حكم الإفطار عمدًا في شهر رمضان

يعتبر شهر رمضان من الأشهر المباركة التي يتطلع إليها المسلمون في كل عام، حيث يُعد الصيام واجبًا على كل مسلم، إذ إنه الركن الرابع من أركان الإسلام.

أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت))، لذا سنستعرض في هذا المقال حكم الإفطار عمدًا في رمضان.

حكم الإفطار عمدًا في رمضان

يُعتبر صيام شهر رمضان فرضًا على كل مسلم بالغ وعاقل، باستثناء بعض الحالات مثل المرض، السفر، أو الحيض. أما من يفطر عمدًا دون وجود عذر شرعي، فقد ارتكب إثمًا جسيمًا، ويجب عليه أن يتوب عن هذا الذنب من خلال النقاط التالية:

  • التقرب إلى الله عز وجل والاستغفار الدائم.
  • صيام الأيام التي تم الإفطار فيها، بعدد الأيام التي تم الإفطار خلالها.
  • الكفارة، التي تتطلب صيام ستين يومًا متتابعة دون انقطاع.
  • إطعام ستين مسكينًا أو تقديم مد من الطعام، وهو عبارة عن أنواع معينة مثل القمح، الخبز، أو الأرز.

يتساءل الكثيرون عن السبب وراء وجوب إفطار المسكين وليس الفقير، وذلك لأن المسكين يعتبر حالته أسوأ من الفقير.

أحكام الإفطار في شهر رمضان

أجمع العلماء المسلمون وكبار الشيوخ أن حكم الإفطار في شهر رمضان يختلف وفقًا لحالة المفطر.

توجد ثلاث حالات للمفطرين في رمضان: الشخص الذي يُسمح له بالإفطار أو الصيام، الشخص الذي يُسمح له بالإفطار فقط، والشخص الذي يُسمح له بالصيام. سنوضح كل حالة فيما يلي:

1- الشخص الذي يجوز له الصيام أو الإفطار

في هذه الحالة، يُسمح للشخص بالإفطار أو الصيام، وتشمل تلك الفئة المرضى، المسافرين، النساء الحوامل أو المرضعات، والمسنين.

قد يكون العذر للإفطار مؤقتًا، مثل مرض يظهر فجأة، حيث يمكنه الصيام بعد الشفاء أو إفطار شخص غير قادر على الصيام عن كل يوم يظهر فيه إفطار، أو تعويض الأيام التي أفطر فيها.

أما بالنسبة للمسنين أو ذوي الأمراض المستعصية، فإن الإفطار يُعتبر جائزًا، وفي هذه الحالة ينبغي إفطار ثلاثين مسكينًا بحسب عدد أيام شهر رمضان.

2- الشخص الذي لا يجوز له إلا الإفطار

توجد حالات يجب فيها الإفطار فقط، مثل أيام الحيض والنفاس، حيث أكد علماء الأزهر الشريف على عدم جواز الصيام في تلك الحالات.

إذا صامت السيدة النفساء أو الحائض رغم علمها بأنه محرم، فلن يُقبل صيامها وتكون آثمة.

أما في حالة الاغتسال قبل الفجر أو بعده، فلا مانع من الصيام.

3- الشخص الذي يجوز له الصيام فقط

في هذه الحالة، يُعتبر الإفطار ذنبًا، ويعد من الكبائر التي تحتاج إلى استغفار وتوبة.

يجب على كل مسلم بالغ وقادر أن يصوم، ولن يُقبل الإفطار إلا إذا كان هناك عذر شرعي، وفي غير ذلك، يتوجب التوبة عن هذا الذنب.

ما يترتب على من أفطر عمدًا في رمضان

تترتب على من أفطر عمدًا في رمضان النقاط التالية:

الإثم

يآثم من يفطر في نهار رمضان عمدًا ودون وجود عذر شرعي.

القضاء المطلق

  • يتوجب على المسلم قضاء اليوم الذي أفطر فيه بعد انتهاء شهر رمضان.

الإمساك بقية اليوم

  • يرى علماء المذاهب الأربعة أن الإفطار ليوم واحد في رمضان لا يعني الاستمرار في الإفطار، بل يجب الإمساك وعدم تجاوز ما تم فعله.

الكفارة

  • يجب إخراج الكفارة عن كل يوم أفطره المسلم، والتي تتمثل في العتق أو الصيام أو الصدقة.

كفارة تعمد الجماع في نهار رمضان

  • أشار الفقهاء إلى ضرورة إخراج كفارة للشخص الذي أقدم على الجماع مع زوجته عمدًا في نهار رمضان، سواء تم الإنزال أو لم يتم.

كفارة تعمد الأكل والشرب

  • اتفقت الآراء الفقهية على أن من يفطر في نهار رمضان جراء الأكل أو الشرب عن طريق النسيان أو الجهل أو الخطأ لا يجب عليه إخراج كفارة،
  • لكن هناك خلاف بشأن الكفارة لمن تعمّد الإفطار، حيث يرى علماء المذهب الحنفي وجوب إخراج الكفارة في حال تناول الطعام أو الشراب عمدًا في نهار رمضان، بينما يؤكد علماء المذهب الشافعي والحنبلي بعدم وجوب دفع الكفارة في تلك الحالة.

أسئلة شائعة حول حكم الإفطار عمدًا

Scroll to Top