العوامل المناخية وأثرها على الغطاء النباتي
المناخ هو الوسط الذي يجمع مجموعة من الأحوال الجوية التي تمتد على فترات زمنية طويلة. وتتضمن عناصر المناخ الأساسية الحرارة والأمطار والرطوبة والرياح، حيث تؤثر هذه العوامل بشكل مباشر على سطح الأرض وما يحتويه من حياة ومواد غير حية. يتجلى تأثير عناصر المناخ على المواد غير الحية في عمليات التعرية، بينما يكون لها تأثير عميق ومباشر على إنتاج الكتلة الحيوية على سطح الكرة الأرضية.
يحدد نوع وكثافة الغطاء النباتي في منطقة معينة مقدار وجود الإنسان والحياة الحيوانية فيها، مما يؤدي بدوره إلى تحديد إنتاج الكتلة الحيوية في تلك المنطقة. تُعتبر النباتات المصدر الأساسي الذي يعتمد عليه النظام البيئي المتوازن، لذا من المهم فهم تأثير عناصر المناخ على الغطاء النباتي بشكل عام.
أثر عناصر المناخ على الغطاء النباتي
درجة الحرارة
تلعب درجة الحرارة دورًا حاسمًا في تحديد فترة نمو النباتات وأنواعها. لذا، نجد أن هناك تخصصاً في الزراعات حيث أن بعض الأنواع لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة، بل تحتاج إلى درجات حرارة عالية خلال مراحل نموها ونضوجها. بينما تحتاج أنواع أخرى إلى رطوبة ودرجة حرارة منخفضة لتكون إنتاجها وفيراً. فعلى سبيل المثال، في المناطق الاستوائية حيث تظل درجات الحرارة مرتفعة طول العام، تنمو أشجار المطاط والكاكاو بشكل رئيسي، في حين تزدهر زراعات مثل الأرز والقهوة والشاي في الأقاليم الأقل حرارة أو الموسمية. كما أن احتياج النباتات للضوء لا يقل أهمية عن الحرارة، حيث معظم النباتات لا يمكن أن تنمو في الظلام.
الأمطار
يعتبر تأثير الأمطار على الغطاء النباتي أمرًا بالغ الأهمية، حيث تحدد كميات الأمطار نوعية الغطاء النباتي والزراعات الممكنة. على الرغم من إمكانية توفير مياه الري في بعض المناطق، إلا أن المناطق الاستوائية، التي تتسم بالأمطار المستمرة والحرارة العالية، تمثل مناطق تنمو فيها الغابات الكثيفة بفضل تربتها الغنية. إذ تساهم الأمطار في إذابة الدقائق الدقيقة من السطح التربوي وتسهيل تسربها إلى الطبقات السفلية. في المقابل، في المناطق الصحراوية التي تعاني من ندرة الأمطار، يقل الغطاء النباتي إلى حد كبير، مما يؤدي إلى وجود شجيرات وأعشاب قصيرة، حيث يصبح الاعتماد على رعي المواشي هو الخيار الأساسي للسكان.
الرياح والرطوبة
تمتلك الرياح والرطوبة أيضًا تأثيرات ملحوظة على الغطاء النباتي وأنماط الزراعة السائدة. فمثلاً، في دلتا النيل في مصر، حيث ترتفع نسبة الرطوبة، برزت زراعة القطن طويل التيلة، وهو ما لم يُوفق في تحقيقه في مناطق أخرى في مصر.