تتسم خصائص المذهب المالكي باستمداد الأدلة من مصادر موثوقة مثل القرآن الكريم والسنة النبوية، مما أدى إلى تنوع المصادر التي تعتمد عليها الأحكام الشرعية.
يتميز الحكم في المسائل الفقهية بكونه قائمًا على الرحمة واليسر، مما يجعل المذهب المالكي أحد المذاهب الأربعة الشهيرة التي تبرز سهولتها في بناء الأحكام الشرعية، فقد تم تدريسه في عدة معاهد وجامعات.
خصائص المذهب المالكي
يتفق متبعو المذهب المالكي على وجود خصائص متميزة تجعل منه فريدًا، ومن هذه الخصائص ما يلي:
- الاعتماد الأساسي على المصادر الشرعية، مثل القرآن والسنة.
- تنوع المصادر المستخدمة في استنباط الأحكام، دون الاقتصار على واحد منها.
- إجازة الاستناد إلى بعض الأحاديث ذات السند الضعيف، شرط ألا تضر بالدين، وهذه من أبرز نقاط قوة المذهب المالكي.
- تمحيص المسائل الفقهية من منظور الرحمة والإحسان.
- عدم وجود خلاف أو جدل حول مبادئ هذا المذهب.
- مراعاة الأحكام الفقهية مع تطورات الأزمنة المختلفة.
- تجديد المذهب وعدم تقييده بفترة زمنية معينة.
- إصدار الأحكام بشكل دقيق مع القيام بالبحث الكافي لتقديم الحكم الملائم.
- مراعاة النتائج المترتبة على الأحكام مهما كان نوعها.
تعريف المذهب المالكي
يمكن تعريف المذهب المالكي بأنه مجموعة من الاجتهادات الفقهية التي توافق عليها عدد من الفقهاء، مستندين في آراءهم إلى مواقف الصحابة والتابعين.
من هو الإمام مالك؟
ينتسب المذهب المالكي إلى الإمام مالك بن أنس، وفيما يلي أهم المعلومات عنه:
- الاسم: الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، وينتمي إلى قبيلة يمنية تعرف بأصبح.
- تاريخ الميلاد: وُلد في العام الثالث والتسعين للهجرة وتوفي في عام 179 هـ.
- نشأ مالك في بيئة علمية غنية، حيث كان والده من الفقهاء وأعمامه من المحدثين.
- جد مالك كان من التابعين، بينما كان جده أبو عامر صحابيًا شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض الغزوات.
- من صفاته: يتمتع بلون أبيض وقامة طويلة، ويستخدم أفضل أنواع الطيب، كما يميل إلى ارتداء الملابس البيضاء اتباعًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وصف بأنه قليل الكلام وكثير الصمت، من أعلم الناس وأفضلهم خلقًا، خصوصًا في بيته.
- شهد له بعلمه وفضله، حيث قال ابن البر: “كان من أكثر الناس تركًا للشذوذ وأشدهم نقدًا للرجال.”
- لم يقتصر ابن مالك على دراسة الأحكام، بل أبدع أيضًا في مجالات الفلك والنجوم ولديه مؤلفات تدل على ذلك.
- تعددت براعته واجتهاداته في علم الدين وتاريخ الصحابة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
الإمام مالك من معجزات رسول الله
تحظى مكانة الإمام مالك باحترام كبير في كتب الفقه والسيرة، ويعتبر من ضمن المعجزات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الأدلة على ذلك:
- حديث الترمذي الذي جاء فيه: “يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالماً أعلم من عالم المدينة”.
- فسر الحديث بأنه يشير إلى الإمام مالك.
- كما قال ابن عيينة في سنن الترمذي: “سئل من عالم المدينة؟ فقال: إنه مالك بن أنس”.
- نال الإمام مالك شهادة مجموعة من الفقهاء، حيث قال الشافعي: “مالك أستاذي، وعن مالك أخذت العلم، ولم يؤت أحد مثل ما أُتي مالك”.
- ابن عبد البر أشار إلى كثرة الأخبار حول إمامته وعلومه وفضائله، حتى تم تأليف كتب كثيرة في مدحه.
تلاميذ الإمام مالك
تخرج على يد الإمام مالك عدد من الشخصيات البارزة التي تركت أثرًا في خصائص المذهب المالكي، ومن أبرز هؤلاء التلاميذ:
- عبد الرحمن بن القاسم.
- عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون.
- ابن أبي إياس أبو الحسن الخراساني.
- أشهب بن عبد العزيز القيسي.
- عبد الله بن وهب.
- سعيد بن شعبة أبو عثمان الخراساني.
- ابن ذكوان أبو عبد الله الترمذي.
- سليمان بن الجارود أبو داود.
- ابن خداش أبو الهيثم المهلبي.
- ابن الوليد أبو يحمد الحميري.
- أسد بن الفرات.
- أبو عبد الله اللخمي.
مصنفات تتبع المذهب المالكي
تأثر العديد من طلاب الإمام مالك بمذهبه وقاموا بتأليف بعض المصنفات المالكية، ومن أهم هذه المصنفات:
- الموطأ، لمؤلفه مالك بن أنس – رحمه الله.
- الموّازيّة، لمؤلفه ابن الموّاز.
- الواضحة في السنن والفقه، لمؤلفه السلمي.
- عيون الأدلة في مسائل الخلاف بين فقهاء الأمصار، لمؤلفه أبي الحسن القصار.
- المبسوط في الفقه، لمؤلفه أبي إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي.
- العُتبيّة، لمؤلفه العتبي.
- التلقين، لمؤلفه القاضي عبد الوهاب بن نصر.
- المجموعة، لمؤلفه محمد بن إبراهيم بن عبدوس.