غدة البروستاتا ودورها الوظيفي
تقع غدة البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate Gland) بين القضيب والمثانة أمام المستقيم، حيث يمر الإحليل (بالإنجليزية: Urethra) من خلال مركز هذه الغدة ليصل إلى القضيب، بما يسمح بتدفق البول وخروجه من الجسم. تقوم غدة البروستاتا بإنتاج سائل يساهم في تغذية وحماية الحيوانات المنوية، ويتم ضغط هذا السائل خلال عملية القذف عبر الإحليل ليخرج مع الحيوانات المنوية على شكل سائل منوي. ويقوم الأسهر (بالإنجليزية: Vas deferens) بنقل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى الحويصلة المنوية (بالإنجليزية: Seminal vesicle) التي تساهم في توفير السائل للمني أثناء عملية القذف. تشهد هذه الغدة تطورًا عبر مرحلتين: الأولى عند البلوغ، حيث يتضاعف حجمها، تليها المرحلة الثانية التي تبدأ تقريبًا ما بين الخامسة والعشرين من العمر وتستمر بالنمو طوال حياة الرجل.
تضخم غدة البروستاتا وأعراضه
يعتبر تضخم البروستات الحميد (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) حالة تتميز بتكاثر وزيادة في العناصر الخلوية داخل غدة البروستاتا، ولا يُعتبر تضخمًا خبيثًا. هذا التضخم يؤثر على تدفق البول ويظهر مجموعة من الأعراض. قد تساهم الأعصاب الموجودة في غدة البروستاتا والمثانة أيضًا في هذه الأعراض، وأبرزها: التبول المتكرر، خاصةً أثناء الليل، الشعور بالعجلة والإلحاح أثناء التبول، صعوبة في بدء عملية التبول، الشعور بالحاجة للضغط والجهد لذلك، توقف تيار البول، تدفق ضعيف للبول، وعدم تفريغ المثانة بالكامل، مما يؤدي إلى الشعور بوجود كمية من البول تبقى في المثانة، بغض النظر عن عدد مرات التبول. عادة ما يحدث هذا التضخم خلال المرحلة الثانية من نمو البروستاتا، إذ يزداد حجمها مع تقدم العمر، حيث تصل نسبة التضخم إلى 50% لدى الرجال بين 51 و60 عامًا، وتصل إلى 90% لدى الرجال الذين تجاوزوا الثمانين عامًا.
علاج تضخم غدة البروستاتا
تنقسم طرق علاج تضخم البروستاتا إلى الفئات التالية:
العلاج الدوائي والعشبي
تشمل العلاجات الدوائية والعشبية المستخدمة لعلاج تضخم غدة البروستاتا ما يلي:
- أدوية حاصرات ألفا (بالإنجليزية: Alpha Blockers): تعمل هذه الأدوية على ارتخاء عضلات البروستاتا والمثانة، مما يساعد في تخفيف الأعراض مثل تحسين تدفق البول وتقليل الانسداد. ومع ذلك، لا تؤدي هذه الأدوية إلى تقليص حجم غدة البروستاتا، وتستخدم عادةً لحالات التضخم المتوسطة إلى الشديدة. يُفضل تجنبها لدى الأشخاص الذين يستعدون لجراحة الساد، وقد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل الدوخة، والإرهاق، وصعوبات في القذف. تشمل الأدوية الشائعة الفائز أوزين (بالإنجليزية: Alfuzosin) وتيرازوسين (بالإنجليزية: Terazosin) ودوكسازوسين (بالإنجليزية: Doxazosin) وتامسولوسين (بالإنجليزية: Tamsulosin).
- مثبطات مختزلة ألفا-5 (بالإنجليزية: 5α-Reductase inhibitors): تمنع هذه الأدوية تشكيل هرمون ديهدروتستوستيرون (بالإنجليزية: Dihydrotestosterone) الذي يتراكم في غدة البروستاتا ويساهم في نموها. وعلى الرغم من تقليل حجم البروستاتا، قد تسبب انخفاض الرغبة الجنسية وصعوبات في الانتصاب. من بين هذه الأدوية فيناسترايد (بالإنجليزية: Finasteride) ودوتاستيرايد (بالإنجليزية: Dutasteride). يُذكر أنه يمكن استخدام هذين النوعين من الأدوية معًا لزيادة فعالية العلاج، لكن ذلك قد يزيد من احتمالية ظهور الأعراض الجانبية.
- العلاج بالأعشاب: تتضمن بعض العلاجات الطبيعية الشائعة نبتة البلميط المنشاري (بالإنجليزية: Saw palmetto)، على الرغم من عدم ثبوت فعالية هذه النبتة علميًا حتى الآن، إلا أنها تُستخدم بشكل شائع بين المرضى.
