لا شك أن الغرض من وجودنا هو عبادة الله سبحانه وتعالى، ونسعى جميعًا للحصول على رضاه والفوز بجنته. رغم ذلك، نجد أن بعض الأشخاص يرتكبون المعاصي والذنوب التي قد تُبعدهم عن الطريق المستقيم.
الذين لا ينظر الله إليهم
يتعلق هذا الموضوع بالعديد من النصوص الشرعية التي تسلط الضوء على خطورة الأمر وحال الذين سيتعرضون لحرمان النظر من الله يوم القيامة.
هناك فئات معينة من الناس لا ينظر الله إليهم، بل ومنهم من لا يكلمهم أو يزكيهم. سنستعرض هذه الفئات في السطور التالية:
الروايات الصحيحة
الرواية الأولى
قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: “ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ: المَنَّان الذي لا يُعْطِي شيئًا إلَّا مَنَّ عليه، والمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الكاذب، والمُسْبِل إزارَهُ. وفي رواية: ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ولا يُزَكِّيهم، ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.
الرواية الثانية
قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: “ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ على سِلْعَةٍ، رَجُلٌ حَلَفَ يَمِينًا كاذبةً بعد العصر ليأخذ مالًا من مسلم، ورَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ ماءٍ فقال الله: اليوم أَمْنَعُكَ فَضْلِي كما مَنَعْتَ فَضْلَ ما لم تَعْمَلْ يَدَاكَ.
الرواية الثالثة
قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: “ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِم، ولا يُزَكِّيهم، ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ مَنْعَ فَضْلَ ماءٍ عن ابن السبيل، ورَجُلٌ باعَ سِلْعَةً بعد العصر وَحَلَفَ له باللَهِ لأخذها بكذا وكذا مُصَدِّقًا له وهو عَلَى غير ما وَعدَه، ورَجُلٌ باعَ إِمامًا لا يُبايِعُهُ إلَّا لِدُنْيا، فإن أعطاه من مُعطيه وفى، وإن لم يُعطِهِ منها لم يَفِ.
الرواية الرابعة
قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: “ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ولا يُزَكِّيهم، كما قال أبو مُعاوِيَة: ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِم، ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ: شيِخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذَّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ.”
الرواية الخامسة
قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: “ثَلاثَةٌ لا ينظُرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إِلَيْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: العاقُّ لوالِدَيْهِ، والمرأة المترجِّلة، والدَّيُّوثُ، وثَلاثَةٌ لا يَدْخُلُونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيْهِ، والمدمِنُ على الخمر، والمنَّان بما أَعطَى.”
يمكنك معرفة المزيد عن:
الروايات الضعيفة
الرواية الأولى
هناك رواية ضعيفة تشير إلى: “ثَلاثَةٌ لا ينظُرُ اللَّهُ إِلَيْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: المَنَّانُ، والمُسْبِلُ إزارَهُ خُيَلاءَ، ومُدْمِنُ الخمرِ.”
الرواية الثانية
تعتبر هذه رواية ضعيفة أيضًا: “ثَلاثَةٌ لا ينظُرُ اللَّهُ إِلَيْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: حُرٌّ باعَ حُرًّا، وحُرٌّ باعَ نَفْسَهُ، ورجُلٌ أَبْطَلَ كِرَاءَ أَجِيرٍ حتّى جَفَّ رَشْحُهُ.”
اقرأ المزيد هنا عن:
تحقيق حديث “ثلاثة لا ينظر الله إليهم”
- حديث “ثلاثة لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم” يشمل:
- المُسْبِل إزاره، والمَنَّان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحَلِف الكاذب.
- قال الإمام ابن باز إن هذا الحديث يأتي في سياق الوعيد والترهيب، وينبهنا على ضرورة الابتعاد عن هذه الأخطاء.
- كما أوضح الإمام أن ما يتناوله الحديث يُعتبر من الكبائر، وهو تحذير شديد من الله سبحانه وتعالى.
شرح حديث ثلاثة لا ينظر الله إليهم
حديث “ثلاثة لا ينظر الله إليهم” هو حديث نبوي معروف يُذكر في كتب الحديث لبيان الأفراد الذين يعصون الله ويستحقون اللوم. الحديث مشهور برواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ويأتي بعدة صيغ في مؤلفات الحديث. أحد رواياته هو:
الحديث: “ثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ” (رواه مسلم).
شرح الحديث:
العاق لوالديه
- التفسير: هو الشخص الذي يعصي والديه، ولا يُظهر لهما الاحترام أو البر. يُعتبر العقوق من الكبائر في الإسلام، حيث يتوجب علينا برّ والدينا، وقد وردت آيات عديدة في القرآن الكريم تأمر بالإحسان إليهما.
المنان
- التفسير: هو الذي يمنّ على الآخرين بأفعاله، ويظهر كما لو كان يتباهى بما قدمه لهم. يُعتبر المنّ سلوكًا غير محبب لأنه يدل على التفاخر والتكبر، ويعكس عكس الأخلاق الحميدة التي تدعو إلى الإيثار والإحسان دون انتظار مقابل.
المسبل إزاره
- التفسير: هو الشخص الذي يطيل ثيابه ليتدلى على الأرض مُتفاخرًا. يُعتبر هذا الفعل نوعًا من التفاخر والتعالي، وهو يتعارض مع التواضع الذي يُشدد عليه في الإسلام. يُفهم من الحديث أن التفاخر في الملبس هو أحد الأسباب التي تمنع الشخص من نيل رضا الله.