تاريخ سنغافورة القديم
تاريخ سنغافورة يمتد إلى عصور قديمة حيث كانت مستوطنة للصيادين والقراصنة، وتعتبر اليوم جزيرة تحاط بالمياه، وقد لعبت دورًا حيويًا كمركز حيوي للإمبراطورية السومرية في مملكة سريفيجايا. يعود اسم الجزيرة إلى العصور الماضية حيث كانت تُعرف باسم (توماسيك) أو (تيماسيك)، والذي يُعتقد أنه مستمد من الكلمة الجاوية (tasek) بمعنى البحر. وتعرضت الجزيرة خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر لهجمات من قِبل راجندرا تشاولا الأول، حاكم مملكة تشاولا في الهند، وفي عام 1275م، خضعت الجزيرة لاعتداءات من الملك كيتاني كريتا ناغارا. طوال منتصف القرن السادس عشر، استمرت الجزيرة كأحد الموانئ المزدهرة مع حركة شحن نشطة.
العهد الاستعماري البريطاني
تمكّن توماس ستامفورد رافلز في عام 1819م من السيطرة على سنغافورة، حيث أسس ميناءً بحريًا ضخمًا يعزز من الأهداف التجارية البريطانية. ومع تقدم الزمن، أصبحت سنغافورة مستعمرة بريطانية في جنوب شرق آسيا، مما جعلها مركزًا استراتيجيًا ذو أهمية كبيرة عسكريًا واقتصاديًا. بحلول القرن العشرين، زادت الحركة النشطة في الميناء، حيث ارتفعت صادرات المواد الخام من دول الشرق إلى الغرب، مما ساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي. وهذا جعله وجهة للعديد من المهاجرين من الهند والصين بحثًا عن فرص عمل. وفي عام 1942م، تعرضت سنغافورة للاحتلال الياباني، ولكنه لم يدم طويلاً وعادت السيطرة البريطانية في عام 1945م بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
مرحلة الاستقلال
في عام 1946م، تحولت سنغافورة إلى مستعمرة تابعة للتاج البريطاني بعد انفصالها عن اتحاد الملايو. وخلال فترة الحكم البريطاني، واجه الشعب السنغافوري صعوبات تتعلق بنقص الغذاء والتضخم، مما أدى لزيادة المطالب بالاستقلال. عملت كافة الأحزاب السياسية بجد لتحقيق هذا الهدف، وبالفعل حصلت سنغافورة على استقلالها جزئيًا في عام 1959م، حيث كانت شؤون الدفاع والسياسة الخارجية لا تزال تحت السيطرة البريطانية، واعتمد اقتصاد البلاد بشكل رئيسي على التجارة مع الملايو. ومع ذلك، تحقق الاستقلال الكامل في أغسطس 1965م، وخروج آخر القوات البريطانية في عام 1971م. ومن اللافت ذكره أن سنغافورة استطاعت تحقيق نجاح اقتصادي كبير واستقرار سياسي، لتصبح واحدة من أكثر الدول الآسيوية رقيًا وازدهارًا.