دراسة حول أهمية ودور مراكز رعاية المسنين

مرحلة الشيخوخة

حدد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم مراحل تطور حياة الإنسان، حيث تمثل مرحلة الشيخوخة المرحلة الأخيرة من حياة الإنسان الدنيوية. قال تعالى:

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). كما وأشار سبحانه إلى ضعف الجسم في هذه المرحلة بقوله:

(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ).

مع تقدم عمر الإنسان، يصل إلى مرحلة يُطلق عليها أرذل العمر، والتي تم ذكرها في القرآن الكريم عندما قال:

(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ). تشير “أرذل العمر” في هذه الآية إلى الهرم، إذ تتناقص قوى الإنسان العقلية والجسدية في هذه المرحلة، ويعود إلى حالة مشابهة لحالة الأطفال، حيث ينسى الكثير من الأمور الحياتية نتيجة لكبر سنه.

تمتاز الشيخوخة والكهل بأنهما مصطلحان يعبران عن حالة المسن، فما هما هذان المصطلحان، وهل هناك فرق بينهما في الدراسات الاجتماعية والجسدية؟ يمكن تعريف كل من المسن والكهولة والشيخوخة كما يلي:

تعريف المسن

تباينت الآراء حول تعريف المسن هل هو الشخص الذي بلغ سنًا معينة كعمر 65 عامًا، أم هو من تظهر عليه علامات الشيخوخة. بشكل عام، يُطلق لفظ “المسن” على الشخص الذي كبرت سنه وأصبحت قواه الجسدية والعقلية ضعيفة، ويُعرف عادة بأنه من تجاوز عمره الستين عامًا، مما يؤدي لحدوث تغييرات في الأدوار الاجتماعية بجسده سواء بالصعود أو الهبوط.

تعريف الكهولة

تمثل الكهولة الفترة الزمنية التي تبدأ بعد مرحلة النضوج وتستمر حتى مرحلة الشيخوخة، وتختلف هذه المرحلة من مجتمع لآخر. يُمكن تعريفها بأنها عملية حتمية تجسّد ظاهرة من مظاهر النمو والتطور؛ حيث أن الشيخوخة تعتبر آخر مراحل النمو التي يمر بها الإنسان.

تعريف الشيخوخة

تشير الشيخوخة إلى مجموعة من التغييرات الجسدية والنفسية التي تحدث في المرحلة الأخيرة من حياة الإنسان. من التغيرات الجسدية المعروفة في هذه المرحلة ضعف الصحة العامة، نقص القوة العضلية، تراجع الطاقة الجسدية والجنسية، وتدهور الحواس، حيث يصبح الانخفاض في القدرات الوظيفية والعقلية واضحاً. بعض الآراء ترى أن الشيخوخة هي مرحلة تطورية كغيرها من مراحل الحياة مثل الرضاعة والطفولة والبلوغ، وهي تعكس عملية فسيولوجية.

سن الشيخوخة

تباينت الآراء في تحديد الوقت الذي تبدأ فيه الشيخوخة، ولكن معظم الدراسات تشير إلى أن مرحلة الشيخوخة تبدأ مع ظهور علامات الشيخوخة، سواء كانت صحية أو نفسية أو عقلية. لا تُحدد الشيخوخة بعمر معين، بل يمكن أن تبدأ في أي مرحلة من مراحل العمر، حيث تبدأ قدرات الإنسان بشكل عام بالتغير منذ سن العشرين، وعليه فإن العمر بحد ذاته ليس العامل المحدد في بداية الشيخوخة. يتفق العديد من الباحثين على أن الشيخوخة هي المرحلة العمرية التي تبدأ فيها الوظائف الجسدية والعقلية بالتدهور.

مفهوم دور رعاية المسنين

من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان أن جعل الدين الإسلامي شاملًا لكل زمان ومكان، فهو يغطي جميع جوانب حياة البشر. من علامات شموليته وعمق تعاليمه اهتمامه برعاية الإنسان في جميع مراحل حياته، بما في ذلك مرحلة الكهولة أو الشيخوخة، حيث حرص الإسلام على حمايتهم من العزلة والإذلال. وقد أسس الدين مبدأ التكافل الاجتماعي الذي يتضمن الأفراد والأسر والمجتمع بأسره، ويعمل على توفير الرعاية اللازمة للجميع، ومن هنا كانت الحاجة لتأسيس دور رعاية المسنين.

تعتبر دار رعاية المسنين مؤسسة تُعنى بكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، مع إمكانية قبول من هم أقل سنًا في حالات معينة. تقدم هذه الدور الرعاية اللازمة من حيث السكن والترفيه والدعم النفسي، حيث توفر الرعاية المنزلية الكاملة والعناية الشخصية لكبار السن.

مهام وأهداف دور رعاية المسنين

تشتمل مهام وأهداف دور رعاية المسنين على ما يلي:

  • تستقبل دور رعاية المسنين كبار السن الذين تعجزهم الشيخوخة عن القيام بشؤون حياتهم، أو الذين يعانون من أمراض عقلية أو جسدية تجعلهم غير قادرين على رعاية أنفسهم.
  • توفير الرعاية الشاملة للمسنين، والتي تشمل الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية، بالإضافة إلى الأنشطة اليدوية والفنية، وتنظيم رحلات ترفيهية للقادرين لدمجهم في المجتمع الخارجي.
  • تأمين سبل الإيواء المناسبة والآمنة للمسنين، بما في ذلك الطعام والشراب والملبس والمأوى، مع العمل على إدماجهم في الحياة الاجتماعية.
  • مساعدة المسنين في التغلب على التحديات والمشاكل التي قد تواجههم، والوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة بالتعاون مع وزارة الصحة.
  • تقديم برامج ترفيهية للمسنين تشمل اللقاءات والرحلات الدينية أو الترفيهية للقادرين منهم.

فيديو لحام العظام

هل يقتصر ما تحمله الشيخوخة على التجاعيد والأمراض فقط؟ أليس هناك أفراح وسعادة أيضًا؟ تابع الفيديو لمعرفة المزيد:

Scroll to Top