا ما تظهر اضطرابات اللغة في مراحل مبكرة من الطفولة، ولكن يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ إذا لم يتم علاجها. يمكن أن يعاني الشخص من صعوبات في التعبير أو فهم كلام الآخرين، أو من كليهما. تتعدد الأسباب والعوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب، ويتطلب العلاج تنسيقًا بين الأطباء المتخصصين وأخصائيي النطق والمقربين من الفرد.

Scroll to Top