طرق تخريج الأحاديث من الكتب
تخريج الأحاديث يُشير إلى دراسة الحديث النبوي من حيث صحة روايته، والتعرف على رواة الحديث من الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، والتمييز بين ما تم نقله عنهم من أقوال. كما يشمل تقييم الحديث من حيث الصحة والضعف من خلال النظر في كل الطرق الواردة. ويستند العلماء في تخريج الأحاديث إلى مجموعة من الأساليب التي تتباين حسب كل حالة. وفيما يلي أبرز هذه الطرق:
التخريج من خلال معرفة السند
السند هو سلسلة الرواة الذين نقلوا الحديث عن الصحابي المروي عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وتهدف هذه الطريقة إلى تقييم صحة الحديث النبوي بالاعتماد على معرفة الراوي الأهم – الصحابي الجليل – الذي نقل الحديث، أو على أي راوٍ آخر من سلسلة السند.
تُعرف الكتب التي تسهم في هذا النوع من تخريج الأحاديث بالمسانيد، حيث تمتاز بكون أحاديث الصحابي الواحد تتنوع موضوعاتها، مما يعني عدم وجود تنسيق بينها. ويتم تخريج الحديث عن طريق تجميع الأحاديث التي رواها صحابي معين في مكان واحد، كما في مسند أبو بكر رضي الله عنه الذي يضم كل ما رواه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهكذا يكون الحال لكل صحابي من الصحابة الكرام. ومن الكتب التي استخدمت هذه الطريقة في تخريج الأحاديث، ما يلي:
- المسانيد مثل مسند الإمام أحمد بن حنبل.
- المعاجم مثل معجم الطبراني.
- الأطراف مثل كتاب تحفة الأشراف.
التخريج عن طريق المتن
المتن هو ما تنتهي إليه سلسلة السند من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. يكون تخريج الأحاديث النبوية عن طريق المتن من خلال التركيز على الكلمات الرئيسية في الحديث، مما يتطلب من الباحث معرفة شاملة بألفاظ الحديث النبوي.
يستعرض الباحث عبارة بارزة للبحث عن الحديث بهدف تقييمه، وغالباً ما تكون هذه العبارات مأخوذة من بداية الحديث، وتُعرف بطرف الحديث، أو يمكن أن تؤخذ من وسط الحديث إذا كان طويلاً. ومن الكتب التي خدمت هذه الطريقة ما يلي:
- جمع الجوامع للإمام جلال الدين السيوطي.
- الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير للإمام جلال الدين السيوطي.
- الدرر في حديث سيد البشر لزين الدين عبد الغني.
تُساهم هذه الطريقة في تسهيل بحث الباحث الذي يجب عليه أن يكون ملماً بطرف المتن أو أن يكون حافظاً له بالكامل، حيث ينطلق في بحثه باستخدام عبارة بارزة من المتن.
التخريج من خلال معرفة موضوع الحديث
تساهم هذه الطريقة في تخريج حديث نبوي معين، حتى لو لم يكن الباحث على دراية براوي الحديث أو أول كلمات المتن، ولكنه يكون ملمًا بموضوع الحديث. في هذه الحالة، يقوم الباحث بالبحث في كتب التخريج المتعلقة بالموضوع المطلوب، مثل الطهارة، فيبدأ البحث من هذا الباب حتى يصل إلى الحديث المعني. ومن الكتب التي تخدم هذه الطريقة ما يلي:
- كتب الجوامع (جامع البخاري ومسلم).
- كتب السنن (سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه).
- الموطآت (موطأ مالك بن أنس).
تخريج الحديث بوسائل حديثة
تُعتبر هذه الطريقة من الطرق السريعة في تخريج الأحاديث، سواء عبر السند أو المتن، حيث يمكن إدخال أي عبارة من المتن أو الاسم الأعلى للرواي. من البرامج التي ساهمت في ذلك ما يلي:
- برنامج مكتبة الحديث الشريف
تحتوي هذه المكتبة على مجموعة متنوعة من الكتب المتعلقة بالدين الإسلامي، بما في ذلك تفسير القرآن وبعض كتب الحديث، حيث تفوق كتب الحديث في العدد على كتب التفسير، بالإضافة إلى كتب الشرح وكتب غريب الحديث وكتب مصطلح الحديث.
- برنامج موسوعة الحديث النبوي الشريف
يشمل هذا البرنامج كتبًا مثل الكتب الستة وموطأ مالك ومسند أحمد وسنن الدارمي.
- برنامج المحدث
يحتوي هذا البرنامج على مجموعة كبيرة من الكتب، منها الكتب الستة المشهورة وموطأ مالك ومسند أحمد ومسند الشافعي ومسند أبي حنيفة، بالإضافة إلى كتب أخرى مثل نصب الراية ومجمع الزوائد ورياض الصالحين وأذكار النووي ونظم المتناثر وغيرها.
أبرز كتب تخريج الحديث
تحتوي مكتبة تخريج الأحاديث النبوية على عدد كبير من المؤلفات التي تم بذل جهد ووقت كبيرين في تأليفها، ومن أبرز كتب تخريج الحديث النبوي ما يلي:
- جامع الأصول في أحاديث الرسول لمؤلفه مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير.
- جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن لمؤلفه ابن كثير القرشي الدمشقي.
- نصب الراية لأحاديث الهداية لمؤلفه الزيلعي.
- المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الأحياء من الأخبار لمؤلفه الحافظ العراقي.
- البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير لمؤلفه ابن الملقن.
فوائد تخريج الحديث
هناك عدد من الفوائد المستنبطة من تخريج أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومنها ما يلي:
- تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة أو المنكرة، والعمل بناءً على الصحيحة والحسنة، والتحذير من المنكرات والموضوعة.
- تمييز الأحاديث التي تُستخرج منها الأحكام الفقهية الشرعية عن تلك التي لا تتعلق بها أحكام شرعية.
- الحفاظ على السنة النبوية التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنها تعتبر المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي.