النباتات والكتلة الحيوية
تُعد النباتات المنتج الأساسي الذي تعتمد عليه جميع أنواع المستهلكات، بما في ذلك الإنسان والحيوانات والحشرات. لذا، يمكن اعتبار الغطاء النباتي مؤشراً على إنتاجية الكتلة الحيوية. يسعى الإنسان، كمستهلك رئيسي على سطح الأرض، إلى تطوير أساليب وأدوات لتعزيز استغلال الموارد الطبيعية المتاحة. ورغم تنوع الأساليب المستخدمة، يواجه الإنسان العديد من التحديات والعوامل التي تؤثر على تحسين الإنتاج في الكتلة الحيوية. بعض هذه العوامل طبيعية بحتة بينما يتدخل الإنسان أيضاً في بعضها الآخر.
التأثيرات الطبيعية على إنتاج الكتلة الحيوية
الموقع الجغرافي
يلعب الموقع الجغرافي دوراً مهماً في إمكانية استغلال الموارد الطبيعية، حيث تحدد المسافات إلى الأسواق قدرة الاستفادة من هذه الموارد. في الماضي، كانت بُعد الموارد عن الأسواق يشكل عائقاً كبيراً، ولكن في القرن الحالي، لم يعد هذا البعد عاملاً سلبياً نظراً للتطورات في وسائل النقل، خاصة النقل البحري، والتي خففت من حدة هذه المشكلة.
طبيعة التضاريس
تشير التضاريس إلى أشكال السطح مثل الجبال والوديان والسهول والهضاب. يميل الإنسان، بشكل عام، إلى الاستقرار في المناطق السهلة حيث يمكنه استغلال الموارد المتاحة بسهولة أكبر مقارنةً بالمناطق الجبلية. حيث بدأت ممارسة الزراعة في السهول، مما أدى إلى إنشاء القرى والمدن.
التربة
تعتبر التربة الوسط الحيوي الذي تعيش فيه النباتات، وهي من العوامل الطبيعية الحاسمة التي تؤثر على نوعية الغطاء النباتي في المنطقة. فحين تكون التربة خصبة وجيدة الصرف، يتكون غطاء نباتي كثيف، مما يعزز تكاثر الحيوانات والحشرات والطيور. على الناحية الأخرى، في المناطق ذات التربة الفقيرة، يتكون غطاء عشبي خفيف، وينتقل الإنسان إلى مهنة تربية المواشي بدلاً من الزراعة، مما يؤدي إلى انخفاض تكاثر الحيوانات في البيئات الجافة.
المناخ
يُعتبر المناخ أحد العوامل الأساسية المؤثرة في استغلال الموارد الطبيعية. فمن الصعب العمل في الزراعة بالمناطق الصحراوية دون الاعتماد على التقنيات الحديثة. أصبح المناخ اليوم عاملاً حاسماً في تحديد جودة المحاصيل الزراعية. ومع تقدم العلم في مجال الزراعة، بات بإمكان الإنسان تجاوز العديد من التحديات المناخية عن طريق توفير نظم الري لزرعه في حال توقف الأمطار، أو حتى جلب المياه من مصادر بعيدة أو حفر آبار ارتوازية. كما يمكنه حماية محاصيله من تقلبات الطقس من خلال الزراعة في البيوت البلاستيكية.