تقرير شامل عن ظاهرة النينيو وتأثيراتها البيئية والمناخية

مفهوم ظاهرة النينيو

تشير ظاهرة النينيو في مجالات علم المحيطات والمناخ إلى الحالة الشاذة التي تتمثل في ارتفاع درجات حرارة المياه بشكل غير اعتيادي على طول الساحل الغربي الاستوائي لأمريكا الجنوبية. تحدث هذه الظاهرة كل عدة سنوات وقد تؤدي إلى آثار سلبية على قطاعات مثل الصيد والزراعة والطقس المحلي في المناطق الممتدة من الإكوادور وصولاً إلى تشيلي. إضافةً إلى ذلك، تساهم في تغييرات مناخية بعيدة المدى تؤثر على منطقة المحيط الهادئ الاستوائية وأحيانًا على قارات آسيا وأمريكا الشمالية.

العوامل المسببة لظاهرة النينيو

تنجم ظاهرة النينيو عن تفاعلات معقدة وقوية بين المحيط والغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تغييرات ملحوظة تدوم لعدة أشهر في النظام المناخي. يُستخدم مصطلح “النينيو” حاليًا للإشارة إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر الذي يحدث دورياً، ويتمركز عادةً في المنطقة الاستوائية الشرقية والوسطى للمحيط الهادئ. يُعتبر هذا الأمر مختلفًا تمامًا عن ظاهرة “النينيا”، حيث يكون سطح البحر أبرد من المعتاد في نفس المنطقة. تتوالى موجات النينيو والنينا بطريقة غير منتظمة على مدار السنوات، ويطلق عليها التذبذب الجنوبي للنينيو، وهو يشير إلى تقلبات الضغط الجوي بين الشرق والغرب في المحيط الهادئ الاستوائي المرتبطة بموجات النينيو والنينا.

التأثيرات المعتادة لظاهرة النينيو

تنتج ظاهرة النينيو العديد من التأثيرات العالمية نظرًا لتأثير المياه الدافئة في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي على المناخ العالمي. تشير الدراسات إلى أن ظاهرة النينيو التي حدثت في عامي 1982 و1983 أدت إلى خسائر تُقدّر بأكثر من 10 مليارات دولار نتيجة التغييرات المناخية العالمية. تتسبب هذه الظاهرة أيضًا في تقوية الرياح وتوفير ضغوط هوائية أكثر استقرارًا فوق المحيط الأطلسي، مما يصعّب من تشكيل الأعاصير، بينما تزيد درجات حرارة المحيط المرتفعة عن المتوسط من احتمالية حدوث الأعاصير في المحيط الهادئ الشرقي.

تعزز ظاهرة النينيو من معدلات الهطول في المنطقة الجنوبية من الولايات المتحدة، الممتدة من كاليفورنيا إلى الشاطئ الأطلسي. وفي الأوقات التي تزداد فيها الغيوم، تميل درجات الحرارة إلى الانخفاض عن المعدلات المتوسطة في الشتاء بالولايات المتحدة، بينما تميل درجات الحرارة في المناطق الشمالية إلى أن تكون أعلى من المتوسط. كما تلاحظ زيادة في معدلات الهطول في دول مثل بيرو وتشيل وإكوادور خلال سنوات النينيو، كما ينخفض معدل صيد الأسماك في أمريكا الجنوبية حيث تهاجر الكائنات البحرية نحو الشمال أو الجنوب بعيدًا عن المياه الباردة. تؤثر ظاهرة النينيو أيضًا على معدلات الهطول في مناطق أخرى، مثل إندونيسيا وشمال شرق أمريكا الجنوبية، مما يؤدي إلى جفاف البيئة هناك. علاوةً على ذلك، ترتفع درجات الحرارة في أستراليا وجنوب شرق آسيا عن المعدلات المعتادة، وقد تؤثر ظروف الجفاف الناتجة عن النينيو على مناطق متعددة بما في ذلك جنوب أفريقيا، الهند، جنوب شرق آسيا، أستراليا، وجزر المحيط الهادئ، وكذلك المروج الكندية.

Scroll to Top