تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة

دولة الإمارات العربية المتحدة

تُعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى الدول العربية الإسلامية الكائنة في شبه الجزيرة العربية، وتُصنَّف ضمن الدول الأكثر تقدمًا على الأصعدة الاقتصادية، التعليمية، والخدمية. عاصمتها إمارة أبوظبي، وتحتضن أيضًا إمارة دبي، التي تعد من بين أكثر المناطق تطورًا على مستوى العالم.

تاريخ الإمارات

يعود أقدم دليل على الاستيطان البشري في الإمارات إلى العام 5500 قبل الميلاد. في تلك الفترة، استخدم السكان أدوات مصنوعة من الصوان عُثر عليها على الساحل الغربي للبلاد، كما تشير الاكتشافات الأثرية إلى تفاعل السكان مع الحضارات الأخرى، لاسيما حضارات ما بين النهرين، من خلال اعتمادهم على تجارة النحاس.

تلت تلك الحقبة فترة من التوسع الذي قامت به المجموعات الساسانية على طول الساحل الشرقي، بالقرب من الجزء الغربي لجبال الحجر. ومن بين الاكتشافات الأثرية المهمة، تم العثور على مواقع مسيحية تعود إلى القرن السابع في منطقة مجمع الرهبانية في جزيرة صير بني ياس.

ظهور الإسلام في الإمارات

انتشر الدين الإسلامي في شمال شرق شبه الجزيرة العربية عقب الرسالة التي بعث بها النبي محمد عبر عمرو بن العاص وأبو العلاء الحضرمي بهدف نشر رسالة الإسلام السمحة. ورغم ذلك، ارتد عدد كبير من الناس عن الإسلام بعد وفاة النبي، مما أدى إلى قيادات معركة في الفجيرة من قبل العديد من الصحابة. بعد ذلك، خضعت الإمارات تحت حكم الأمويين، وشهدت البلاد تطورًا في مختلف القطاعات مثل الملاحة، التجارة البحرية، وصناعة السفن، حيث تم بناء العديد من المعالم الإسلامية مثل المساجد.

عصور الهيمنة الخارجية

تسبب المناخ الصحراوي القاسي في ظهور قبائل بدوية تُمارس أنشطة اقتصادية مثل تربية الحيوانات، الزراعة، والصيد، مما أدى إلى وقوع صراعات بين هذه القبائل والمستوطنين. وقد أسفر ذلك عن سيطرة العثمانيين في القرن السابع عشر على اتحاد بني ياس، المعروف حاليًا بأبوظبي، بينما فرض البرتغاليون سيطرتهم على المستوطنات الساحلية. في تلك الأثناء، بدأ البريطانيون بتنفيذ حملاتهم لحماية التجارة الهندية من التهديدات القادمة من رأس الخيمة، مُبرمين معاهدة لحماية النشاطات التجارية على طول ساحل الخليج العربي.

ازدهرت صناعة اللؤلؤ في الإمارات بحلول نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، مما أسهم في توفير دخل وفرص عمل للشعب. ومع ذلك، كان للحرب العالمية الأولى تأثير عميق على النمو الاقتصادي، وأسفر ذلك عن تدهور الاقتصاد الذي استمر لأكثر من عشر سنوات. لعب البريطانيون بعد ذلك دورًا هامًا في تحقيق بعض التغيرات الإيجابية في عدد من القطاعات الاقتصادية.

في إطار السعي لتحقيق التنمية في البلاد، قام سبعة شيوخ من الإمارات السبعة بتشكيل مجلس يعمل على تعزيز النمو والتطور، حيث أدار مكتب التنمية الذي كان تابعًا للإدارة البريطانية. وفي عام 1952، تم إنشاء مجلس يُعرف بمجلس الإمارات المتصالحة، وتم تعيين الشيخ راشد كمستشار قانوني للمجلس. وقد لعب هذا المجلس دورًا محوريًا في تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة.

Scroll to Top