لقب موسى عليه السلام وأهميته في التاريخ الإسلامي

لقب موسى عليه السلام كليم الله

لقب موسى -عليه السلام- بكليم الله، وذلك بسبب تكليم الله -عز وجل- له، حيث يشير هذا اللقب إلى المكانة الرفيعة التي يتمتع بها، إذ يعتبر تمييزًا له عن سائر أنبياء بني إسرائيل؛ فهو النبي الوحيد الذي انفرد الله -تعالى- بالتحدث إليه مباشرة. يقول الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)، مما يدل على أن الله -تعالى- خاطب موسى بكلام خاص لا يعرف ماهيته وكيفيته إلا هو، وكان ذلك في بداية نبوته بعد أن غادر أرض مدين.

مكان تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام

تكلم الله -عز وجل- مع موسى -عليه السلام- عند جبل يعرف بجبل الطور، وهو يقع في سيناء بمصر، وقد حدث هذا التكليم في الجهة اليُمنى من هذا الجبل بالذات، حيث أنزل الله -تعالى- التوراة هناك. والطر يُشير إلى الجبل الذي تنمو فيه الأشجار.

وقد أقسم الله -سبحانه وتعالى- بجبل الطور في سورة التين، حيث قال تعالى: (وَطُورِ سِينِينَ)، مما يدل على القدسية التي اكتسبها هذا المكان نتيجة لتكليم الله -تعالى- لموسى -عليه السلام- عنده.

ما الذي كلم الله موسى به

تحدث الله -عز وجل- مع موسى -عليه السلام- عند وصوله إلى جبل الطور حول عدة أمور، نلخصها كالتالي:

  • أعلمه الله -تعالى- بأنه اختاره واصطفاه من بين الناس، مما يستوجب عليه الانصات والامتثال للوحي الذي سيوحي به الله -تعالى-.
  • أوضح له الله -تعالى- أنه هو الخالق الوحيد لهذا الكون، ويجب أن تُعبَد عبادته بإخلاص وبدون إشراك أحد معه.
  • أكد عليه أهمية إقامة الصلاة ودوام ذكر الله -تعالى-، فهو وحده المستحق للعبادة.
  • أخبره أنه قد أخفى موعد الساعة عن البشر، وأن لا أحد يعلم بموعدها سواه، مما يوجب على البشر أن يكونوا دائمًا في حالة حذر وتأهب، وأن يوم القيامة هو يوم الحساب.
  • نبهه بضرورة عدم الإنصات للكفار الذين يصدون عن سبيل الله -تعالى-، مُشيرًا إلى أن اتباعهم سيؤدي إلى الهلاك والضياع في الدنيا والآخرة.

مميزات وفضائل موسى عليه السلام

قد منح الله -تعالى- موسى -عليه السلام- مجموعة من الفضائل التي تميزه عن باقي الأنبياء، ومن أبرزها:

  • اصطفاء الله -تعالى- له، حيث خصه بكلامه، كما جاء في قوله تعالى: (قالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي).
  • استجابة الله -عز وجل- لدعائه من خلال إرسال أخيه هارون ليكون نبيًا معه إلى بني إسرائيل، كما في قوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هرون نَبيّاً).
  • إرساله من قبل الله -تعالى- إلى بني إسرائيل وتأييده بكتاب يؤكد صدق نبوته.
  • جعل موسى -عليه السلام- من أولي العزم من الرسل.

لقد منح الله -تعالى- موسى -عليه السلام- لقب كليم الله، حيث كلمه في وادي عند جبل الطور، وأوصاه بمجموعة من الأمور الهامة التي تشمل الإيمان بالله -تعالى- وحده، وإخلاص العبادة له، والإيمان بالساعة دون معرفة موعدها. وبذلك، يصبح موسى -عليه السلام- واحدًا من خيرة الأنبياء الذين اختارهم الله -تعالى-.

Scroll to Top