الغدد الليمفاوية
تنتشر الغدد الليمفاوية في جميع أنحاء الجسم كجزء من الجهاز الليمفي. توجد هذه الغدد في مناطق داخلية مثل البطن والحلق والبلعوم والصدر، بالإضافة إلى مناطق خارجية كالعنق والفخذ والإبط. تلعب الغدد الليمفاوية دورًا حيويًا في حماية الجسم من الأمراض، الدفاع عن الجسم، ومكافحة الميكروبات والأجسام الغريبة التي تدخل الجسم. كما تساهم في إنتاج خلايا المناعة، وتظهر عادةً عند الإصابة بالأمراض المعدية والجروح والالتهابات. في بعض الحالات، قد تتضخم الغدد الليمفاوية وتنتفخ، مما يشير إلى احتمال الإصابة بمرض يتطلب استشارة طبية.
تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة عند الأطفال
تعتبر الغدد الليمفاوية من أكثر الغدد عرضة للتورم. يحدث تضخمها جزئيًا أو كليًا نتيجة الإصابة بأمراض معدية، ويُلاحظ بشكل خاص في منطقة الرقبة. يتعرض الأطفال للعديد من هذه الأمراض المعدية، مثل التهاب الحلق والبلعوم، بالإضافة إلى الإصابة بالجروح والخدوش في مناطق مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى التهاب وتعفن تلك المناطق، وبالتالي تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة. يُعتبر هذا التضخم رد فعل طبيعي من الجهاز المناعي عند الطفل، وفي بعض الحالات قد يشير إلى بداية الإصابة بأمراض خطيرة.
أسباب تضخم الغدد الليمفاوية
- وجود خلل في وظائف الغدد الليمفاوية نتيجة الإصابة ببكتيريا معينة، أو مرض السل، وأحيانًا نتيجة لتعفن ناتج عن خدوش القطط، مما يؤدي إلى التهاب الأنف والأذن والحنجرة، وبعض الأمراض الفموية.
- دخول الفيروسات إلى الجسم التي تحفز الغدد الليمفاوية على إنتاج كريات الدم البيضاء للدفاع عن الجسم، مما يؤدي إلى تضخمها.
- الإصابة بأمراض مثل الحصبة الألمانية والإيدز الناتجة عن فيروس يستهدف الخلايا الضخمة.
- فوائد بعض الطفيليات مثل التوكسوبلازما، والتي تنتقل من خلال القطط وتسبب مشاكل خطيرة للأم الحامل والجنين.
- الإصابة بأمراض خبيثة مثل ابيضاض الدم واللوكيميا، وسرطانات أخرى.
علاج تضخم الغدد الليمفاوية
يعتبر تورم الغدد الليمفاوية الناتج عن الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية من الحالات الشائعة التي لا تشكل خطرًا كبيرًا ولا تستدعي القلق، مثل التضخم الناتج عن التهابات الحلق والبرد. يكفي معالجة المرض المسبب حتى يعود التورم إلى طبيعته. أما في حالات التضخم أو التورم الذي يحدث دون وجود مرض معين ويصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الطفل، فإنه حالة أكثر جدية تتطلب مراجعة طبيب مختص للحصول على العلاج المناسب. قد يقوم الطبيب بفحص الغدد لتحديد الأسباب والأعراض والتاريخ الطبي للمريض، وفي حالات نادرة، يمكن أن يُطلب أخذ عينة من الغدة لتحليلها والتأكد من عدم وجود مرض أو ورم خبيث. من دون أدنى شك، فإن الكشف المبكر عن سبب الإصابة يساعد في تقديم العلاج الملائم بشكل سريع، مما يمنع تفاقم الحالة. عمومًا، تحتاج الغدد عادةً إلى فترة أسبوع لتعود إلى حالتها الطبيعية بعد تناول الأدوية المناسبة.