حديث عن العلاقة بين التواضع لله والرفع من الشأن

حديث: “من تواضع لله رفعه”، يُعرَّف التواضع في الإسلام بأنه التضرع لله والتوجه له بالتذلل والابتعاد عن اللهو وغرور النفس. يُعتبر التواضع من أبرز الصفات التي تعكس الأخلاق الحميدة لدى الفرد، وهو أمر حثَّ عليه ديننا الحنيف، حيث يُعَدُّ من أبرز السمات التي تُميِّز الأنبياء والعديد من الناس الذين يميلون إلى الاحترام وعدم التعامل مع المتكبرين.

شرح حديث: “من تواضع لله رفعه”

يروي حديث: “من تواضع لله رفعه” عن أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله”.

ينقل هذا الحديث الشريف عن سيد الخلق نبي الرحمة العديد من الدلالات، ومنها:

  • المال الذي يمتلكه الفرد لا ينقصه الصدقات.
  • بل يزداد ويحصل على البركة من الله.
  • الصدقة تُعزز من بركة المال وتؤدي إلى الأجر والثواب العظيم.
  • يدعو النص الثاني من الحديث إلى العفو عند القدرة عليه، وهذا يشير إلى عظمة العفو عند الله.
  • بالنسبة لجزء الحديث الأخير، فهو يتحدث عن التواضع لله والبحث عن كرمه.
  • نتيجة التواضع هي الرفعة في الدنيا والآخرة.
  • التواضع يُعتبر خفضًا للنفس الإنسانية إلى مرتبة تُظهر الاحترام للخالق.

التواضع في الإسلام

يعدّ التواضع من الصفات الأساسية التي يتحلى بها الأنبياء، ويتبعه بعض الأشخاص ذوي القلوب الرحيمة. ومن أبرز صفات المتواضع:

  • تنقية القلب من الكبرياء.
  • التخلص من الغرور أمام الله الكريم.
  • قابلية الاستماع للآخرين دون الشعور بالحرج.
  • من سمات الأنبياء الذين اختارهم الله.
  • المتواضع يُستجاب دعاؤه.
  • يحظى بالمساعدة من الله والخلق.
  • الصبر وحب الخير من الفضائل التي يتميز بها الشخص المتواضع.
  • التواضع صفة من صفات الأنبياء والرسل، وهو من الأخلاق الطيبة التي تميزهم.
  • نقتدي بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الذي كان الأكثر تواضعًا.
  • لقد كان يتفاعل بتواضع مع الفقراء وأهل بيته لإدخال السعادة إلى نفوسهم.
  • رُوي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “سئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ فقالت: كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.”
  • رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متواضعاً مع جميع الناس.
  • في حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد”.
  • هذا يعني أن رسول الله حث المسلمين على التواضع لتجنب التعالي.
  • التواضع يجلب الأجر العظيم في الدنيا والآخرة.

آيات قرآنية تحث المسلمين على التواضع

هناك العديد من الآيات القرآنية التي تشجع على التواضع، ومنها:

  • قال الله تعالى في كتابه الكريم: “فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين”.
  • ومن الآيات الدالة على التواضع: “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا”.
  • الشخص المتواضع يُظهر الرحمة للناس ويعمل على مشاركتهم مشاكلهم.
  • كما يقول الله تعالى: “ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا”.
  • هذه الآية تحذر من التكبر وتدعو إلى تواضع الإنسان.

أقوال العلماء في التواضع

قدم عدد من العلماء التفسيرات المتعلقة بالتواضع، ومنها:

  • قال ابن القيم إن التواضع يأتي من فهم أسماء الله وصفاته.
  • أما الشخص المتواضع فيتعرف على عيوب نفسه ويتخلص منها.
  • التواضع يساعد الإنسان على إدراك فضل الله والناس عليه.
  • يبرز التواضع في الطاعة والدعاء.
  • يشير إلى الخشوع لله.
  • التواضع لا يقتصر على التعامل مع الناس بل يشمل أيضا في الملبس والسلوك.
  • قد قال أحد العلماء إن التواضع ليس فقط مع الكبار ولكن أيضًا مع الأطفال.
  • يعتبر التواضع من أفضل الصفات التي يجب على الشخص التحلي بها.
  • روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان الأحسن خلقًا.
  • يتميز التواضع بإعطاء شعور بالأمان والود.
  • وله أهمية كبيرة وأجر عظيم عند الله.

أهمية التواضع وما يترتب عليه

يُعتبر التواضع من سمات المؤمنين والإيمان بالله، مما يجعله في مقدمة الخلائق يوم القيامة، على عكس التكبر. ومن أبرز فوائد التواضع:

  • عزّز التكاتف بين الناس في المجتمع.
  • يساهم في نشر الاستقرار والأمان.
  • يُهذب النفس ويدفعها للتقرب من الله.
  • يساعد الفرد على التعامل بلطف مع الآخرين.
  • يعزز العلاقات بين الأصدقاء والعائلة.
  • يعمل على تحسين السلوك البشري.
  • يمنع الأذى للآخرين.
  • يؤدي إلى تحقيق العدل والرخاء.
  • تشجيع القيم الدينية لدى الأطفال والشباب.
  • إقامة علاقات صادقة قائمة على الحب والاحترام.
  • تحسين صورة الدين وتعزيز فهم المجتمعات الأخرى له.

تخريج حديث “من تواضع لله رفعه”

تتعدد الروايات المتعلقة بهذا الحديث، ومنها:

الرواية الأولى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله”. وقد أخرجه العديد من المحدثين، من أبرزهم مسلم ومالك في الموطأ.

الرواية الثانية

تتابع هذه الرواية الرواية الأولى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال، ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا، ولا تواضع عبد لله إلا رفعه الله”. وقد وردت هذه الرواية في عدة كتب، من بينها المسند.

الرواية الثالثة

هذه الرواية حديث قدسي، يرويه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: “يقول الله -تبارك وتعالى-: من تواضع لي هكذا – ويجعل باطن كَفِّه إلى الأرض، ويُقربها – رفعتُه هكذا – وجعلت باطن كَفِّه إلى السماء ورَفَعْتُها نحو السماء”. وقد وردت هذه الرواية في كتب عدة، منها أحمد في المسند.

معنى الواضع

  • التواضع هو السلوك الذي يجعل الفرد يتجنب الكبرياء، ويعامل الآخرين بأدب واحترام، بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي أو العلمي.
  • الشخص المتواضع لا يرى نفسه أفضل من الآخرين، بل يسعى دومًا إلى التعامل برفق وتواضع.
  • المعنى يأتي من كلمة “وضع” التي تعني تقليل مكانة الفرد ولكن بطرق عظيمة تشجعه.
  • التواضع ليس ضعفًا، بل يعكس القوة الداخلية للتفاعل بشكل إنساني رفيع.

الشرف يزيد التواضع

  • الشرف الحقيقي يتواجد في التواضع، وكلما زادت مكانة الشخص، زادت مكانته في الآخرة.
  • التواضع لا يعني التذلل، بل التعامل بلطف واحترام.
  • الذين يتحلون بالتواضع يحصلون على احترام أكبر من الناس، مما يرفع مقامهم.

التواضع يرفع أهله

  • للتواضع تأثير كبير على رفع منزلة الشخص لدى الله والناس.
  • قد تأتي هذه الرفعة من حب الناس واعتزازهم به.
  • من نتائج التواضع قبول الناس للشخص والمودة، مما يدل على القبول الإلهي.
  • ختامًا، يحقق التواضع مكانة عالية عند الله وعند الخلق، ويجلب للإنسان البركة.
Scroll to Top