تتجدد الأسئلة مع اقتراب شهر رمضان المبارك حول حكم صلاة التسابيح وفضلها وطرق أدائها، بالإضافة إلى الأحاديث التي تناقلها علماء المسلمين عن هذه الصلاة. تعتبر صلاة التسابيح من الصلوات التي اعتاد المسلمون على أدائها في شهر رمضان، وفيما يلي نستعرض أبرز المعلومات المتعلقة بحكمها وفضلها وطريقة أدائها.
ما هي صلاة التسابيح؟
- تُعد صلاة التسابيح من الصلوات النافلة التي تغتنم في شهر رمضان الكريم.
- تتضمن الصلاة 300 تسبيحة، وسميت بهذا الاسم نظرًا لكثرة التسبيح فيها.
حكم صلاة التسابيح وفضلها
صلاة التسابيح تُعتبر موضوعًا مثارًا للجدل حول حكمها وفضلها، حيث اختلف العلماء في مواقفهم بهذا الشأن.
تتعدد الآراء بشأن حكم صلاة التسابيح، وفيما يلي أبرز هذه الآراء:
1 ــ الرأي الأول
يرى الشافعية أن صلاة التسابيح من الأمور المستحبة.
2 ــ الرأي الثاني
يذهب الحنفية إلى اعتبار صلاة التسابيح صلاة مستحبة في أي وقت، دون وجود كراهة لها.
3 ــ الرأي الثالث
- تعتبر المالكية أن الحديث حول صلاة التسابيح ليس صحيحًا ولا يستند إلى أساس قوي.
- كما أشار الإمام الترمذي إلى ضعف الحديث.
4 ــ الرأي الرابع
- يعتقد الحنابلة أن صلاة التسابيح ليست مستحبة، حيث إنه لم يُثبت حديث صحيح بشأنها.
- وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم مع عمه العباس، قال: “يا عم، ألا أصلُكَ، ألا أنفعُكَ…”.
- ثم أوضح له كيفية الصلاة.
وبسبب اختلاف العلماء، ظهرت عدة آراء حول صحة الحديث، فيما يلي أهمها:
- الرأي الأول: اعتبر بعض العلماء أن الحديث حسن، وقد أعاد ابن صلاح التأكيد على هذا الرأي.
- الرأي الثاني: رأى آخرون أن الحديث صحيح، ومن بينهم تاج الدين السبكي.
- الرأي الثالث: هناك من الفقهاء من يراه ضعيفًا، مثل النووي.
- يُعتبر صلاة التسابيح عادة فردية، إلا أن الشافعية يبيحون أداءها في جماعة دون إثم، رغم عدم وجود أجر الجماعة.
- لكن يُعتبر تعليم الناس كيفية الصلاة من الأمور المستحسنة.
فضل صلاة التسابيح
تتعدد الأحاديث التي تُبرز فضل صلاة التسابيح، ومنها:
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يُؤديها: “غفرَ اللهُ لك ذنبَكَ أولَهُ وآخرَهُ…”
- قال النبي أيضًا: “إذا كنتَ أعظمَ أهلِ الأرضِ ذنبًا، غُفِرَ لك ذلك.”
- وأوضح الرسول أنه: “لو كانت ذنوبُكَ مثلَ رملٍ عالجٍ، غفرَها اللهُ لك.”
- تساعد صلاة التسابيح في كفارة الذنوب بفضل التسبيح الممارس خلالها.
- روى البخاري: “أن رجلًا أصاب من امرأة قُبلةً، فأتى النبي، فأخبره، فأنزل الله: “وأقم الصلاة طرفي النهار…”
- كما روي أن النبي مر بشجرة يابسة، فضربها بعصاه، فتساقط ورقها، فقال: “إن الحمد لله…”
- وفي صحيح مسلم: “أحب الكَلامِ إلى الله أربعٌ: سبحان الله، والحمد لله…”
- هذا يدل على فضل صلاة التسابيح، التي تجمع بين الصلاة وفضائل الذكر.
وقت صلاة التسابيح
يمكن أداء صلاة التسابيح في أي وقت من اليوم، مع تجنب الأوقات التي رُجحت كراهيتها في الأحاديث.
توجد أوقات يُنهي فيها الصلاة التي لا سبب لها، وهي كما يلي:
1 ــ أوقات الكراهة المرتبطة بالزمان
- تتضمن أوقاتًا لا ينظر فيها إلى الشخص أثناء الصلاة، مثل وقت طلوع الشمس حتى ترتفع بمقدار رمح.
- وقت استواء الشمس حتى تزول.
- وقت اصفرار الشمس حتى الغروب.
2 ــ أوقات النهي الخاصة بأداء الصلاة وفق الوقت
- بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس.
- بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.
الطريقة الصحيحة لأداء صلاة التسابيح
تتكون صلاة التسابيح من 4 ركعات، ويختلف العلماء في طريقة أدائها، حيث توجد اثنتان من الآراء:
1 ــ الطريقة الأولى
نُقل عن ابن عباس حديث النبي لعمه العباس حول فضل صلاة التسابيح وكيف أدائها:
- تُصلى 4 ركعات متتالية دون فاصل بينهما.
- يقرأ المسلم في كل ركعة الفاتحة وسورة قصيرة من القرآن.
- في الركعة الأولى، يُسَبِّح 10 مرات: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، الله أكبر”.
- يُجرى ذلك في الركوع والقيام والسجود بنفس العدد.
- وأخيرًا يخرج بذلك مجموع 75 تسبيحة في أربع ركعات.
2 ــ الطريقة الثانية
- تعتمد على ما قاله ابن المبارك:
- إذا كانت الصلاة في الليل، يُفضل صلاتها ركعتين ركعتين.
- أما في النهار، فالأفضل أن تؤدى كأربع ركعات، ويمكن التسليم بينهما.
- يعتمد هذا على ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاة الليل مثنى مثنى”.
- يجب قراءة الفاتحة وسورة من القرآن، ثم تسبيح 15 مرة.
- يتكرر نفس التسبيح عند الركوع والسجود.
الدعاء الخاص بصلاة التسابيح
من المستحب الدعاء بعد الانتهاء من صلاة التسابيح، حيث يُدعى بما يلي:
- بعد التشهد وقبل التسليم، يُفضل قول: “اللهم إنّي أسألك توفيق أهل الهدى… حتى أتوكل عليك في الأمور…”
- على الرغم من ضعف الحديث حول هذا الدعاء، إلا أن الدعاء بعد التشهد يُعتبر من الأمور المحبوبة.