تشخيص مرض الشقيقة
لا يوجد اختبار محدد لتشخيص مرض الشقيقة، حيث يعتمد التشخيص عادةً على تحديد نمط الصداع المتكرر والأعراض المرتبطة به. يجب الإشارة إلى أن أعراض الصداع النصفي قد تكون غير متوقعة، حيث يمكن أن تحدث نوبات الصداع النصفي أحيانًا دون ظهور أي أعراض أخرى. لذلك، قد يستغرق الوصول إلى تشخيص دقيق بعض الوقت.
يتعين على الأفراد الذين يعانون من صداع منتظم أو أي أعراض تعكس الإصابة بمرض الشقيقة أو الصداع النصفي مراجعة الطبيب للتأكد من صحة التشخيص. فالحصول على تشخيص دقيق يعد أمرًا بالغ الأهمية لبداية العلاج المناسب الذي يساعد على تخفيف الأعراض والوقاية من تكرار النوبات. ويجب على الطبيب أخذ العلاجات الأخرى التي يقوم المريض بتناولها بعين الاعتبار عند اختيار العلاج المناسب للشقيقة.
أسس يعتمد عليها الطبيب في تشخيص الشقيقة
نظرًا لعدم وجود اختبار فعلي لتشخيص الشقيقة، يعتمد الأطباء بشكل أساسي على التاريخ الطبي للمريض واستبعاد الأسباب الأخرى لنوبات الصداع. وعادةً ما يتضمن تشخيص الشقيقة ما يلي:
- تسجيل تفاصيل دقيقة حول الصداع والأعراض المرتبطة به، بالإضافة إلى تحليل خصائص الصداع مثل عدد النوبات، وشدة الألم، والأعراض المرافقة، وتأثيرها على الحياة اليومية، وأهمية معرفة التاريخ العائلي للصداع.
- إجراء فحص شامل يشمل تقييم عصبي كامل. كما يمكن أن تساعد بعض الفحوص مثل التصوير بالطبقي المحوري أو التصوير بالرنين المغناطيسي وEEG واختبارات الدم الروتينية في استبعاد الأسباب الأخرى للصداع، لكنها ليست مخصصة لتشخيص الشقيقة مباشرة.
تشخيص مرض الشقيقة غير المصحوب بالأورة
يمثل نوع الشقيقة غير المصحوب بالأورة حوالي 70-75% من حالات مرض الشقيقة وفقًا لتقرير صادر عن المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي في عام 2019. وعادةً ما يتم تشخيص هذا النوع بعد الانتباه إلى خمس نوبات على الأقل من الصداع، ويجب أن تتوافق مع المعايير التالية:
- استمرار نوبات الصداع من 4 إلى 72 ساعة، بشرط ألا تكون قد تلقت العناية الطبية أو أن العلاج لم يكن صحيحًا.
- إظهار الصداع لسمتين أو أكثر من السمات التالية:
- الشعور بألم في جانب واحد من الرأس.
- أن يكون الألم نابضًا.
- أن تتراوح شدة الألم بين متوسطة إلى شديدة.
- تفاقم الألم بسبب الأنشطة البدنية المعتادة أو عدم القدرة على القيام بالأنشطة بسبب الألم.
- وجود واحدة على الأقل من الأعراض التالية مصاحبة للصداع:
- الغثيان.
- التقيؤ.
- تجنب الضوء أو الصوت.
تشخيص مرض الشقيقة المصحوب بالأورة
تشير التقارير إلى أن نحو 25-30% من الأشخاص يعانون من مرض الشقيقة المصحوب بالأورة، وذلك حسب تقرير نشر في المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي عام 2017. تتضمن الأورة مجموعة من الاضطرابات مثل رؤية أشكال أو نقاط مضيئة، أو عدم القدرة على الرؤية، أو الشعور بوخز مثل الدبابيس في الأطراف. يُشخص الصداع النصفي المصحوب بالأورة عندما يعاني الشخص من نوبتين على الأقل تتوافقان مع المعايير التالية:
- أن يكون الصداع مصاحبًا لواحدة أو أكثر من أعراض الأورة القابلة للعكس تمامًا، مثل الأعراض البصرية أو الحركية أو المتعلقة بالكلام.
- أن يظهر الصداع ثلاث سمات على الأقل من السمات التالية:
- استمرار عرض من أعراض الأورة لخمس دقائق أو أكثر.