الإجراءات الجراحية طفيفة التوغل
يمكن اعتماد الإجراءات الجراحية طفيفة التوغل (بالإنجليزية: Minimally invasive surgeries) لعلاج تضخم البروستاتا، حيث يتم اختيار الإجراء وفق حجم الغدة والحالة الصحية للمريض ورغباته الشخصية. يجب أن تُؤخذ في الاعتبار أن هذه الإجراءات قد تتطلب إعادة تطبيقها أو القيام بإجراءات أخرى لاحقًا، وقد تؤدي إلى آثار جانبية كالقذف الرجعي (بالإنجليزية: Retrograde ejaculation) وضعف الانتصاب. تشمل هذه الإجراءات ما يلي:
- دعامة البروستاتا (بالإنجليزية: Prostatic Stent): جهاز شبيه بالزنبرك يُثبت داخل الإحليل لتأمين بقاءه مفتوحًا.
- الموجات فوق الصوتية عالية التكثيف (بالإنجليزية: High Intensity Focused Ultrasound): تُستخدم الأشعة فوق الصوتية لرفع درجة حرارة البروستاتا بشكل مؤذٍ، مما يؤدي إلى موت أنسجتها.
- تخثر الليزر الخلالي (بالإنجليزية: Interstitial Laser Coagulation): يتم إدخال منظار عبر المثانة واستخدام الليزر لإحداث ثقب وحرق أنسجة البروستاتا.
- التبخير الكهربائي للبروستاتا عبر الإحليل (بالإنجليزية: Transurethral Electroevaporation of The Prostate): خضوع المريض لإجراء يتم فيه تمرير قطب كهربائي عبر الإحليل لمنطقة البروستاتا لإحداث تبخير.
- رافع البروستاتا (بالإنجليزية: UroLift): إجراء زراعة بسيطة بخاصية رفع البروستاتا لفتح مجرى البول المسدود.
- القسطرة (بالإنجليزية: Catheterization): وضع أنبوب داخل المثانة لتصريف البول.
العمليات الجراحية
تُعتبر العمليات الجراحية ضرورية أحيانًا في حال عدم استجابة تضخم البروستاتا للعلاج الدوائي، خاصةً في الحالات الحادة. تتضمن العمليات الجراحية الخيارات الأفضل في الحالات التي يُعاني فيها المريض من صعوبة في التبول، تلف في الكلى، التهابات متكررة في المسالك البولية، أو نزيف كبير. تشمل هذه العمليات:
- استئصال البروستاتا عبر الإحليل (بالإنجليزية: Transurethral Resection of the Prostate): تُعطي هذه العملية نتائج إيجابية دون الحاجة لإجراء جروح.
- شق البروستاتا عبر الإحليل (بالإنجليزية: Transurethral Incision of the Prostate): تُستخدم عندما تكون البروستاتا صغيرة لكنها تسد مجرى البول بشكل كبير، حيث يتم إجراء شقوق صغيرة لتوسيع الإحليل. قد تتضمن آثارها الجانبية احتباسًا مؤقتًا للبول، وعدم القذف عند بلوغ الذروة، وسلس البول.
تشخيص تضخم غدة البروستاتا
تشمل طرق تشخيص تضخم البروستاتا ما يلي:
- دراسة التاريخ المرضي وتقييم أعراض تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: BPH Symptom Score Index)، وهو مؤشر يُساعد في تصنيف الحالة.
- إجراء الفحص الجسدي وفحص المستقيم بالإصبع (بالإنجليزية: Digital rectal exam) للتحقق من حالة البروستاتا.
- تحليل عينة البول (بالإنجليزية: Urinalysis).
- اختبار مستضد البروستاتا المحدد (بالإنجليزية: Prostate-specific antigen) لفحص مستواه في الدم.
- قياس حجم البول المتبقي بعد التبول (بالإنجليزية: Post-void residual volume).
- فحص تباين تدفق البول (بالإنجليزية: Uroflowmetry).
- تنظير المثانة (بالإنجليزية: Cystoscopy) لرؤية الإحليل والمثانة.
- فحص ديناميكا البول (بالإنجليزية: Urodynamic pressure) لقياس الضغوط أثناء عملية التبول.
- فحص المثانة باستخدام الأشعة فوق الصوتية.
فيديو حول تضخم البروستاتا وعلاجه
للمزيد من المعلومات حول علاج تضخم البروستاتا، يرجى مشاهدة الفيديو.