لقب عبدالله بن مسعود
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، يُعرف بلقب أبو عبد الرحمن. يُعتبر ابن مسعود من أبرز الصحابة، حيث كان أول من جهر بقراءة القرآن الكريم في مكة المكرمة. وذلك استجابةً لرغبة بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين كانوا يتمنون أن يقوم شخص ذو جراءة وقوة من أهل مكة، ولكي يعلن تحديه للمشركين من خلال تلاوة القرآن علنًا. وعلى الرغم من محاولات أصدقائه لثنيه عن ذلك، إلا أنه أصر على القيام بهذه المهمة. وفي اليوم التالي، وقف بالإجهاز في مقامه وقرأ من سورة الرحمن، مما أثار غضب المشركين الذين انطلقوا نحوه ليضربوه، حتى أثروا عليه. إلا أن ابن مسعود أبدى عزيمة قوية، وكان ينوي تكرار المحاولة، لكن أصدقاؤه نصحوه بأن ما فعله كان كافيًا لإيصال الرسالة.
قرب ابن مسعود من رسول الله
تميز عبد الله بن مسعود بقربه الشديد من النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث كان سادس شخص يسلم في الإسلام. وقد لازم النبي في مختلف شؤونه، فكان يشرف على سواكه وطهوره ونعله، وكان يحرص على ستر النبي أثناء اغتساله ويوقظه من نومه. يُذكر أنه كان يدخل بيت النبي دون حجاب، مما جعل الصحابة يعتقدون أنه من أهل بيته. شارك ابن مسعود في غزوة بدر وجميع الغزوات الأخرى مع النبي، كما كان يقيم تلاوة القرآن أمام النبي وكان من الأجواد في حفظه. بجانب حفظه، كان ابن مسعود عالمًا بالتفسير، وكان يسعى جاهدًا لفهم القرآن الكريم وتطبيق آياته بما يرضي الله سبحانه وتعالى، حتى نال تقدير الصحابة في هذا المجال، وكان من أكثر الأشخاص الذين نُقل عنهم في تفسير القرآن الكريم بعد الصحابي ابن عباس رضي الله عنهما.
وفاة ابن مسعود
توفي عبد الله بن مسعود في المدينة المنورة في السنة الثلاثين، وهناك من ذكر أنه توفي في السنتين الثانية والثالثة والثلاثين للهجرة. وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتم دفنه في البقيع.