- ظهور أكثر من عرض من أعراض الأورة بشكل متتابع.
- استمرار عرض واحد من أعراض الأورة لفترة تتراوح بين 5 إلى 60 دقيقة.
- الشعور بعرض واحد من أعراض الأورة في جانب واحد فقط من الجسم.
- الشعور بوخز يشبه وخز الإبر.
- حدوث الصداع بصورة متزامنة أو بعد ظهور أعراض الأورة لمدة 60 دقيقة.
تشخيص مرض الشقيقة المزمن
تشير التقارير إلى أن حوالي 1% من الأشخاص يعانون من صداع الشقيقة المزمن حسب تقرير المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي عام 2016. وذلك عند ملاحظة نفس الأعراض المذكورة مسبقًا مع الصداع النصفي المصحوب بالأورة أو بدونه. يمكن تشخيص الصداع النصفي المزمن إذا استمرت الأعراض لمدة ثمانية أيام على الأقل شهريًا ولمدة تتجاوز الثلاثة أشهر، أو في بعض الحالات تتطلب الأعراض أكثر من 15 يومًا في الشهر لأكثر من ثلاثة شهور، حسب رؤية الطبيب لحالة المريض.
التشخيص التفريقي للصداع النصفي
يستلزم التشخيص الدقيق لمرض الشقيقة التمييز بين أعراض الأنواع المختلفة للصداع. تتميز نوبات الصداع الناتجة عن الشقيقة بالاستمرار لفترات طويلة، حيث تمتد بين ساعات إلى أيام، وعادة ما تكون فترة غياب الأعراض أطول من فترة ظهورها، مما يجعل معدل حدوثها يصل إلى مرة واحدة شهريًا. وفيما يلي تفصيل لبعض الأنواع الأخرى من الصداع:
- الصداع التوتري: هو أكثر أنواع الصداع شيوعًا، حيث يظهر الألم على جانبي الرأس بدون الشعور بنبض. تتراوح نوبات الصداع بين نصف ساعة إلى سبعة أيام، ولا تتداخل مع الأنشطة اليومية.
- الصداع الارتدادي: يحدث هذا النوع بشكل يومي أو شبه يومي، ويمكن أن يرتبط بالإصابة بألم عند الاستيقاظ، وقد يرتبط بالتوقف عن تناول بعض الأدوية.
- الصداع العنقودي: يتميز بألم شديد في جانب واحد من الرأس يترافق مع أعراض مثل سيلان الدموع واحتقان الأنف. قد تحدث النوبات عدة مرات في اليوم.
- الصداع المستمر اليومي الجديد: يظهر بشكل مفاجئ على جانبي الرأس ولا يستجيب للعلاج.
- صداع الجيوب الأنفية: يرافقه ألم عميق مستمر مع أعراض أخرى مثل احتقان الأنف.
- صداع الإفراط في تناول الدواء: ينتج عن استخدام مفرط لمعالجة آلام الرأس مثل الأدوية الموصوفة أو المسكنات.
تساعد الملاحظات اليومية المتعلقة بنوبات الصداع في تحقيق تشخيص دقيق، بالإضافة إلى تقييم فعالية العلاجات. يجب توثيق ملاحظات تشمل وقت ظهور الأعراض، مكان وشدة الألم، مدة النوبة، والأدوية المستخدمة، بالإضافة إلى العوامل الأخرى المؤثرة مثل النوم والتمارين.
حالات تستدعي التدخل الطبي
يُوصى الأشخاص الذين يعانون من صداع متكرر بتدوين مواعيد النوبات وطرق العلاج. كما ينبغي عليهم استشارة الطبيب في حال تغير نمط حدوث النوبات أو إذا ظهرت أي من الأعراض التالية:
- صداع مفاجئ وحاد يختلف عن أي صداع سبق للشخص وأن شعر به.
- تكرار النوبات لأكثر من خمسة أيام شهريًا رغم إمكانية السيطرة عليها بالأدوية.
- ظهور صداع بعد بلوغ الخمسين من العمر.
- صداع يتبع تعرض الشخص لإصابة في الرأس، خاصةً إذا تفاقم لاحقًا.
- تفاقم الصداع بعد السعال أو الإجهاد.
- الشعور بضعف أو شلل في جانب واحد من الجسم.
- صداع مصحوب بحمى، تصلب في الرقبة، ارتباك، تشنجات، رؤية مزدوجة، ضعف أو وخز، أو صعوبة في الكلام.